فصل الرَّبيع يزيد إفراز هرمونات السَّعادة

يصاحب فصل الرَّبيع الذي يعد بمثابة استيقاظ للطَّبيعة بعد ثبات شتوي، بعض الأعراض منها: تحسُّن المزاج، قلة النَّوم، بعض أنواع الحساسيَّة، وهو ما ينعكس على الإنسان، في حين يقل في هذا الفصل إفراز هرمون النُّعاس وتزيد فيه هرمونات السعادة، وهو ما يأتي بنتائج تختلف من شخص لآخر.
فصل الربيع من أكثر الفصول التي تغنى لها الشعراء، بحيث تتحسن فيه الحالة المزاجية لمعظم الناس، لكن رغم جمال هذا الفصل إلا أنه يرتبط لدى بعض الناس بالمعاناة نتيجة انتشار الحساسية وأحيانا اضطرابات النوم.
يقول البروفيسور هيلموت شاتس (من الجمعية الألمانية للغدد الصماء)، في تصريحات لصحيفة "فرانكفورتر روندشاو" Frankfurter Rundschau الألمانية": إن فصل الربيع بمثابة ظاهرة نفسية، فالطبيعة تستيقظ في الربيع وهو ما يحدث للإنسان أيضا كجزء من الطبيعة كما أن عين الإنسان تقع في هذا الفصل على ألوان الأزهار المتفتحة والطقس المشمس على عكس فصلي الشتاء والخريف، وهو ما يفسر الشعور بالسعادة والاستمتاع بهذا الفصل.
ويتسبب سطوع الشمس لفترات طويلة في تقليل إفراز هرمون النعاس (الميلاتونين) وزيادة إفراز هرموني السعادة (سيروتونين ودوبامين).
يربط مخ الإنسان رائحة الزهور المتفتحة في فصل الربيع بالذكريات التي عاشها الإنسان في هذا الوقت من العام، مما يعني أن الأشخاص الذين يرتبط الربيع لديهم بتحسن الحالة المزاجية، يزيد إفراز هرمونات السعادة عندهم بمجرد شم رائحة الزهور المتفتحة.
لكن لفصل الربيع بعض الجوانب السلبية أيضا مثل الإصابة بالحساسية وأحيانا الشعور بالتعب.
ويقول البروفيسور شاتس لصحيفة "فرانكفورتر روندشاو": إن حالة الإرهاق والتعب التي تصيب البعض في فصل الربيع ليس لها تفسيرات علمية واضحة، ولكنها ربما تكون حالة اكتئاب عارضة تظهر كرد فعل عكسي عارض على الأجواء الإيجابية المحيطة أو نتيجة لتراجع إفراز هرمون النعاس مع زيادة ساعات سطوع الشمس وكلها أعراض تختفي بعد أسبوعين على الأكثر.
من المعلومات الخاطئة لدى البعض أن الشمس في فصل الربيع ليست قوية مثل فصل الصيف، لكن خبراء الأمراض الجلدية يحذرون بشدة من شمس الربيع، خصوصا بعد شتاء بارد ومظلم وينصحون بالاهتمام بوضع الكريمات الواقية من الشمس بشكل مستمر للحماية من الأشعة الضارة.