لندن ـ سامر شهاب
قالت إمرأة شابة يبلغ وزنها حوالي 41.5 كيلو غراماً، إن "ممارسة كمال الأجسام ساعدها في التخلص من مشكلة فقدان الشهية" . فقد أوضحت ليز كروس أنها "كرهت جسدها عندما كانت مراهقة ، وكانت ترتدي ملابس الأطفال لأن كان حجمها صغير جدا ولكن بعد اكتشافها عالم كمال الأجسام الخاص بالسيدات، قالت إنها بدلت جوعها بعشر وجبات في اليوم، وتشعر الآن أنها أكثر صحة وأكثر جاذبية من أي وقت مضي ويشمل النظام الغذائي لكروس ، والذي يصل إلى 5 آلاف سعرة حرارية ، تناول الشوفان ، والأرز ، والبروتين المخفوق،
والديك الرومي، والمشروبات المنعشة، وستيك والقرنبيط.
وقالت كروس البالغة من العمر 35 عاما " لم يسبق لي من قبل أن "شعرت بالسعادة عن نفسي مثل الآن. أشعر بالأنوثة والإثارة".
وأضافت: "كونك لاعب كمال أجسام عليك أن تكون حاسماً مع نفسك لأنك يمكن أن تتحسن دائما"، ولكن في نفس الوقت "شعرت في النهاية بالثقة في نفسي."
"و تابعت تقول: "لقد تدربت على مدار سنوات، وقد تغيرت علاقتي تماما بالأكل. فلم أعد أتناول الطعام من أجل الاستمتاع بالطعم، بل إنني أرى الطعام كوقود لجسمي. وفي أحد الأوقات كنت أخشى مما يمكن أن يحدثه ذلك بجسدي" .
"في بعض الأحيان كنت آكل أقل من 500 سعرة حرارية في اليوم. والآن آكل ما يعادل حوالي 5 آلاف سعرة حرارية".
بدأت مشاكل الأكل مع كروس عندما كانت تدرس للحصول على شهادة الثانوية العامة ، وقد قادتها البيئة التي تعيش فيها ذات الضغوط العالية ، الى التماس العزاء في جوعها ، فقد كان الشيء الوحيد في حياتها يمكن السيطرة عليه أو التحكم فيه.
وأشارت قائلة : " لم أكن أبدا أكثر الموهوبين أكاديميا، فلم يكن الأمر بالنسبة الي طبيعيا مثل بقية الفتيات الأخريات، وأعتقد أن الضغوط جاءت من نفسي
" لقد كان لي دائما هذا الموقف الغريب تجاه الغذاء، واستخدمت النظم الغذائية المختلفة، وقمت بتطوير عادات غذائية غريبة، ولكن في حوالي سن الـ 15 توقفت عن الأكل تماما كنت آكل قليلا من الفاكهة في الصباح ثم أملأ معدتي بالمياه على مدار اليوم . وكنت أرفض تناول الطعام أمام أي شخص، واذا حاول شخص ما أن يجعلني آكل ، أصبح عدوانية، وكان هذا الأمر يسبب لي كثيراً من الجدل مع عائلتي . تغيرت شخصيتي كلها وأصبحت إنطوائية جدا، كنت أخشى من التحدث إلى أي شخص ، حتى لا يتحول الحديث إلى تناول الطعام
وأضافت: "كنت أشتري ملابسي من محل "مذركير" المعني بتقديم ملابس الأطفال ، وبدلا من أن اجد ذلك غريبا حقا ، كنت فخورة بنفسي، وهو ما يوضح كيف كان تفكيري سيئا".
وبينما كانت في عطلة عائلية وكانت تبلغ من العمر 17 عاما، قام والدها بالتقاط صورة لها وهي ترتدي البكيني ، على أمل أن يصدمها كي تغيرعاداتها في الأكل.
ولكن نقطة التحول جاءت في نهاية المطاف بعد بضعة أشهر عندما بدأت تفقد شعرها .
وقالت كروس ، وهي من مدينة بليموث البريطانية : " مثل كل الفتيات الصغيرات كنت أحب شعري وفي أحد الأيام وبينما كنت أستحم تساقط شعري في كتل . لقد كان في الحقيقة جهاز إنذار بالنسبة الي . كنت أعاني بآلام في قلبي وكنت أشعر بالبرد باستمرار . كانت لدي آلام بالمفاصل وليس لدي أي طاقة على الإطلاق
وأضافت " لم يكن لدي أية حماسة لأي شيء، وكنت أنام فقط بضع ساعات في الليل. وفي وقت فراغي كنت أجلس على سريري لساعات حتى كان يؤلمني العمود الفقري ، أدركت بعد ذلك أنه لم يكن لدي سوى خيارين ؛ إما أن أتحسن أو أزداد سوءا تدريجيا".
حصلت كروس على شهادة الثانوية العامة ثم حققت أربعة مستويات من المستوىA- ، مما سمح لها أن تأخذ شهادة البكالوريوس باللغة الروسية، والسياسة من جامعة "برمنغهام" الانكليزية .
ومع ذلك تمكنت كروس التي يبلغ طولها 5 اقدام و6 بوصات، من أن يصبح وزنها حوالي 70 كيلوغراما، وظل أكلها وعاداتها وممارستها غير صحية .
