دبي - مصر اليوم
افتتح وزير المال ورئيس هيئة الصحة في دبي نيابة عن نائب حاكم دبي، ووزير الصحة ورئيس مجلس أمناء جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية عبدالرحمن بن محمد العويس، الخميس، المؤتمر الأول للأمراض المزمنة غير السارية في الإمارات الذي يستمر 3 أيام في فندق "إنتركونتيننتال فيستيفال" في دبي .
وألقى العويس كلمة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للمؤتمر، وأكدّ فيها أنّ أهميّة هذا المؤتمر تأتي كونه حدثًا علميًا فريدًا يعقد للمرة الأولى في المنطقة،
ليتناول بالبحث والتحليل سبل الوقاية من الأمراض غير السارية وكيفية تجنب ما يترتب عليها من أعباء تلقي بحمولها على الفرد والأسرة والمجتمع. وأوضح أنّ القيادة الرشيدة لرئيس الدولة ونائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تستهدف تحقيق النهضة الشاملة في المجالات كافة، بالعلم والمعرفة من خلال انفتاح مجتمعنا على العلوم الإنسانية والثقافات العالمية. وأكدّ أنّ أسس التطوير والتحديث التي تتبعها الإمارات والحرص على مواكبة التطور العلمي في مجالاته كافة، كان لهما بالغ الأثر في وضع البحث العلمي الطبي ضمن الأولويات على مستوى الدولة بهدف إثراء النهضة الصحيّة والارتقاء بخدمات الرعاية الصحيّة وتطويرها. موضحًا أنّ جهود الدولة مستمرة في تطوير الخدمات التشخيصيّة والعلاجيّة والاستفادة من العلوم والمعارف الحديثة والتقنيات العصرية.
وأشار إلى أنّ انعقاد هذا المؤتمر، يؤكد التعاون بين المؤسسات الطبية بالدولة وخارجها لمتابعة البحوث العلمية والتطورات الطبية في كيفية التصدي للأمراض غير السارية وخفض معدلات الإصابة بأمراض خطيرة ومزمنة، مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعيّة الدمويّة وغيرها بما فيه خدمة للعلوم الطبية والمجتمع ككل، وذلك بحضور نخبة من العلماء والمتخصصين سيطلعون المشاركين على كل ما هو جديد من المعلومات والتقنيات الحديثة المتوفرة على المستوى العالمي في هذا المجال. وثمن الجهود التي بذلت من أجل إقامة فعاليات هذا المؤتمر في مدينة دبي وعلى أرض الإمارات. معربًا عن شكره وتقديره لمنظمة الصحة العالمية والمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالميّة لمنطقة شرق المتوسط وفريقه على مساهمتهم الفاعلة في إقامة هذا المؤتمر وللحضور كافة وكل من ساهم وشارك في تنظيم وإنجاح فعاليات هذا الؤتمر.
وأكدّ أنّ لقاء، الخميس، يناقش قضية بالغة الأهمية من قضايا الصحة العمومية العالميّة، ولا تقتصر أهميتها على كونها الأسباب المهيمنة للوفاة في العالم وفي إقليمنا بل تتعداها لما لها من تأثير كبير على النظم الصحيّة والتنميّة الاجتماعيّة والاقتصاديّة. وأوضح أنه على الصعيد العالمي تسبب المجموعات الأربع الرئيسيّة للأمراض غير السارية، وهي أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والأمراض التنفسيّة المزمنة والسكري في ما يزيد عن 60 بالمائة من إجمالي الوفيات يقع منها 80 بالمائة في الأقاليم النامية ومنها إقليمنا. وهناك نسبة كبيرة من الوفيات بسبب الأمراض غير السارية تكون مبكرة ومن الممكن توقيها.
