الجزائر ـ نورالدين رحماني
كشفت الإحصاءات الرسمية الجزائريّة، أن عدد الحاملين لفيروس فقدان المناعة المكتسبة الإيدز "السيدا"، بلغ 8046 مصابًا في البلاد، غالبهم من الشباب، منها 700 إصابة جديدة تم تسجيلها خلال العام 2013.
وأكد مُنسّق برنامج الأمم المتحدة لمكافحة "السيدا" في الجزائر عادل زدام، أن هذه الأرقام تبقى بعيدة عن الحقيقة، وحسب التقديرات ذاتها، فإن العدد يتراوح ما بين 21 ألف و29 ألف
مصاب، على أساس أن هناك عددًا مهمًا قد يتجاوز 15 ألف من الجزائريين مُصابين بالداء من دون علمهم، وتُعتبر هذه الأرقام رهيبة، حتى وإن كان عدد المصابين ضئيلاّ بالنظر إلى أن المرض موجود في الجزائر منذ العام 1985، وهو تاريخ اكتشاف أول حالة إصابة في مستشفى "القطار" في الجزائر العاصمة، إلا أن انتقال المرض عن طريق العدوى كان بطيئًا، لأن الجانب التوعويّ لهذا الداء القاتل كان مهمًا جدًا، وقد ساهم ذلك في تنامي الوعي بخطورته لدى الجزائريين، لكنه في الوقت ذاته، لم يُحفزهم على إجراء الفحص بصفة طوعية، وهذا ما جعل الاعتقاد قائمًا بأن العدد الحقيقيّ للمصابين يُقارب الـ30 ألف مصاب.
ويُعتبر الإيدز، من بين الأمراض التي يعرفها الجزائريون جيدًا، حيث ترسّخت في ذهنيتهم أن إقامة علاقات جنسية خارج إطار الشرع (الدين والعرف)، إحدى أهم الطرق المؤدية للإصابة به، فيما يؤكد أطباء مختصّون، أن "هذا العامل إيجابيّ، وساهم كثيرًا في التحكم اجتماعيًا في انتشار المرض، بالإضافة إلى أن من عوامل الإصابة الأخرى نقل دم ملوث لمريض، أو استعمال أدوات علاج كحقن وسائل جراحة الأسنان غير مُعقّمة.
وتُعدّ الجزائر من الدول التي تعمل جاهدة على التحكم في انتشار المرض، الذي من أهم أسبابه، الهجرة السرية التي تعرفها الحدود الجنوبية للجزائر، من خلال تجنيد الوسائل المادية والبشرية الضرورية لمكافحة الظاهرة من جهة، والحدّ من انتقال المرض الذي يمكن أن يحمله المهاجرون الأفارقة غير الشرعيين من جهة أخرى.
وقد وضعت وزارة الصحة الجزائريّة مخططًا، يمتد من 2008 إلى 2012، للوقاية من الإصابة بالمرض، وذلك في إطار مكافحة المرض، ويعتمد المخطط على مجانية الكشف التطوعيّ، وتوفير الأدوية الضرورية واللازمة لعلاج المصابين الحاملين للفيروس، والذي يحتاج لسنوات قد تصل إلى 10سنوات أو أكثر حتى يتحول إلى مرض.