لندن ـ كاتيا حداد
اكتشف العلماء بروتين يساعد الأجنة على التمسك بالرحم، وهو ما يقلل عمليات الاجهاض التي تحدث خلال الحمل، هذا البروتين يعزز نمو المشيمة ويساعد أيضا على غرس الأجنة في الرحم، وفقا للبحث الجديد.
ومن المؤمل أن رصد مستويات البروتين خلال تحليل دم مبكر يدعى Syncytin-1، يمكن أن يعطي الأطباء مؤشرا مبكرا حول ما إذا كان زرع الجنين تم بنجاح، ويقول العلماء أن الاكتشاف أيضا يوفر علاج للإجهاض والحالات القاتلة لتسمم الحمل، والبروتين جاء نتيجة لعدوى فيروسية تحدرت إلينا من أجدادنا قبل 25 مليون سنة، ويفرز في البداية على سطح الجنين قبل أن ينتقل إلى الرحم، وهذا يعني أن البروتين من المرجح أن يلعب دورا رئيسيا في مساعدة الأجنة على التمسك بالرحم وكذلك تشكيل المشيمة.
وأكد البروفيسور هاري مور، عالم بيولوجيا الخلايا الجذعية والمؤلف الرئيسي للدراسة أنه يأمل أن اكتشافه قد يؤدي إلى تطوير اختبار ما يساعد على ذلك، وأوضح: "إن الإجهاض المتكرر، متلازمة تقييد نمو الجنين وتسمم الحمل، كلها مضاعفات خطيرة ومرهقة جدا من الحمل"، وأضاف: "في نهاية المطاف نحن قد نكون قادرين على تطوير اختبارات الدم على أساس النتائج التي توصلنا إليها لتحديد حالات الحمل التي قد تكون في خطر، وكذلك تطوير علاجات مناسبة، فهناك الكثير من الأخبار حول عدوى فيروس زيكا في الوقت الحالي وآثاره المدمرة على نمو الجنين ولكن ليس كل الالتهابات الفيروسية هي بالضرورة وخيمة، المثير للدهشة أن جينات Syncytin-1 هي نتيجة لعدوى فيروسية من أجدادنا قبل 25 مليون سنة".
واحدة من 100 امرأة تحاول تأسيس عائلة تعاني من الإجهاض المتكرر، الذي يعرف بأنه فقدان ثلاثة على الأقل من الحمل على التوالي.
وبحثت اختبارات الدم في 15 إلى 20% من النساء، ولكن في معظم الحالات لا يوجد شيء يمكن للأطباء القيام به للمساعدة، وغيرها من تقديم مسح أكثر تواترا، ويرتبط ذلك مع العوامل الوراثية والهرمونية وتشوهات أخرى، والمثير للدهشة، أن العلماء يعرفون الكثير عن عمليات تطور الجنين في وقت مبكر من الحيوانات مما هي عليه في البشر، ولكن تطور الجنين والتكاثر يشكل جانبا من الأحياء التي توجد فيها اختلافات جوهرية بين الأنواع.
ويدرس الباحثون ما إذا كان مستوى Syncytin-1 الذي يفرز على الجنين ما قبل الزرع يرتبط بطريقة أو بأخرى بنتائج الحمل في النساء اللواتي يخضعن لعمليات التلقيح الصناعي، ومن المثير للاهتمام أن بروتين Syncytin-1 يفرز بشكل رئيسي في خلايا الجنين، التي تسمى بخلايا الأرومة الغاذية القطبية، والتي تلتصق في البداية بخلايا الرحم التي تسمى الخلايا الظهارية في بطانة الرحم، ويقول دكتور مور: "في المختبر اكتشفنا أن خلايا الأرومة الغاذية التي تفرز Syncytin-1 لا تلتحم معا فقط، ولكن أيضا تفرز نانو حويصلات تسمى exosomes".
هذه المجالات الصغيرة من الدهون قد تتواصل مع الخلايا في مناطق أخرى من الأم التي تستعد للحمل، وقد لا يحدث هذا بشكل صحيح في المراحل المبكرة مما قد يسبب مشاكل طوال فترة الحمل".