جديد من الإدمان يسبب الاكتئاب

اعتاد بعض الشباب سماع نوع جديد من الموسيقى لدرجة وصلت للإدمان فيما يسمى المخدرات الرقمية أو الـ Digital Drugs، وهي عبارة عن مقاطع نغمات صوتية تحفز هرمون الدوبامين ويتم سماعها عبر سماعات في كلا الأذنين حيث يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمنى مثلًا وترددات أقل في الأذن اليسرى، فيحاول الدماغ جاهدًا أن يوحد بين الترددين وهذا الأمر يجعل الدماغ في حالة غير مستقرة على مستوى الإشارات الكهربائية العصبية التي يرسلها وهي تقنية تم اكتشافها مؤخرًا لأهداف علاجية ومنها الضعف الجنسي والاكتئاب. ويقول الدكتور جمال فرويز إن هذه الموسيقي تصل إلى الأذنين  بفارق زمني قليل وتزيد من هرمون السيروتونين أو هرمون السعادة، وتبدأ درجة الوعي تختل ثم الدخول في نوبات صرع ومع استمرارها يفقد الشخص الوعي.

ويتم تحميل المخدرات الرقمية من خلال بعض المواقع المتخصصة عبر شبكة الإنترنت، وهي غير خاضعة لأي رقابة من الجهات الرسمية في أي بلد، ويتم الترويج لها بسهولة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وتبلغ تكلفة تحميل المخدرات الرقمية بضعة دولارات، وهناك بعض المواقع التي تتيح تحميلها مجانًا وتنبع خطورة هذه المخدرات في سهولة الحصول عليها.

وتقول الدكتورة نادين الجمال، الاختصاصية الاجتماعية إنه يتم قياس الترددات بوحدات تسمى هرتز من خلال الاستماع إلى نغمتين يقع اختلافهما ضمن مستوى هيرتز معين يأمل المستمع في تحقيق حالة مزاجية معينة أو تغيير في الطاقة، وعلى سبيل المثال  إذا أراد المستمع أن يكون مرتاحًا للغاية فقد يختار الاستماع إلى نغمة بتردد 105 هرتز في أذن واحدة و110 هرتز في الأخرى، وهنا يدرك دماغ المستمع الفرق بين الترددين 5 هرتز ويضبط موجات دماغ المستمع وفقًا لذلك، وإذا أراد المستمع أن ينشَطَ أكثر، فقد يختار الاستماع إلى 110 هرتز في أذن واحدة و130 هرتز في الأخرى، وقد ينتج عن اختلاف الترددات بمقدار 20 هرتز حالة ذهنية مختلفة وأضافت كلما زاد الفارق بين الترددات كلما زادت الجرعة وكذلك الاستمتاع.

وأضافت الجمال أن المخدرات الرقمية تتسبب في اعتماد نفسي ينتج عنه بعض السلوكيات السلبية، ويعد العلاج السلوكي المعرفي هو الأفضل على الإطلاق بالنسبة لمدمني هذا النوع من المخدرات، حيث يرشد الطبيب المريض لكيفية التعرف على الأفكار غير الصحيحة التي تدفعه لسماع الموسيقى، ثم مساعدتهم على تعديل السلوكيات والأفكار المتضاربة للتغلب على حاجتهم للمخدرات الرقمية. وتوصلت بعض الدراسات إلى أن تأثير المخدرات الرقمية قد يعادل التأثير الذي تحدثه المخدرات التقليدية على عمل الدماغ والتفاعلات الكيميائية والعصبية والحالة النفسية للمتعاطي. وتزيد خطورة المخدرات التقليدية عن خطورة تلك الرقمية، إلا أن المدمن التقليدي لن يستطيع الاستعاضة بها عن المخدرات وذلك لحاجة جسده الفيسيولوجية للمواد المخدرة، ما يعني أنها لا تشكل حلًا بالنسبة له، بل خطرا إضافيا يتنامى معه عدد المدمنين.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

دراسة توضح تناول المشروم قد يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بالاكتئاب

"اكتئاب الشتاء" اضطراب موسمي يُهدد بالموت وهذه أعراضه وطرق علاجه