لندن ـ كارين إليان
اكتشف العلماء أن من يعانون من السمنة المفرطة من المصابين بمرض السكري من النوع الثاني معرضون للإصابة بمرض سرطان الكبد مرتين أكثر من غيرهم، حيث وجدت دراسة جديدة أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم "BMI"، وزيادة محيط الخصر والإصابة بمرض السكري من الدرجة الثانية، تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 2.61 مرة، وتزداد هذه النسبة مع ارتفاع مؤشر كتلة الجسم.
ووجد الباحثون أن مخاطر الإصابة بهذا المرض تقدر بنحو 8% لكل 5 سم من الدهون في منطقة الخصر، فيما كانت نسبة زيادة الإصابة بسرطان الكبد لكل من الرجال والنساء 38% و25% على الترتيب لكل 5 كغم للمتر مربع زيادة في مؤشر كتلة الجسم.
وقال معد الدراسة، الدكتور بيتر كامبيل، المدير الاستراتيجي لأبحاث سرطان الجهاز الهضمي في جمعية السرطان الأميركية أن معدلات الإصابة بسرطان الكبد ارتفعت ثلاث مرات تقريبًا في الولايات المتحدة الأميركية منذ منتصف السبعينات بالإضافة إلى أن الحالة الصحية للمصابين بهذا المرض شديدة الخطورة على نحو خاص.
وعلى الرغم من تصريح هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة بعدم انتشار مرض سرطان الكبد في المملكة المتحدة خلال العقود القليلة الماضية، إلا أن نسبه الإصابة بهذا المرض شهدت ارتفاعًا ملحوظًا، ومن المحتمل أن يُعزى هذا الارتفاع إلى ارتفاع نسبه استهلاك المشروبات الكحولية وزيادة المصابين بالسمنة المفرطة، وقام الدكتور كامبل وزملائه بجمع بيانات نحو 1.57 مليون فرد بالغ مسجلين في 14 دارسة أميركية.
وقبل البدء في الدراسة قام المشاركون بإكمال استبيان عن الطول وجرعات الكحول والتبغ والأمور الأخرى شديدة الارتباط بسرطان الكبد، ولم يكن أي من المشاركين في الاستبيان مصابًا بالسرطان أثناء التسجيل في الدراسة، في حين تم تسجيل إصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبه 6.5 % من المشاركين، وبمرور الوقت تبين أن 2,162 من المشاركين قد أصيبوا بسرطان الكبد، وقارن الباحثون معدلات الإصابة بسرطان الكبد بين المشاركين باستخدام عاملي السمنة المفرطة ومرض السكرى تارة ودونهم تارة أخرى لتحديد عوامل الإصابة بسرطان الكبد.
وعقب الدكتور كامبل بالقول إننا وجدنا أن كل من هذه العوامل الثلاثة ترتبط بشكل كبير للغاية مع الإصابة بمرض سرطان الكبد، وأنها مرتبطة كذلك بالخلل الايضي، وهذا يُضفي تأكيد شديد بأن سرطان الكبد من ضمن الأمراض المرتبطة بالسمنة المفرطة، كما يعد هذا سببًا كافيًا للحفاظ على الوزن الطبيعي مع مقدار الطول للفرد.
ويضيف الدكتور إن نتائج الدراسة تتوافق مع بيانات أخرى تشير إلى أن الوزن المفرط والإصابة بالسكري يلعبان دورًا مؤثرًا في زيادة الإصابة بمرض السرطان في الأعوام الماضية، وأن الإصابة بمرض سرطان الكبد لا يرتبط ببساطه بزيادة جرعه الكحول أو عدوى التهاب الكبد الفيروسي فحسب.
وتقدر مخاطر إصابة الأنسان بمرض سرطان الكبد على مدي حياته في الولايات المتحدة بنحو 1% تقريبًا، حيث سيكون نسبه البالغين الذين يتطور لديهم مرض سرطان الكبد ثمانية بالغين لكل 100.000 فرد في سنة محددة.
وبالنسبة للبالغين المصابين بمرض السكري من الدرجة الثانية يكون معدل الخطورة للإصابة بمرض سرطان الكبد أكثر من الضعف مقارنه بغيرهم من غير المصابين بمرض السكري، وفقًا للنتائج التي توصلت إليها الدراسة.
وأكدت الدكتور كاثرين ماك جالين كبيرة الباحثين، فرع علم الأوبئة والتمثيل الغذائي في معهد السرطان الوطني، والمشاركة في الدراسة بأن النتائج التي توصلت إليها الدراسة نتائجه في غاية الأهمية على صعيد الصحة العامة وذلك لان كل من السمنة المفرطة ومرض السكري شائعين بين المواطنين الأميركيين.
في حين تشترك بعض العوامل الأخرى التي تعتبر عوامل للإصابة بمرض سرطان الكبد كفيروس "بي" أو "سي" الوبائي مرتبطين بمخاطر الإصابة بسرطان الكبد، ولكن هذه العوامل ليست متفشية كالسمنة المفرطة ومرض السكري، ونشرت الدراسة في مجلة "أبحاث السرطان".