جدري القرود

بعد الأزمات التي تسببت بها جائحة فيروس كورونا خاصة في القارة السمراء، ترك الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إفريقيا وراءهما مرة أخرى، وسط التدافع على لقاحات فيروس جدري القرود. وحسب صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية، قالت منظمة الصحة العالمية، إن هناك نح 16 مليون جرعة من اللقاح الوحيد المعتمد للوقاية من جدرى القرود ولكن لم يتم توزيع أي منها على الأفارقة. وعلى ما يبدو أن أوجه التشابه بين جائحة كورونا وتفشي جدري القرود مذهلة، وأن الملايين من جرعات اللقاح متوفرة على مستوى العالم، لكن الدول الغنية حصلت على نصيب الأسد. ومنذ بداية العام، تم الإبلاغ عن معظم عشرات الآلاف من حالات جدري القرود خارج إفريقيا لكن غالبية الوفيات كانت داخل القارة السمراء، حيث تشير أحدث أرقام مراكز السيطرة على الأمراض في إفريقيا إلى وفاة 104 أشخاص بسبب جدرى القرود هذا العام في البلدان الأفريقية.

وخارج أفريقيا، لم يكن هناك سوى عدد قليل من الوفيات.

وتم التعرف على جدري القرود لأول مرة في البشر في عام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية وانتشر منذ ذلك الحين وأصبح متوطنًا في العديد من البلدان الأفريقية، بما في ذلك جمهورية إفريقيا الوسطى وبنين ونيجيريا. وعكست الاستجابة الضعيفة من الحكومات صدى التوزيع غير المتكافئ للعلاجات خلال الأيام الأولى لأزمة فيروس نقص المناعة البشرية قبل أربعة عقود. وقالت سوزان كول، مديرة المشاركة المجتمعية والعضوية في “NAM aidsmap”، وهي مؤسسة خيرية بريطانية تقدم معلومات عن فيروس نقص المناعة البشرية، إن”هذه التفاوتات الصحية ليست بالأمر الجديد”. وقال رئيس برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز”، ويني بيانيما، إن “الغضب واضح. الغالبية العظمى من الوفيات الناجمة عن جدري القرود كانت في القارة الأفريقية. ومع ذلك، تظل إفريقيا الجزء الوحيد من العالم الذي لا يحتوي على جرعات من اللقاح.  هذه أمر غير عادل”.

ويصعب تحديد أرقام الحالات والوفيات لأن بعض المنظمات تشمل كلا من الحالات المشتبه بها والمؤكدة، في حين أن البعض الآخر قد يتجاهل الحالات أو الوفيات في البلدان التي يتوطن فيها جدري القرود. في غضون ذلك، قالت شركة بافاريا نورديك، الشركة المصنعة للقاح المعتمد لجدري القرود، إن الشهادات على محدودية العرض هي مجرد شائعات وأن البلدان التي طلبت جرعات قد تلقتها. ومع ذلك، أخبر رولف ساس سورينسن، رئيس علاقات المستثمرين، صحيفة "بوليتيكو" أن “الغالبية العظمى من اللقاحات تنتمي إلى الولايات المتحدة كجزء من اتفاقية مدتها سنوات مع هيئة البحث والتطوير في الطب الحيوي المتقدم”. وأضاف أنه عندما تطلبها الولايات المتحدة، سيتم تعبئتها في قوارير وتسليمها، لكن لا يمكن بيعها لأي عملاء آخرين. وقال المسؤولون إن الولايات المتحدة لديها ما يصل إلى 12 مليون جرعة في مخزونها لكنها تحتاج إلى إيجاد شركات لتعبئة اللقاح بكميات كبيرة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

استمرار تسجيل إصابات ووفيات بسبب فيروس كورونا في مختلف أنحاء العالم

الأردن.. ارتفاع إصابات فيروس كورونا 20% خلال آخر أسبوع