لندن ـ رانيا سجعان
طالب مسؤول طبي أوروبي بارز بوضع تحذيرات على عبوات صبغ الشعر التي تحتوي على مواد كيميائية ويمكن أن تسبب ردود فعل وآثار خطيرة، والتي بدورها يمكن أن تكون قاتلة، فقد وجدت مراجعة رئيسية للمفوضية الأوروبية أن 36 صبغة شعر بها مواد كيميائية " قد لا تكون آمنة للاستخدام" وأن المستهلكين ليسوا "بحماية فعالة" من هذه التأثيرات الضارة، فيما توفيت سيدتان بريطانيتان عام 2011في حالات مرتبطة بالأصباغ، والتي تستخدم من قبل الملايين من الأشخاص كل عام، وتستخدم شركات رائدة في مستحضرات التجميل، بما في ذلك شركتي "لوريال/ L’Oreal ، وكليرول/ Clairol" ،
مركبات يحتمل أن تكون خطرة في عشرات من صبغات الشعر التي ينتجوهم .
ومن جانبه قام طبيب أمراض جلدية في مستشفى سانت توماس في لندن الدكتور إيان وايت، بعمل أشمل استعراض للمواد الكيميائية الموجودة في هذه الصبغات حتى الآن
وفي تقريره للجنة العلمية بالمفوضية الأوروبية على سلامة المستهلك (SCCS)، حدد 36 مادة كيميائية التي يحتمل أن تكون حساسة بشدة بالنسبة للجلد ، بمعنى أنها يمكن أن تؤدي إلى حساسية الجلد. واستخلص قائلا " إن هذه الصبغات قد لا تكون آمنة ".
وتعتبر أكثر الصبغات التي من المحتمل أن تؤدي إلى ردود فعل وآثار سلبية ، هي المواد الكيميائية الدائمة، التي تستخدم لمدة تصل إلى 6 أسابيع لصبغ الشعر باللون البني أو الأسود.
فيما تحتوي إحدى هذه الصبغات ذات اللون البني المتوسط التي تنتجها شركة "كليرول" على 6 من هذه المركبات الخطيرة. وتشمل الأعراض التي تحدثها هذه المواد الكيماوية ، أحساس بالحرقان، وحكة بفروة الرأس وتساقط الجلد والطفح الجلدي. وفي بعض الحالات النادرة يمكن أن تسبب انتفاخ للوجه، وفقدان للشعر، ومشاكل في التنفس.
و اضطر أصحاب الشركات تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، إلى وضع تحذيرات على جانب عبوات صبغة الشعر بموجب لوائح الاتحاد الأوروبي. يقول هؤلاء "إنه وتتضمن هذه التحذيرات عبارة، أن كل شخص يقوم بصبغ شعره، ينبغي عليه إجراء اختبار حساسية للرأس"
بينما رأى الدكتور وايت أن هذه التحذيرات ليست كافية، وقال لصحيفة " ذي ميل أون لاين/ The Mail on Sunday "هذا التحذير الجديد مكتوب على جانب العبوة ، وليست مكتوبة على الوجة مثل تحذيرات عبوات السجائر. نحن بحاجة لجعل هذه التحذيرات صريحة. إن المستهلكين غير محميين بفعالية كما يجب أن ينبغي ".
وتقدر صناعة صبغ الشعر بمئات الملايين من الجنيهات في بريطانيا، حيث تستخدم الأصباغ 100 مليون مرة في السنة سواء في المنازل أو الصالونات.
وحتى الآن تقدر المفوضية الأوروبية أن ما بين واحد لكل 50 واحدة لكل 100 شخص من الذين يستخدمون صبغات الشعر يعانوا من آثار الحساسية في بعض الأحيان.
ووجد التحقيق الذي قامت به الصحيفة أن صبغة Clairol’s Nice ’n Easy" Natural Medium Brown" ، ذات اللون البني الفاتح تحتوي على 6 من المواد الكيميائية التي قد لا تكون آمنة.
بينما يحتوي كريم " L’Oreal Excellence Crème Natural Mahogany Brown " على ثلاثة من المواد الكيماوية ، في حين يحتوي "Garnier Nutrisse Crème Dark Golden Brown " على اثنين من المواد الكيميائية.
هذا وتم نقل جولي مكابي ، 38 عاما ، في العام 2011، وهي أم لطفلين من كيغلي ، غرب يوركشاير، وهي تعاني في المستشفى من مشاكل في التنفس والتي بدأت حين كانت تصبغ شعرها باستخدام "L'Oreal's" . فقد تعرض لنوبة قلبية وتلف في الدماغ، وقضت عام كامل في غيبوبة قبل وفاتها في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي.
في الشهر السابق ، عانت تاباثا ماكورت 17 عاما، من أيردري في اناركشاير من القيء وانهارت بعد تلوين شعرها ، وتوفيت لاحقًا في المستشفى، و في كلتا الحالتين ثبت أن المواد الكيميائية في الصبغات هي المسؤولة. ومع ذلك ، يقول محامين الحالات المتضررة "إنهم يسمعون أكثر بكثير من المستهلكين بشأن هذه المسألة".
فيما وقال أحد المحامين ، الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه ، "إن هناك "زيادة كبيرة" في عدد الحالات في الآونة الأخيرة"
قال ممثل صناع مستحضرات التجميل وأدوات الزينة والعطور وأن صبغة الشعر تخضع لفحوصات السلامة المكثفة لإثبات أنها ليست سامة أو مسرطنة وأن التحذيرات الموجودة كافية.
ومن جانبها قالت متحدثة باسم "Clairol" ، "إن الملايين من الناس يستخدمون صبغات الشعر "دون ان يتعرضوا لأي آثار سلبية "، على الرغم من أنها اعترفت بالتفاعلات التي يمكن أن تحدث "لعدد صغير جدا ".
وأضاف متحدث باسم L'Oreal's: "نحن واثقون من أن التحذيرات والنصائح حول منتجاتنا كافية لإطلاع الناس على المخاطر وأنها تنص بوضوح على أهمية إجراء اختبار حساسية قبل 48 ساعة من استخدام الصبغة ".
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية أنه لم يكن ضمن مهام وظيفة المستشارين العلميين اقتراح أفضل السبل لحماية المستهلكين.
وتابع: "بشكل عام ، صبغة الشعر آمنة. هناك فقط حالات نادرة يمكن أن تسبب الحساسية ".