واشنطن - عادل سلامة
يعاني كثير من الناس من السعال المزمن، فحوالي 15% من البريطانيين يعانون من سعال مزمن يدوم على مدى ثمانية أسابيع، ويوضح أستاذ الطب التنفسي في جامعة هال الدكتور ألين موريس أن السعال إجراء وقائي يساعد فتح الشعب الهوائية من المخاط ، معظم السعال المزمن ينجم عن ارتجاج في المعدة مما يؤدي إلى التسبب في الحساسية للشعب الهوائية ولكن يمكن أيضًا أن تكون بسبب مرضي أخر.
ووضع الباحثون في جامعة مانشستر علاج للسعال، ويعرف العلاج باسم "إيه إف 219" وهو عبارة عن حبوب تأخذ مرتين يوميًا يعمل على منع مستقبلات الحلق من التصرف بردة فعل تؤدي الى السعال، مما يساهم في انخفاض وتيرته حتى 75%.
وأشار أستاذ الطب التنفسي في إمبريال كوليدج في لندن بيتر بارنز إلى أنه علاج فعلا للسعال المزمن، وأنه لن يكون العلاج متاحًا للمرضى قبل ثلاثة أعوام على الأقل، ولن يكون مناسبًا لجميع أنواع السعال.
وتابع بروفيسور بارنز: "بعض السعال ينتج عن نزلات البرد لأنه يساعد على إزالة المخاط الزائد في الرئتين ويساعد على التنفس، ونحن لن نرغب في حرمان المرضى من هذا السعال المنعكس." ومن المهم إيجاد طريقة لعلاج السعال، الذي لا يخدم غرضًا مفيداً لدى الإنسان، ويمكن أن يضره فعلًا.
ويعتبر التشخيص مهمًا جدًا لتحديد ما إذا كان السعال رطبًا أم جافًا أي هل يخرج معه البلغم او المخاط أم لا، ومعرفة إذا كان هذا النوع من السعال مزمن أم لا، ويؤخذ بعين الاعتبار التاريخ المرضي للمريض لتحديد السبب من خلال الفحوصات، وفي بعض الأحيان يكون السعال بسبب فرط الحساسية للأعصاب في بطانة الحلق دون أي سبب واضح، وهذا هو النوع الذي وضع العلاج الجديد من أجله.
وينصح الأطباء المريض باستشارة طبيب إذا استمر السعال إلى أكثر من ثمانية أسابيع وإجراء الأشعة السينية للبحث في مشاكل خطيرة، وإذا صاحب السعال دم فعلى المرض فورًا مراجعة الطبيب، ويطلق اسم السعال الجاف على ردة الفعل الانعكاسية المعدية وهو الأكثر شيوعًا في السعال المنزل، ويسبب في المعدة حمض يسمى حمض الجزر الحرقة وغالبًا ما يصل إلى المريء أو مجرى التنفس، ويشير المستشار الطبي الفخري في مؤسسة الرئة البريطانية الدكتور ريتشارد راسل إلى أن السعال الناجم عن ارتجاج الحامض يصل إلى الحلق وهو أكثر أنوع السعال شيوعًا، ويبدو السعال وكأنه مثل صوت النباح."
ويعالج السعال الناجم عن أحماض المعدة من خلال تقليل إفرازات المعدة الحامضية من خلال الأدوية مثل وأمبريزول وبانترازول، ويعمل هذان الدواءان على 60% من الحالات، بالنسبة إلى البقية فان السعال يبقى لأن الخلايا الحساسة في بطانة المريء لا تزال متحفزة بسبب الحمض المعدي، ويمكن لفقدان الوزن أن يساعد والحد من الضغط على الصمام بين المعدة المريء.
ويعتبر الإقلاع عن التدخين والحد من استهلاك الكحول من الأمور المساعدة أيضًا للحد من تفاقم القرحة، وتجنب الاستلقاء لمدة ثلاث ساعات بعد الأكل حتى تصبح المعدة فارغة، ويمكن للجراحين إعادة بناء الصمام بين المريء والمعدة لمنع التسرب.
