لندن - مصر اليوم
"أبي.. أمي، أشعر بالملل".. دائمًا ما نسمع هذه الشكوى من أطفالنا الصغار ولا نعرف في كثير من الأحيان التعامل معها، ويشعر الأطفال بالملل بسهولة ويحتاجون جهدًا كبيرًا لجعلهم يشعرون بالسعادة طوال الوقت، ويمثل إسعاد الأطفال طوال الوقت تحديًا كبيرًا في ظل الالتزامات والارتباطات التي تقع على كاهل الآباء.
ويستسهل البعض إجلاس الأطفال أمام التلفزيون ولكن هذا لن يساعد على المدى الطويل، ويكمن حل هذه المشكلة في تعليم أطفالك كيف يرفهون عن أنفسهم بأنفسهم وبمساعدة قليلة منك.
ورسمت الكاتبة البريطانية إلويز ويست، في مقال لها، خطوات تساعدك على تقليل شكوى أطفالك من الملل، وهو ما سيتيح لك بعض السلام والهدوء الذي تتوق إليه:
أولًا: عليك معرفة متى يصاب أطفالك بالملل، وتحديد سبل علاج الأمر، مثلًا، إذا كان الأطفال يملون سريعًا من الجلوس في السيارة، فعليك عدم اصطحابهم في رحلات طويلة أو خلال ساعات الذروة، وإذا كان اصطحابهم حتميًا، فيمكنك اللجوء إلى إلهائهم بألعاب الفوازير والأسئلة.
وإذا كان الأطفال يملون مثلًا من زيارة منزل الجد أو الجدة، يمكنك الاحتفاظ ببعض الدمى والألعاب هناك حتى يلهو بها الأطفال ولا يشعرون بالضجر.
ثانيًا: اجعل الروتين اليومي لأطفالك أكثر مرحًا، إذا أصبح الملل روتينيًا لطفلك، فعليك التفكير في طرق تجعل أنشطته اليومية أكثر مرحًا وإثارة، فمحاولة تحويل النشاطات الروتينية إلى لعب ولهو يجعل طفلك أكثر نشاطًا وتعاونًا.
مثلًا، هناك بعض الأفكار التي قد تجعل روتين أطفالك الصباحي أكثر متعة:
- يمكنك إقامة مسابقة بينهم للإسراع في ارتداء ملابسهم.
- تشغيل الموسيقى أثناء قيامهم بواجباتهم.
- تشجيعهم على ممارسة بعض الألعاب المائية المرحة في الحمام.
- منحهم الكثير من الخيارات فيما يتعلق بالملابس أو أطعمة وجبة الإفطار.
ثالثًا: تجزئة الواجبات المنزلية.
إجبار الأطفال على أداء الواجبات الدراسية دون انقطاع يصيبهم بالملل الشديد وقد تكون له نتائج عكسية، لذا، ينصح بتجزئة الواجبات وتشجيعهم بالمكافآت بعد كل جزء.
سيكون الأطفال أكثر تحفزًا إذا كان هناك هدف يتطلعون إليه كما تسهم تجزئة الواجبات في تخفيف إحساسهم بالهم والملل، مثلًا، يمكنك تشجيع الطفل بمنحه قطع بسكويت بعد الانتهاء من أحد الواجبات واصطحابه في جولة بمتنزه بعد أداء أجزاء أخرى ومنحه ساعة يلعب فيها ما يريد إذا ما انتهى من أداء واجباته.
رابعًا: اكتب لهم أنشطة يكسرون بها الملل، كما قلنا من قبل، فلن تكون متاحًا طوال الوقت لإمتاع أطفالك وربما تكون مشغولًا في التزامات أخرى، ولذا، فمن الأفضل أن تعلمهم كيف يقضون على الملل ويستمتعون بوقتهم.
مثلًا، اجلس مع أطفالك واكتبوا سويًا الأنشطة التي تسعدهم وتساعدهم على كسر الملل، واكتبوا كل نشاط على حدة في ورقة صغيرة، ثم ضعوا كل هذه الأوراق في صندوق أو علبة، وأطلب منهم أن يسحبوا ورقة وينفذوا ما بها كلما أحسوا بالملل، ومن بين الأفكار المسلية للأطفال: ارسم صورة، العب في الحديقة، اكتب قصة، أرقص، غن،.... الخ.
خامسًا: تأكد من أن شعور أطفالك بالملل ليس ناجمًا عن اكتئاب، فالملل بشكل عام غير ضار لكنه قد يكون في بعض الأحيان عرضًا من أعراض الاكتئاب. فإذا كان الطفل لا يستجيب لمحاولات إخراجه من الشعور بالملل ولا يستمتع بالأنشطة المرحة، فعليك فورًا استشارة طبيب.