القاهرة - محمد فيصل
بارقة أمل يبعث بها أطباء وأساتذة الأورام في مصر بعد التقدم الطبي الذي تحقق لمواجهة مرض سرطان الثدي فالاكتشاف المبكر للمرض بمثابة طوق النجاة الذي يساهم بشكل فعال في مواجهة المرض ومحاصرته قبل انتشاره، وأجهزة أشعة الماموغرام الرقمية مع الصبغة هي أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في تشخيص سرطان الثدي. ويُعتبر سرطان الثدي من أخطر وأكثر
الأنواع التي تصيب الإناث، حيث يُعتبَر ثاني سبب رئيسي للوفاة عند السيدات وتمثل حوالي 37.5% من كل حالات السرطان، وهو السرطان الأكثر شيوعًا بين النساء.
وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى إمكان إصابة أكثر من مليون سيدة بسرطان الثدي كل عام على مستوى العالم نتيجة لعدم الاكتشاف المبكر للمرض، وما يترتب عليه من محاصرته في مراحله الأولى بشكل فعّال.
وتشير الدراسات الطبية الحديثة إلى إمكان تعرض امرأة واحدة من بين كل ثماني سيدات للإصابة بسرطان الثدي في فترة ما من حياتها، وتوجد بعض عوامل الخطورة المسببة للإصابة بسرطان الثدي، مثل أسلوب الحياة الضار بالصحة، ويشمل ذلك التدخين والمشروبات الكحولية والسمنة. كما توجد عوامل خطورة أخرى يجب اتخاذها بعين الاعتبار مثل التاريخ العائلي، وعدم الإنجاب، وتأخر سن اليأس (انقطاع الدورة الشهرية) عن العمر المتوسط (عند بلوغ 52 سنة)، والعلاج الهرموني. وعلى الرغم من تزايد معدلات الإصابة بهذا المرض اللعين على مستوى العالم، فإن الأرقام تشير أيضا إلى تراجع معدل الوفيات منذ 1990 نتيجة لزيادة الوعي لدى السيدات بخطورة المرض وضرورة مقاومته بل القضاء عليه من خلال الكشف المبكر وظهور العلاجات الحديثة التي اكتشفت لمواجهته في الوقت المناسب.
وتؤكِّد العضو المنتدب بمركز لها الطبي والمدير التنفيذي في المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي الأستاذ الدكتورة نوران حسين سعيد أن سرطان الثدي من الأورام
الشهيرة التي يؤدي فيها الأكتشاف المبكر إلى الشفاء، لكن عادة لا تستطيع السيدات أن ترى علامات سرطان الثدي الأولي بالعين المجردة، وأجهزة أشعة الماموجرام والرنين المغناطيسي على الثدي فقط هي التي تمكننا من الكشف المبكر عن المرض حتى ولو كان حجم السرطان لا يتعدى ملليمترات قليلة.
وتوضح الدكتورة نوران حسين تعتبر أجهزة أشعة الماموجرام الرقمية مع الصبغة هي أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في تشخيص سرطان الثدي، فهي أجهزة حساسة جداً. عند استخدام أجهزة الماموغرام العادية، من الممكن أن يكون الورم مختفيًا خلف أحد الأنسجة السميكة في الثدي، ولكن أجهزة الماموغرام مع الصبغة تستطيع رصد أي شيء غير طبيعي في الثدي، وتكشف الورم من داخل الأنسجة، وهو ما يمكننا من الكشف المبكر جداً عن سرطان الثدي.
وعن أسباب تفضيل تقنية الماموغرام بالصبغة تؤكد الدكتورة نوران حسين أنه توجد مشكلة شائعة تواجه السيدات عند فحص الماموغرام العادي، فأحيانًا تكون هناك منطقة ما في الثدي ويكون أخصائي الأشعة غير متأكد من سلامتها، ويُطلب من السيدة أن تتابع الفحص بعد 3 أو 6 شهور، وهو ما يسبب الخوف والقلق عند السيدات خلال تلك المدة. أما أشعة الماموغرام مع الصبغة فتتميز بدقتها العالية، ولذلك تستطيع تحديد ما إذا كانت المنطقة سليمة أو مصابة، دون الحاجة لانتظار المتابعة أو تكرار الفحص.
وعلاوة على ذلك، فإذا كان لديك تاريخ عائلي مع سرطان الثدي , يفضل عمل فحص الماموغرام بالصبغة لشدة حساسية الفحص ودقته.
وعن طرق الاستعداد لفحص الماموجرام بالصبغة تقول الدكتورة نوران حسين انها نفس تعليمات الماموجرام العادي، فيجب عدم استخدام مزيلات العرق، أو العطور، أو الكريمات تحت الذراعين. ويفضل عدم ارتداء ملابس من قطعة واحدة على الجسم، حتى يكون الكشف سهلاً عليك.
وعند بداية فحص الماموغرام، سيتم حقنك بمادة صبغية في الوريد، وبعد ذلك، ستساعدك الأخصائية لاتخاذ الوضع الصحيح للأشعة حتى يمكنها التصوير بدقة، ولا يزيد الوقت المستغرق لفحص الماموغرام على 10 دقائق، وصور الفحص تمد الطبيب بالمعلومات الكافية التي يحتاجها للتشخيص بدقة واتخاذ القرار، إذا كنا في حاجة لسحب عينة من أنسجة الثدي أم لا.
وتُقدِّم الدكتورة نوران حسين مجموعة من النصائح للسيدات لتجنب الاصابة بسرطان الثدي ومنها عدم تناول الهرمونات من دون استشارة الطبيب، وخاصة بعد
انقطاع الطمث، وكذلك تجنب تناول حبوب منع الحمل من دون الإشراف الطبي، وتناول أغذية صحية، والبعد عن التدخين وبالمداومة على إجراء الفحص الذاتي شهريًا، وأن تحرص السيدات على الفحص الإكلينيكي مرة واحدة كل ثلاث سنوات على الأقل بعد بلوغ 20 سنة، وعندما تصل السيدات لسن 40، يجب إجراء فحص الماموغرام والفحوصات الإكلينيكية مرة كل عام.