ويسبب المخاط في الجيوب أسفل الجزء الخلفي من الحلق في تهيج الخلايا في الحنجرة مما يؤدي إلى السعال، ويسبب عادة التهاب في الجيوب الأنفية والتهاب أو حساسية في الأنف، وهو من أسباب السعال التشنجي، المتمثل في نوبة من السعال غير المريح، وتصبح أعراضه أسوأ في الليل عندما يستلقي الإنسان لفترة طويلة مما يسمح للمخاط بالبناء وفقدان حاسة الشم لدى المريض.
ويمكن علاج هذا النوع من السعال بالأدوية الطبية التي تحتوي على الإيفيدورين لتجفيف الافرازات في حين ان المضادات الحيوية يمكن أن تبعد العدوى، وللاتهاب الانف أو الحساسية يمكن أخذ الستيرويد، واذا استمرت المشكلة يستطيع الجراحون تحسين الصرف من الجيوب الانفية مما يساعد على وقف السعال.
وتؤدي بعض الأدوية الى الجفاف فيحدث السعال لبضعة دقائق وخاصة إذا تعرض المريض إلى الهواء البارد أو مهيجات في الشعب الهوائية العليا، وينتج عن الأدوية مثل مثبطات أسي وهو دواء شائع للقلب السعال المزمن فحوالي 20% من الأشخاص الذين يتناولون هذا الدواء يعانون من السعال المزمن، وبعض أجهزة استنشاق دواء الربو تسبب في السعال أنا بسبب المسحوق أو بسبب المذاب فيه.
وتساعد بعض الأدوية على علاج حوالي 90% من السعال المصاحب للأدوية، أما السعال الناجم عن حساسية الربو فيزيد سوءًا في الليل لأن الجسم ينتج أقل منشطات طبيعية تقلل من الالتهاب، ويزداد هذا السعال سوءًا بتغير درجة الحرارة أو العطور القوية، وعادة ما يصف الأطباء بخاخ معين للربو للاستنشاق مرتين أو دواء مسكن مثل سالبوتامول لاستخدامه عند الحاجة.
ولا يدرك الكثير من مرضى الربو أنهم بحاجة إلى استخدم أدوية للوقاية ويستخدمون فقط المسكنات، ويمكن أن يقللوا من الالتهابات بتناول مضادات الهيستامين.
ويشخص كل عام حوالي 44500 شخصًا بالإصابة بمرض سرطان الرئة كل عام، وتكمن أولى أعراض المرض بالسعال المزمن والذي ينطوي على الدم في بعض الأحيان ويشبه هذا النوع من السعال سعال المدخنين، وعادة ما يتجاهله المرضى، وعادة ما يسمع المريض صوتًا للصفير في نفسه وسعاله بسبب غزو الورم للشعب الهوائية.
ويؤدي السرطان ضيق في التنفس وفقدان غير مبرر للوزن والتعب، وهو شائع بين المدخنين، ويعالج عادة بالجراحة أو العلاج الاشعاعي والكيميائي، وتسبب الفيروسات الكثير من أنواع السعال الذي يستمر لثلاث أسابيع، وتميل الفيروسات لإنتاج البلغم الأبيض الشاحب،
وتؤدي الالتهابات البكتيرية العقدية الى انتاج مخاط أصفر أو أخضر ويصحب السعال حمى قصيرة، وهناك الكثير من العلاجات المعروفة للسعال الذي يسببه الالتهاب الفيروسي أو البكتيري، ولكن في بعض الاحيان فإن السعال يستمر حتى بعد أن يقضي على الفيروس أو البكتيريا.
وتسبب التهابات الشعب الهوائية سعال ديكي، وتعتبر التهابات الشعب الهوائية المزمنة شكلا من أشكال مرض الانسداد الرئوي المزمن بسبب انسداد الشعب الهوائية لكميات زائدة من المخاط الابيض ويعتبر التدخين المسبب الرئيسي لهذا المرض، ويمكن أن يكون طويل الامد، وهي حالة لا يمكن علاجها بسهولة، ولكن يمكن تخفيفها من خلال الأدوية التي توسع الممرات الهوائية او المنشطات التي تحد من الالتهابات والتي تنتشر عادة على شكل استنشاق بخار لتخفيف الإفرازات والحد من السعال.