اوتاوا - جاد منصور
وجد الباحثون أن النساء اللواتي يشربن المشروبات الغازية أثناء فترة العمل معرضات لإنجاب أطفال يعانون من الوزن الزائد، وأتت هذه النتائج بعد دراسة 3000 أم، وبحث العلماء في وجود الصلة بين المشروبات الاصطناعية وحتى تلك التي تحمل سعرات حرارية أقل وسكر أقل والتي تسمى الدايت مع ولادة طفل يعاني من الوزن الزائد.
وخلص العلماء أن الامهات اللواتي يشربن المشروبات المحلاة اصطناعيا كل يوم معرضات لإنجاب طفل يعاني من الوزن الزائد ضعف النساء اللواتي لا يشربنها، وسيعاني أطفالهن من البدانة عند وصولهم لعمر 12 شهر، ويعتقد فريق العلماء من جامعة مانيتوبا في كندا أن المواد المحلاة اصطناعيا تطور في الرحم حالة للطفل يحب فيها الطعام السكري، وهو بدوره يدفعه لاستهلاك المزيد من الطعام والسعرات الحرارية عند ولادتهم.
وأوضح العلماء ألا دليل قوي بعد على هذه النظرية، كما أن ابحاثهم جاءت في اطار لفت الانتباه وإيجاد صلة بين النظام الغذائي أثناء الحمل ووزن الطفل وإذا ما كان هناك صلة بيولوجية بينهما، ولكنهم أشاروا أن ابحاث سابقة اجريت على الفئران وجدت أن الاطفال الذين يعانون من الوزن الزائد واكتساب الوزن الزائد بسرعة كانت امهاتهم تعتمد على المحليات الصناعية أثناء الجمل.
ونشرت الدراسة في المجلة الطبية جاما لطب الاطفال، وكتب العلماء " على حد علمنا، توفر نتائجنا الادلة البشرية لدعم هذه النتائج، مما يوحي بان تعرض الأجنة للمحليات الصناعية يمكن أن تساهم في اكتساب الطفل للوزن الزائد وربما السمنة في مرحلة الطفولة المبكرة."
ووجد الفريق أن 30% من الامهات ذكرت شرب المشروبات المحلاة صناعيا بما في ذلك المشروبات الغازية والشاي المحلى والقهوة، وتشرب حوالي 5% منهن هذه المشروبات كل يوم، وهؤلاء معرضات لزيادة في أوزان أطفالهن لدى عمر 12 شهر، مقارنة باللواتي لا يشربن هذه المشروبات اثناء الحمل، ولم ينظر في اتجاه النساء اللواتي يشربن المشروبات الغازية العادية أو المشروبات الساخنة المحلاة بالسكر، وتابع الفريق " بالنظر الى وباء السمنة المنتشر في العالم وفي مرحلة الطفولة وربطه باستهلاك المواد المحلاة اصطناعيا، وجدا هناك ما يبرر اجراء المزيد من البحوث للبحث في هذه الصلات، والآليات البيولوجية الكامنة وراءها."
وشكك علماء آخرون في هذه النتائج، فهم يعتقدون أن النساء اللواتي يشربن المشروبات الغازية الدايت كل يوم معرضات لزيادة الوزن بالمقام الأول وبالتالي يمررن المشكلة لأطفالهن، وأوضح خبير في الاحصاء التطبيقي في جامعة أوبن البروفيسور كيفين ماكنواي " لعل زيادة خطر زيادة الوزن تكمن في المشروبات الغازية المحلاة صناعيا، أو ربما يكون بسبب استهلاك النساء الغير عادي لهذه المشروبات، وقام الباحثون بتصحيح بعض الاحصائيات للمساح باظهار الاشياء التي نعرفها بشكل مختلف، وهذا ما جعل الدراسة غير عادية بصرف النظر عن استهلاك المشروبات المحلاة، فالكثير من العوامل الاخرى تساهم في زيادة وزن الطفل مثل تدخين الأم ومرض السكري وجودة النظام الغذائي ومدة الرضاعة الطبيعية"، وتابع " لكننا لا نعرف على وجه القين أي من هذه الامور هي الاهم، وربما تكون هناك جوانب من ممارسات الامهات الغير عادية والتي لم تؤخذ في الحسبان."
وأكدت المتحدث باسم الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد جانين السون " تتزايد مشاكل المسنة لدى الاطفال والامهات في بريطانيا، فحوالي ربع النساء وثلث الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين سنتين و 15 سنة مصنفين بزيادة الوزن أو السمنة المفرطة."
وأضافت" في حين وجدت دراسة أخرى أن الاطفال المولودين لأمهات يعتمدن على المشروبات الصناعية خلال فترة الحمل يعانون من زيادة الوزن، وهناك الحاجة للمزيد من الابحاث للتأكد من الامر، وينصح النساء بالأصل في فترة الحمل بالتقليل من الأطعمة الدهنية والمشروبات الغازية، والتي تساهم في زيادة الوزن، وتعويضها بالمياه."
وأشارت المديرة العامة لجمعيات المشروبات الغازية في بريطانيا جافين بارتينغتنون " حتى المؤلفون يقرون أن هذه الدراسة محدودة وأنها لم تأخذ بعين الاعتبار النظام الغذائي الشامل أو أسلوب الحياة، وأظهرت عقود من الدراسات أن المشروبات الغازية الدايت تساعد المستهليكن على ادارة السعرات الحرارية عندما تكون جزء من نظام صحي شامل."