القاهرة - وفاء لطفي
أصابت حالة من الذعر والفزع المواطنين في مصر، بعد الأنباء المتداولة مؤخرًا عن "انتشار فيروس غامض يسبب الوفاة وغير معلوم هويته"، حتى قرر عدد من الأسر والأهالي منع ذهاب أولادهم للمدارس، تخوفًا عليهم من الإصابة بالفيروس، لا سيما في نطاق المحافظة التي شهدت أولى الإصابات به، محافظة القليوبية، حيث شهدت إصابة 11 شخصًا بأعراض تشبة النزلات المعوية واشتباه بالتسمم، وذلك لعائلتين تربطهما صلة قرابة، ومقيمين في منزلين مستقلين في منطقة شبرا الخيمة.
وكشف وزير الصحة، الدكتور أحمد عماد راضي، ، في تصريحات خاص لـ"مصر اليوم"، أن الوزاة تعمل منذ 18 يومًا على تحديد سبب الإصابة بذلك الفيروس، قائلًا: "حتى الآن لم يتم تحديد ما إذا كان سبب الإصابة فيروس أو بكتيريا أو ميكروب".
وأكد الوزير، أنه لا داعى للقلق أو الرعب من انتشار العدوى بين المواطنين، كما يروج البعض، موضحًا وجود الإصابات في نطاق ضيق وبين عائلتين، تربطهما صلة قرابة، مضيفًا: "هذا ما يجعلنا نطمئن بشكل كبير، ويقلل من فرص انتشاره بين المواطنين".
ومن جانبه، أوضح رئيس قطاع الطب الوقائي، الدكتور عمرو قنديل، أنه فور الإبلاغ عن أول حالة وهي لسيدة تبلغ من العمر 63 عامًا، تم حجزها في مستشفى حميات إمبابة، قامت وزارة الصحة والسكان على الفور بتشكيل لجنة للتقصي الميداني الوبائي، وأفادت نتائجها بأن عدد من ظهر عليهم الأعراض 11 شخصًا، تمثلت الأعراض في قئ مفاجئ وإسهال شديد وألم بالبطن، وزادت شدة الأعراض في بعض الحالات، لا سيما بين الأطفال وكبار العمر.
وأضاف قنديل، أن جميع الحالات المصابة ترددت على المستشفيات والعيادات الحكومية والخاصة لتلقي العلاج اللازم، وتوفيت 3 حالات، فيما تماثل 6 حالات للشفاء التام وخرجت متحسنة، ويوجد حالتين فقط حتى الآن تحت العلاج.
وذكر قنديل في تصريحاته لـ"مصر اليوم"، عن قيام الفريق الوقائي في الوزارة بمتابعة عدد 17 شخصًا من المخالطين في المنزل، مؤكدًا عدم ظهور أو اكتشاف أي أعراض مرضية عليهم، كما تم عمل تقصي وبائي للمنازل المجاورة للمنزلين، ولم يتم اكتشاف أي حالات مرضية مشابهة.
وتابع رئيس قطاع الطب الوقائي، أنه تم اتخاذ عدة إجراءات وقائية سواء للمصابين أو للمنزلين المشار إليهما، منها إجراء فحوصات معملية متقدمة للفيروسات والبكتريا المحتمل أن تكون سببًا في ظهور تلك الأعراض، حيث تم عمل فحص السموم والمعادن الثقيلة للحالات، ومسح ذري للأجسام المشعة عن طريق فريق من هيئة الطاقة النووية، وعمل تقصي للحشرات ونواقل الأمراض، ورصد وقياس ملوثات الهواء، وفحص لجميع أنواع الأغذية الجافة، المطهوة والمياه من المنزلين، المشار إليهما للكشف عن وجود أي بكتيريا ممرضة أو سموم.
فيما ناشدت الحكومة المصرية، وسائل الإعلام بعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة، والتي من شأنها إثارة الذعر والبلبلة بين المواطنين، وأخذ البيانات والمعلومات الصحيحة من مصادرها في وزارة الصحة، حرصًا على مصلحة المواطن المصري.
وتواصلت "مصر اليوم" مع مدير وحدة الوبائيات والترصد في البحر الأحمر سابقًا، الدكتور عبدالعال البهنسي، والذي أكد أن سبب الوفيات لا يمكن أن يكون فيروس غامض أو غير غامض، كما أنه لا يمكن يكون إشعاع، وفقًا له.
وقال مدير وحدة الوبائيات والترصد: "لو كان فيروسًا جديدًا أو متحورًا كان سيصيب عددًا كبيرًا جدًا من منازل كثيرة متفرقة ولن يصيب منزلين فقط بعينهم، وبينهم صلة قرابة، كما أنه من غير المعقول أن يكون إشعاع، لأنه إذا كان إشعاعًا كان من المفترض أن يصيب آلاف المواطني من نفس المنطقة المشعة، وبدرجات متفاوته في الأعراض وفقًا لقرب وبعد الجسم المشع، ولن يصيب منزلين فقط ومن عائلة واحدة ويترك المنازل المجاورة لهم".
وأشار البهنسي، إلى أن تلوث المياه ليس سببًا للفيروس، لأنه لو المياه بالفعل لأصيبت المنطقة السكنية بأكملها وليس منزلين فقط بعينهم، موضحًا أن العامل الوحيد المشترك في الموضوع أن الأسرتين بينهم صلة قرابة، وفي أغلب الظن فإن العائلتين قاموا بعمل شئ مشترك، قائلا: "على العائلتين الاعتراف بكل صرحة ووضوح عن ملابسات هذا التعرض الغريب للتسمم بلا خوف، من أجل غلق باب الإشاعات والهلع المنتشر في الشارع المصري"