لندن - كاتيا حداد
شكَّك أخصائي الأورام البريطاني الأستاذ كارول سيكورا، في أن إتباع نظام غذائي قلوي يوقف انتشار مرض السرطان عن طريق زيادة سوائل الجسم من القلويات، على الرغم من أن اثنين من مرضاه شعرا بالتحسن بعد إتباعه. ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقد أكد سيكورا أنه "لا يوجد دليل على أن هذا النظام قد يحدث أي تغيير حقيقي على الإطلاق. ورأى أن الوسيلة الوحيدة لإثبات ذلك هي إجراء تجارب عشوائية على عدد من مرضى السرطان بعضهم استخدم هذا النظام الغذائي دون غيرهم لملاحظة الفروق، وهذا لم يحدث حتى الآن.
و يعتمد النظام الغذائي القلوي على فرضية أساسية تتمثل في أن الخلايا السرطانية تنتعش في البيئة الحمضية وسوف تنكمش وتموت في البيئات القلوية. وأشار أخصائي الأورام أن نسبة القلويات الطبيعية هي 7.2PH، لذا فإن فكرة النظام تتمثل تناول الكثير من الأطعمة القلوية، مثل الكوسا والخس والطماطم، والكرفس، والجزر والبصل والحمص والسبانخ والخيار والريحان والبقدونس وزيت الزيتون والليمون والليمون الحامض والبطيخ لرفع مستوى PH الخاص بك إلى حوالي 8، مع تجنب الأطعمة الحمضية مثل السكر واللحوم ومنتجات الألبان والأرز الأبيض والمعكرونة وقطع القهوة والكحول.
وقال سيكورا، إنه "في حال إتباع هذا النظام ربما يظهر اختبار البول الخاص بك ارتفاع نسبة القلويات أكثر قليلا من مما وضعها الطبيعي، وهو أمر فعال بلا شك ولكن هناك مشكلتين: أولهما أن حمية القلويات لا تساعد مرضى السرطان، لأن الفرضية الأساسية أن الخلايا السرطانية تنتعش في البيئة المحيطة الحمضية مثيرة للجدل، على الرغم من ظهور ذلك في المختبر ولكنه لم يثبت حدوثه على المرضى من البشر ، فما يحدث في أنبوب الاختبار غالبا ما يكون بعيدا عن الواقع".
وأوضح، "كما أن الجسم نفسه يوازن مستويات PH، فلا يهم ما تأكله، لأنه إذا ارتفع مستوى PH الخاص بك، يمكن للجسم أن يغير ذلك من خلال الآليات االعادية مثل زيادة وتيرة التنفس والتغوط القلوي عبر الكلى، و لا يمكن تغيير توازن درجة الحموضة في الجسم لأي فترة ذات مغزى من الزمن." ومن الناحية النظرية، فإن النظام الغذائي القلوي هو نظام غذائي صحي، ولكن لا يمكن الإدعاء بأنه يتغلب على السرطان، فهو يعتمد زيادة كمية من الخضروات المشبعة بمضادات الأكسدة المفيدة التي تساعد على التخلص من السموم الضارة في الدم. كما يساعد أيضا على تجنب الدهون المشبعة ما يساعد على تحسين صحة القلب وخفض مستويات "الكولسترول" الضار. ولكن للأسف، هناك أنظمة غذائية أكثر تطرفا من النظام القلوي قد تسبب بعض المشاكل الصحية.
فالأولوية يجب أن تكون دائما في للتأكد من حصول الجسم على ما يكفي من السعرات الحرارية إذا كنت تتلقى العلاج من السرطان، وهي تقدر بحوالي 2000 سعرة يوميا، فأي نظام غذائي يقيد السعرات الحرارية يعد فكرة سيئة. وقال سيكورا : "أما المشكلة الثانية فتتمثل في فيتامين د والبروتين والسعرات الحرارية ، فأنا قلق إزاء فكرة مقاطعة النظام الغذائي القلوي جميع منتجات الألبان لأنها مصدر مهم لفيتامين د حيوي لصحة العظام".
وأضاف: "كما أن من أنواع العلاج الكيميائي يمكن أن يؤدي إلى هشاشة العظام وعلى الرغم من أن لدينا الآن الأدوية تحاول منع ذلك، فمن المهم الحفاظ على نظام غذائي به نسبة مرتفعة من الكالسيوم وفيتامين (د)". وهناك أيضا دراسات تبين أن فيتامين (د) يمكن أن يزيد من بقاء معدلات الإصابة بالسرطان على قيد الحياة على الرغم من أنه لايوجد علاج إذا كان السرطان منتشرًا في العظام بالفعل. الأشخاص الذين يديرون العيادة يقولون أنهم لديهم "علاج غيرسون" يؤدي عمله ولكن لا أستطيع أن أجد أي شيء لديه مصداقية علمية.
فعيادات طبية لديها مصداقية في العلاجات المملكة المتحدة تقدم العلاج على أساس تغيير النظام الغذائي والعلاج الضوئي (استخدام الأدوية الحساسة للضوء) و هي أيضا مشكوك فيها. كما أن تكلفتها التي تصل إلى 20 ألف استرليني للمريض تمثل ضغوطا مالية كبيرة. وأكد إخصائي الأورام أنه لا يريد "سلب الأمل من مرضاي وأنا سعيد للناس لاستكشاف جميع السبل لمساعدة أنفسهم، ولكنني أخاف من أن يكون هذا العلاج يعطي أملا زائفا إذ أن فكرة أن هناك أي نظام غذائي سحري هناك يمكن أن يحسن نوعية الحياة مع العلاج الكيميائي أو يزيد معدلات البقاء على قيد الحياة هي خرافة".