واشنطن ـ رولا عيسى
أثبتت دراسة حديثة، أن الجلوس لفترات طويلة قد يكون السبب الرئيس في زيادة دهون المؤخرة، وأنه كلما جلسنا كثيرًا زاد تمدّد الخلايا الدهنيّة في الأرداف، مما يؤدي إلى جعل المؤخرة أكثر استدارة.
وأكّد العلماء في جامعة تل أبيب، أن تمدّد الخلايا يلعب دورًا رئيسًا في إنتاج الدهون، لأن الضغط على
الخلايا يُسبّب زيادة في الحجم بنسبة 50 %، وأن تراكم الخلايا الدهنيّة في الجسم بالإضافة إلى التغذية يلعبان دورًا ضئيلاً في البقاء على شكل المؤخرة ممشوقًا.
وكشفت الدراسة التي نُشرت في مجلة "بيوفيزيكال جورنال"، أن الخلايا الدهنيّة تُغيّر في بنية جسم الإنسان عندما تتعرض للضغط، ومن المُرجّح أن تتمدّد مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
وقال الأستاذ في قسم الهندسة الطبيّة الحيويّة في الجامعة "أميت غيفين"، 'لقد أردنا معرفة كيف أن الجلوس كثيرًا يُسبّب السمنة، أكثر من تناول المزيد من الهامبرغر، ووجدنا أن الخلايا الدهنيّة تتعرض للضغط المتكرّر، مثلها مثل ما يحدث للأرداف عند الجلوس، مما يجعلها تشهد نموًا مُتسارعًا في قطرات الدهون، والتي هي عبارة عن جزيئات تحمل الدهون، وذلك على عكس العضلات والعظام والأنسجة، التي تضعف ميكانيكيًّا مع قلة الاستعمال، فالخلايا الدهنيّة تتمدّد مع استمرار التحميل عليها، مما ينتج عنه الزيادة في الحجم بنسبة 50 %، وهذا اكتشاف كبير".
وأضاف البروفيسور "غيفين"، أنه "عندما تكتسب تلك الخلايا الوزن وتتغيّر تركيبتها، تتمدّد ثم تشوّه الخلايا المجاورة، وتُجبرها على التفرقة والتوسّع، وهذا أثبت أن ليس ما نأكله فقط، أو ما نشعر به، هو وحده الذي يسبّب الزيادة في الوزن، بل أيضًا التحميل المستمرّ على أنسجة المؤخرة بالجلوس على الأريكة لفترات طويلة يسبّب ذلك، وإذا كنا نفهم المُسبّبات أو الأسباب التي تجعلنا أكثر بدانة، وكيف أن الخلايا تتشكل بحسب المكونات الغذائيّة، والتحميل عليها ميكانيكيًّا، يمكننا التفكير في حلول عملية مختلفة لحل مشكلة السمنة، وإذا كنت تستطيع تعلّم السيطرة على البيئة الميكانيكيّة للخلايا، فيمكنك أن تُحدّد كيفية إنتاج الخلايا لدهون أقل"، معربًا عن أمله بأن يكون هذا البحث بمثابة الخطوة الأولى في إيجاد طرق جديدة لعلاج الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل في الوزن في المستقبل.