وتوقع أن تكون هناك زيادة منذِرة بالخطر للأمراض غير السارية على مدار الأعوام المقبلة، حيث تشكل هذه الأمراض وحدها في الوقت الحاضر السبب الأكبر للوفيات، إذ تسبب أكثر من 55 بالمائة من الوفيات، وأن يشهد هذا الإقليم على مدار العِقد المقبل ثاني أكبر زيادة بين أقاليم العالم قاطبة في نسبة الوفيات بسبب الأمراض غير السارية. مشيرًا إلى أنّ هذه الأمراض في دولة الإمارات تسبب 67 بالمائة من إجمالي الوفيات ويقع جزء كبير منها في أعمار مبكرة قبل سن الستين وهو ما يؤثر تأثيرًا بالغًا على الأسر والمجتمعات والتنمية.
وأكدّ الدكتور علاء الدين العلوان أنّ الزيادة في الأمراض غير السارية تعكس تحولات اجتماعيّة واقتصاديّة عميقة تطورت على مدى العقود المنصَرِمة، حيث ترافقت مع تغير أنماط الحياة وزيادة عوامل الخطر المرتبطة بهذه الأمراض مثل نقص النشاط البدني والأنظمة الغذائية غير الصحيّة وتعاطي التبغ وما ينتج عن ذلك من الإصابة بفرط الوزن والسمنة وبالسكري وارتفاع ضغط الدم. لافتًا إلى أنّ دولة الإمارات تأتي ضمن عشرة بلدان يسجل فيها انتشار السكري أعلى معدلاته في العالم. ونوّه إلى أنه متى ظهر السكري وغيره من الأمراض غير السارية فإنها تلتهم جزءً كبيرًا من موارد الرعاية الصحيّة، فضلاً عن تزايد العبء وتصاعد التكاليف، حيث أنّ الحل إذا يتمثل في الوقاية.
وأشار إلى وجود رؤية واضحة وخارطة طريق لكيفية المضي قدمًا في مجابهة وباء الأمراض غير السارية، وهو ما عبَرت عنه بجلاء الإستراتيجيّة العالميّة للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها في 2000 والإعلان السياسي للاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها والذي عقِد في أيلول/سبتمبر 2011. موضحًا أنّ الدول الأعضاء في الإقليم صادقت على إطار عمل إقليمي بغية الارتقاء بتنفيذ الالتزامات الواردة في الإعلان السياسي للأمم المتحدة. وذكر أنّ المتحدثين في المؤتمر سيسلطون الضوء على التقدم المهم الذي أحرزته دولة الإمارات في مجال التصدِي للأمراض غير السارية. وأوضح أنّ النتائج التي سيخلص إليها هذا المؤتمر ستشكل أهميّة بالغة لمستقبل الجهود الراميّة إلى الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها في دولة الإمارات وفق رؤى مستنيرة وأساليب مبتكرة و توصيات ملموسة وقابلة للتنفيذ. مؤكدًا التزام منظمة الصحة العالمية بتقديم الدعم اللازم لتعزيز الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها والعمل سويًا لتحسين الصحة في دولة الإمارات .
وألقى الأمين العام لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية رئيس المؤتمر الدكتور نجيب الخاجة، كلمة نيابة عن اللجنة المنظمة، أوضح فيها أنّ المؤتمر الأول للأمراض المزمنة غير السارية حدثٌ علمي متميز، فهو المؤتمر الأول على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط الذي يناقش الإستراتيجيات الدولية والإقليمية والمحلية للتعامل مع 5 أمراض مزمنة تتشارك فيما بينها في عوامل الخطورة المسببة لها. مؤكدًا أنّ الإصابة بأحد هذه الأمراض يزيد من احتمالات الإصابة بالآخر وهي أمراض السكري والقلب والسرطان والكلى وأمراض الجهاز التنفسي.
وشدّد على أنّ المؤتمر هو أحد ثمار التعاون المشترك بين جائزة حمدان الطبية والعديد من المؤسسات الصحيّة في الدولة المنوط بها التعامل مع الأمراض المزمنة غير السارية، وهي وزارة الصحة وهيئتا الصحة في دبي وأبو ظبي إلى جانب أربع جمعيات طبية إماراتية، هي جمعية الإمارات للسكري وجمعية القلب الإماراتية وجمعية أمراض الكلى وجمعية الإمارات لأمراض الجهاز التنفسي وقسم خدمات الأورام في مستشفى المفرق.