غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
انعَكَسَت حالة الحصار المفروضة على قطاع غزة والتي زادت في الآونة الأخيرة لتلقي بظلالها السلبية على حياة المواطنين في القطاع بشكل عامٍّ، وحياة الجرحى وذوي الإعاقة بشكل خاص، حيث شارف مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصّ بالجرحى وذوي الإعاقة على النفاذ. وأكَّد محمد الكحلوت، أحد الجرحى الذين أُصيبوا في حرب الأيام الثمانية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة منتصف شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، أن الحصار المفروض على قطاع غزة يزيد
من معاناة الجرحى والمرضى، لمنعهم من السفر لاستكمال علاجهم في الخارج.
وأشار الكحلوت إلى أن نفاذ الدواء بات يُهدِّد حياة المرضى والجرحى، مطالبًا بضرورة فتح معبر رفح بشكل سريع ودائم، ليتسنى للمرضى السفر بكل يسر.
وحَمَل المصابون خلال وقفة نظمتها جمعية "السلامة الخيرية لرعاية الجرحى وذوي الإعاقة" أمام مقر المندوب السامي في غزة، ظهر اليوم الثلاثاء، شعارات تدعو إلى فك الحصار وفتح المعابر.
وناشد الكحلوت جمهورية مصر العربية لرفع الحصار المفروض على القطاع، وتسهيل تنقل المواطنين والبضائع عبر ميناء غزة البري، المنفذ الوحيد لسكان غزة.
من جهته، أوضح فؤاد أبو عسكر الذي بُترت قدماه خلال الحرب الأخيرة على القطاع أن وضعهم الصحي يزداد سوءًا، مؤكداً أن نقص الدواء فاقم من أوجاعهم وآلامهم.
وذكر الأربعيني أبو عسكر أن جسده لم يعُد يحتمل الألم، ويحتاج لعملية جراحية عاجلة في الخارج؛ لكن إغلاق المعابر حال دون ذلك.
وطالب المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بتحمل مسؤولياتها أمام المحاصرين، ودعمهم بكل الطرق الإنسانية المتاحة.
وعدّ أبو عسكر استمرار سياسة العقاب الجماعي على قطاع غزة وصمت المجتمع الدولي بمثابة دعم خفي للاحتلال وأعوانه في المنطقة.
ولم يكن حال الحاج السبعيني أيوب مرتجى يختلف عن غيره من الجرحى، حيث بات أسير الكرسي المتحرك بعد إصابته بشظايا صاروخ صهيوني استهدف منطقته في حرب "السجيل".
ووضع الحاج مرتجى جميع العرب في خانة الاتهام، مطالبًا إياهم بضرورة الإسراع بفك حصار غزة، لإنقاذ ما تبقى من بين فكي الاحتلال.
ويتنقل الحاج أيوب مرتجى بين مشافي القطاع بحثاً عن دواء يسكن آلامه بعد أن عجز عن الخروج لتركيا لعمل عملية جراحية عاجلة تنقذ باقي قدمه السليمة.
وضَمَّ مسؤول العمل الجماهيري في حركة "حماس" أشرف زايدة صوته لصوت الجرحى والمرضى، مطالبًا بفك الحصار قبل الانفجار، مناشدًا الجمعية العامة للأمم المتحدة ودولاً كاملة العضوية بالضغط على الاحتلال وأعوانه في المنطقة، ورفع الحصار.
وأشار أبو زايدة إلى أن الاحتلال وأعوانه في المنطقة يعملون على كسر شوكة غزة بكل الطرق التي يملكون، موضحًا أن المنع من السفر وإغلاق المعابر وحرمان غزة من الدواء والكهرباء دليل ذلك.
الى ذلك، أكَّد المتحدث باسم جمعية "السلامة" الخيرية عبد الله الحجار أن قطاع غزة يعاني من شح ونقص المستلزمات الطبية في مشافي القطاع.
وأضاف الحجار أن المتوفر من الدواء لا يكفي لسد احتياجات الجرحى، مؤكداً أن إحكام الحصار قلص مخزون الدواء بالقطاع بشكل كبير وبالتالي أصبحت معاناة الجريح تتزايد.
وطالب المنظَّمَات الصحية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية إلى ضرورة التحرك لرفع الحصار عن قطاع غزة، مطلقًا نداء استغاثة للمؤسسات المعنية بقضية الجرحى لضرورة المساهمة في توفير الأدوية والمستلزمات الطبية لإنقاذهم من الأخطار التي تهدد صحتهم في حال عدم توفير الأدوية اللازمة لهم.
ودق الحجار ناقوس الخطر اتجاه استمرار الحصار، مؤكِّدًا أن جرحى غزة في حاجة إلى تدخل طبي وإجراء عمليات متخصصة في الخارج.