غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
تمكن الشاب مهران البايض " 24 عاما " وصديقه محمد الغزالي "23 عاما " اللذان يدرسان في جامعة الأزهر في غزة بتخصص هندسة أنظمة الحاسوب، من ابتكار تطبيق خاص عبر الهاتف الخلوي يقرأ نبضات القلب بعد تصوير بصمة إصبع السبابة على كاميرا الهاتف الخلوي والخروج بالقراءة الصحيحة بعد دقيقة واحدة فقط
ويشرح البايض تفاصيل التطبيق الذي ابتكره قائلا " البرنامج يقوم بقياس نبضات القلب عن طريق بصمة الإصبع فنقوم بوضع الإصبع على الكاميرا ونأخذ صور للأصبع ونقوم بتحليل الدم الموجود بالصورة ونصل لقيمة نبض القلب عن طريق تحليل الدم الموجود في الصورة"
ويتابع " تم تجميع خوارزمية هذا البرنامج بمساعدة الدكتور إيهاب زقوت المشرف على هذا المشروع في جامعة الأزهر وكانت هذه الخوارزمية لتحليل الصور ، ويبدأ البرنامج بثلاث مراحل بطئ ومتوسط وسريع لفحص نبضات القلب ، وإذا أردنا درجة قياس الدم بدقة اكبر فيحتاج ذلك لوقت أكثر وبالعادة نعمل على المتوسط ويستغرق دقيقة واحدة ليصل لقراءة قياس نبض القلب "
وتم إثبات نجاح فكرة التطبيق والاختراع بعد مقارنة النتائج من عينات صور نبضات القلب وفحصها على جهاز "أوكس ميتر" وهو جهاز يستخدم في العيادات الخاصة ويعطى قراءة سليمة ، بعد اخذ عينات من أربعين طالبا في جامعة الأزهر وتم الخروج بنتائج العينات .
ثم قاموا بأخذ تصوير فيديو للتأكد من نجاح استخدام الصورة الملتقطة من الهاتف الخلوي لقياس نبضات القلب ، وبعد اخذ النتائج في المرحلتين السابقتين تم تحليل الصور على التطبيق والخوارزميات التي تم تجميعها لقياس النبضات وأثبتت نجاعتها بعد الخروج بنفس النتائج والقراءات للأجهزة السابقة والتي لا تخطئ وقاموا بتجهيز وتجميع الخوارزميات على أجهزة الحاسوب داخل الجامعة وبعد نجاحها قاموا بتركيب التطبيق على الهاتف الخلوي بما يوائم قدراته في تحليل الصور الملتقطة .
واستغرق تطبيق الفكرة والاختراع فصلين دراسيين كاملين حيث قال "عملنا على البرمجة أكثر من الدراسة حيث استغرقنا وقتا طويلا في اخذ عينات دقيقة استمرت أكثر من ستة أشهر في تنقيح الخوارزميات للوصول لهذه الدرجة من الدقة "
وتعرض المهندسان للعديد من العقبات التي واجهتهما في فكرة الاختراع والتطبيق مثل جلب جهاز "الاوكس ميتر" والذي تم توفيره عن طريق المشرف من الجامعة ، واختلاف أنواع الهواتف الخلوية التي تختلف درجة دقتها وجودتها في التصوير ، مما جعلهما يدرسان توافق بين كل هذه الهواتف الخلوية ونظرا لصغر الهاتف المحمول ومحدودية قدراته قاما بتعديل الخوارزمية في التطبيق لتناسب الهاتف المحمول ونظرا لعدم توافر ذاكرة كافية لذلك، فكان لهذا التحويل الوقت الأكبر من الانجاز .
ويشترط للأجهزة الخلوية المحمولة أن تكون مرفقة بإضاءة " فلاش " لضمان الحصول على قراءة سليمة ، وأضاف " يشترط قبل تنزيل البرنامج والتطبيق على الهاتف الخلوي أن يكون إضاءة الفلاش قوية في الهاتف ليخرج التطبيق بقراءة سليمة لقياس نبضات القلب ، ويستخدم الفلاش لجلب اللون الأحمر من بصمة الإصبع ، ويشترط الوصول لإضاءة قوية في حال عدم توفر الفلاش في الهاتف الخلوي يشترط إضاءة خارجية للحصول على قراءة سليمة "
ويبحث من خلال الإضاءة على اللون لمعرفة نبض الدم في الإصبع داخل البصمة ، ومع وجود الفلاش يظهر لون الدم واضحا للوصول للقراءة بعد عملية تحليل تستغرق دقيقة واحدة .
ويوفر الجهاز على الإنسان الوقت والجهد من الذهب للمستشفى ولا يهتم بانقطاع الكهرباء ، ويعطى قراءة سليمة خلال دقيقة واحدة ، ويكون الجهاز مفيدا للإنسان وخاصة المرضى وذلك بقياس نبضات القلب قبل تناول الأدوية وبعدها لمعرفة اى الأدوية التي تؤثر سلبا على نبضات القلب ، ويكون في بعض الأوقات ارتفاع نبضات القلب أو انخفاضها يشكل خطرا على حياة الإنسان .
ويعتبر هذا الاختراع هو الأول في فلسطين من نوعه ، حيث يطبق تطبيق مشابه له في أميركا بخوارزميات مجهولة ، وبذلك يحوز الاختراع على المرتبة الثانية على مستوى العالم .
وفاز البايض بمسابقة أجرتها شركة الاتصالات الفلسطينية عام 2012 ، وحاز مشروعه على إعجاب الشركة وكان من ضمن عدة مشاريع تبنتهم الشركة وحصل بعدها على عقد عمل مع شركة جوال في مجال التسويق وقام بتأسيس شركة الحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات ، ويختصوا بعمل تطبيقات هواتف خلوية بشكل اساسى ،وتبنى مشروع التطبيق وزارة الصحة في غزة لدعم وتسويق المنتجات الفلسطينية لدعم القطاع الصحي في قطاع غزة .