وعن هذه المرحلة قالت:" كنت أحاول أن أكون أفضل، ولكن بعد أن أمضيت وقتا طويلا خائفة من الطعام لم أكن أعرف حقا ماذا أتناول من طعام ، كنت أشتهي الأطعمة السكرية مثل الكعك والبسكويت ولكنني كنت مرعوبة جدا من السعرات الحرارية، وكنت اقضي بين ثلاث أو أربع ساعات في صالة الالعاب الرياضية كل يوم للقيام بالتمرينات الخاصة بالقلب ، كنت أعيش على مشروبات الطاقة والكولا وكنت ما زلت إنطوائية وأقوم بعمل أي شيء في سرية، فلم أرغب أبدا في تناول الطعام أمام أي شخص، ولكن بينما كنت أقضي الكثير من الوقت في العمل ، لا يبدو ان هناك تغييرا حقيقيا في جسدي".
وبعد الانتهاء من دراستها وانتقالها إلى اليابان لتعلم اللغة الإنكليزية ، أدركتْ كروس أخيراً أن لديها مشكلة .
وبعد انتقالها مع صديقها مدرب كمال الأجسام الياباني، اكتشفت قيمة المواد الغذائية كوقود وبدأت برفع الأثقال .
وقالت : "في اليابان لديهم موقف وعلاقة مختلفة تماما تجاه الغذاء. فالطعام هو نشاط عام ولا يوجد هناك طريقة تجعلني أحتفظ بالأكل لنفسي بعد الآن" . وأشارت الى أن النظام الغذائي الياباني يعتمد على الأسماك والأرز وحتى الوجبات الخفيفة الخاصة بهم فهي صحية. وهم لا يفرطون في الطعام مثلما يحدث في الثقافات الأخرى
وتابعت: "الاقتصاد المنزلي إلزامي في المدارس حتى سن 18 وهو ما كان غريبا تماما بالنسبة الي، كل الأطفال الصغار يعرفون كيف يطهون وجبات صحية في المنزل، كنت مهتمة برفع الأوزان وشجعني صديقي على أن أقرأ حول هذا الموضوع قدر الإمكان لذلك اشتريت بعض الكتب على شبكة الانترنت، وكان احد هذه الكتب يضم صوراً للاعبة كمال الأجسام نيكريتا غايد، وأتذكر أنني كنت أفكر كيف أن الحصول على جسم مثلها شيء بعيد المنال ، كانت السخرية منها هو انها كانت بطلة في الوزن المتوسط ، وأنا الآن أنافس في فئة الوزن الثقيل ."
عادت ليزا كروس من اليابان بعد أربع سنوات وبعد مرور الوقت كوّنت صداقات مع لاعبات كمال أجسام أخريات في صالة الالعاب الرياضية الخاصة بها . وفي عام 2007 التحقت بهم في رحلة إلى لاس فيغاس لرؤية مسابقة ملكة جمال أولمبيا
وقالت: " كانت هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها لاعبات كمال أجسام عن قرب. في الصور بدت أجسادهن انه لا يمكن الحصول على مثلها، ولكن في ذلك الحين أدركت أنه لم يكن بعيدا جدا عني ما أنجزوهن" .
واضافت : " اقترحت أحداهن أن أبدأ بالتنافس والدخول في مسابقة ، وفي عام 2009 بدأت اتباع نظام غذائي للدخول بمسابقتي الأولى ."
وفي أول منافسة لها ، جاءت كروس في المركز الثاني في مسابقة NABBA في مدينة ساوثبورت ، وخسرت أمام لاريسا كونها، من البرازيل .
وفي اليوم التالي تأهلت لنهائيات مسابقة BFF البريطانية، وما كان مفاجأة لها ،فقد فازت في العام التالي .
وهذا العام تأمل في التأهل لهدفها النهائي ، وهو سيدة أولمبيا، وهي مسابقة دولية في كمال الاجسام للمحترفين .
وقالت: " كثيرا ما يسألني الناس لماذا أقوم بكل هذا العمل لمجرد الوقوف على خشبة المسرح لمدة عشر دقائق و كل ما أحصل عليه في النهاية هو كأس من المعدن. ولكن هذا هو حلمي ، ولقد كرست حياتي لذلك. أن أكون سيدة أولمبيا معناه أن أكون أفضل لاعبة كمال أجسام في العالم ، إنها القمة في كمال الاجسام " .
كانت كروس تتدرب لمدة ساعة ونصف ست مرات في الأسبوع، وتتناول سعرات حرارية تبلغ 5 آلاف سعرة حرارية، موزعة على عشر وجبات.
وتوفر كروس دخلها عن طريق إدارة صالة رياضية، بالإضافة إلى عملها كعارضة أزياء ومنسقة صفقات
وقالت: " الكثير من الرجال ينجذبون إلى النساء ذات العضلات . أحيانا كي يكن أقوى منهم، وأحيانا رجال كمال الاجسام يفضلون المرأة التي لديها أيضا عضلات.
" أنا أستمتع بوجود قاعدة جماهيرية لي، والرياضة هي كل شيء من أجل تحفيز نفسك . إنني اخصص وقتي للرياضة على الرغم من أنني اعمل في وظيفة أيضا ".
" أنت تدمن الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، لأنك تتعود على "الاندورفين" الذي يتم انتاجه في الجسم في صالة الألعاب الرياضية .عندما أتدرب، يكون هذا هو وقتي الخاص . لم احضر أبدا هاتفي الى صالة الالعاب الرياضية ، وأشعر بالضيق والانزعاج عندما يحاول الناس الحديث معي اثناء التدريب.أنا بصراحة لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدون كمال الاجسام - أنني أحبها" .
وختمت بالقول: "جسمي على أعتاب أن يصبح عظيما حقا، وسوف أظل أواظب على التمرين في كمال الاجسام طالما انا قادرة على القيام بذلك".