لندن ـ كاتيا حداد
تزايد الاتجاة مؤخرًا إلى تناول الأغذية النباتية عن طريق الحميات الغذائية النباتية أو عن طريق تقليل اللحوم، والذى نادى بية السير بول مكارتني في عام 2009 فى مبادرتة "من دون لحوم أيام الاثنين"، وعلى الرغم من ذلك إلا أن النظرية النباتية ابتعدت قليلًا عن دائرة الضوء فى ظل شكوك عدة؛ ففي حين أن ملايين البريطانيين يحاولون بشكل واضح قطع مدخولهم من اللحوم، سواء لأسباب صحية أو أخلاقية أو بيئية، بالنسبة للكثيرين، كما إن تناول الخضراوات الكاملة أمر لا يمكن تحمله للبعض، تزايد الشكوك بشأن اتباع انظمة نباتية.
وكشفت أحدث إحصاءات NHS هيئة الخدمات الصحية الوطنية، أن 1.2 مليون بريطانى هم نباتييون، ويشكل المراهقين أعلى نسبة، وأوضحت الأبحاث التي أجراها خبراء البيئة أن بريطانيا هي واحدة من أفضل الدول في أوروبا التي يمكن أن تكون نباتية بشكل كبير بناء على على كثافة المطاعم الصديقة للخضروات، واستهلاك اللحوم سنويًا، والسعر الباهظ للحوم؛ ومع ذلك ، لا تزال هناك شكوك بشأن عدم استهلاك ع اللحوم - وبخاصة كيفية الحفاظ على نظام غذائي صحي، حيث توالت الكثير من الاسئلة مثل "هل سأكون متعب طوال الوقت"؟ "هل سيكون هناك الكثير من الكربوهيدرات في نظامي الغذائي؟" أو "كيف أضمن الحصول على ما يكفي من الفيتامينات والعناصر المغذية الموجودة أساسًا في اللحوم ، مثل أوميغا 3"؟
ويعد من الواضح أن هناك العديد من المخاوف المشروعة التي يجب أخذها في الاعتبار هنا، فالنباتات، لا تحتوي على جميع الفيتامينات والمواد الغذائية التي نحتاج إليها، مثل فيتامين "أ"، على سبيل المثال، وهو هام للحفاظ على الرؤية الجيدة وجهاز المناعة، ويساعد العديد من أجهزة الجسم لتعمل بشكل صحيح، ويوجد في كبد البقر، وبالحديث إلى الدكتور حامد كمالي وهو طبيب في مشفى ميدشيك، قال الدكتور، الذي يتبع نظام غذائي نباتي "خلافا للاعتقاد السائد، فإن نقص الفيتامينات والمعادن لم يعد أكثر انتشارا في الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا أو نباتيا"؛ على العكس ، حيث تشير بعض الدراسات إلى أن النباتيين أقل عرضة للإصابة بالسرطان، وهنا يجيب الطبيب على بعض الاسئلة المتعلقة باتباع الانظمة النباتية.
الفوائد الرئيسية لاتباع نظام نباتى
يشير الدكتور كمالي إلى قائمة ضخمة من الفوائد، ومن بينها "تحسن مقاومة الجسم الأنسولين، وتحسن الكولسترول، وتقليل وزن الجسم"، كما تقلل الانظمة النباتية احتمال الأصابة بمرض السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية أيضًا.
الحفاظ على نظام غذائي متوازن ومتنوع
ويوضح الدكتور من المهم للنباتيين أن يأكلوا نظامًا غذائيًا صحيًا متنوعًا مليئًا بالأطعمة الكاملة، تماما كما هو الحال مع اتباع نظام غذائي يحتوى باللحوم، قائلًا "إن تناول مجموعة كبيرة من الأطعمة - كالفاكهة والخضار والبقوليات والحبوب والمكسرات والبذور - سيؤدي إلى اتباع نظام غذائي متوازن ومتنوع".
الاعتماد على الكاربوهيدرات والإصاب بالسمنة
ويؤكد الدكتور كمالي أن الكربوهيدرات لا تؤدى إلى السمنة بالضرورة ؛ حيث وجدت دراسة حديثة أن المعكرونة قد تساعد في إنقاص الوزن؛ إذ يتم تقسيم الكربوهيدرات إلى فئتين رئيسيتين: "بسيطة ومعقدة".
وأوضح كمالي أن الكربوهيدرات البسيطة سهلة الهضم وتوفر الطاقة، وتشمل الكربوهيدرات الموجودة في الحليب والفاكهة والسكريات المكررة أو المصنعة، والكربوهيدرات المعقدة تأتي في الحبوب الكاملة والبقوليات والخضروات النشوية، والتى تستغرق وقتًا أطول لكي يمتصها الجسم ويوفرمنها مصدرًا للطاقة ليدوم لفترة أطول.
فقد العناصر الغذائية عند اتباع نظام نباتى
ويقول الدكتور كما ذكرنا أن النباتيين ليسوا أكثر عرضة للإصابة بقصور الفيتامينات أو المعادن، ومع ذلك، فمن الضروري التخطيط للنظام الغذائي بشكل جيد، فـ "فيتامين (ب 12)"، على سبيل المثال، يوجد في الغالب في اللحوم، وهو أساسي للحفاظ على صحة الأعصاب وخلايا الدم، وكذلك صنع الحامض النووى، وهو موجود في البيض والحليب والجبن. وتوفره الان، معظم بدائل الحليب المدعمة ب 12 وكذلك بعض حبوب الإفطار، وهنا لاتوجد مشكلة، و يقول الدكتور كمالي "من المهم أن يكون لديك مصدر منتظم لتجنب حدوث اى خلل".
المكملات الغذائية
ويؤكد الدكتور كمالي أنه يمكن العثور على معظم العناصر الغذائية والفيتامينات في النظام الغذائي النباتي من الغذاء ذاته، ولن تكون هناك حاجة إلى الكثير من المكملات الغذائية، مضيفًا "أنصح بعدم تناول المكملات من دون التحدث إلى الطبيب أولاً للتأكد من أنها آمنة - فبعض المكملات تتفاعل مع بعض الأدوية على سبيل المثال".
المخاطر الصحية
وذكر كمالي أنه إذا اتبعت نظامًا غذائيًا متوازنًا، فإن استبعاد اللحوم لن يخلق مخاطر صحية، "وتأتي المخاطر عندما يكون نظامك الغذائي غير متوازن وينتج ببساطة من تناول كمية أكبر من الكربوهيدرات".