الحكومة البريطانيّة تطالب بإخضاع مرضى "الزهايمر" للأدويّة التجريبيّة

دعا مستشار الحكومة البريطانيّة، الاثنين، إلى إخضاع مرضى "الزهايمر" (الخرف) للأدوية التجريبيّة، في سباق لإيجاد علاج ناجح، مطالبًا بتوعيّة المجتمع في هذا الشأن، لاسيما أنَّ المرضى غير مسؤولين عن قراراتهم، ما يعظّم دور الدولة والمجتمع المدني في تحمّل المسؤولية تجاههم.   وأشار الدكتور دينيس غيلينغز، الذي تمّ تعيينه من طرف رئيس الوزراء، في شباط/فبراير الماضي، لقيادة الجهود العالمية لمواجهة مرض "الزهايمر"، في تصريح صحافي، إلى أنّ "المجتمع في حاجة إلى تفعيل النيابة عن أولئك الذين يعانون من الخرف، والإسراع بصورة كبيرة في جهود البحث، بغيّة تحقيق إنفراجة".  
ولفت إلى أنَّ "أحدث الأرقام أظهرت أنه يوجد في المملكة المتحدة 10 تجارب سريرية فقط، تعمل على العلاجات المحتملة لهذا المرض، مقارنة مع 340 للسرطان".
وأضاف "يجب إعطاء العقاقير المتوقعة لعدد كبير من السكان، كما حدث في العقود الماضية في المعركة ضد مرض فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)"، مبيّنًا أنّ "البحوث في مجال الأدوية الفعالة لعلاج المرض كانت بطيئة جدًا، واشترك فيها عدد قليل من المرضى".
ويرى الخبير أنّ "تجربة البحث عن علاج (الإيدز) تتيح الفرصة لنتعلم الكثير عن طريقة استجابتنا، حيث نتج العلاج عبر نظام سريع جدًا، بعدما تمّ تخفيف القيود لضمان الوصول إلى العقاقير بشكل أسرع، ودون ذلك كان يمكن أن يتأخر العلاج الفعال 10 أعوام"، لافتًا إلى أنَّ "الوفيات الناجمة عن الإيدز ارتفعت خلال الثمانينات، فيما حارب الضحايا لتحسين الوصول إلى أي عقاقير علاجيّة".
وتمنى الدكتور غيلينغز أن "يخضع المرضى بداء الخرف لأبحاث التجارب السريرية، حتى نتمكن من إيجاد العلاج الآمن، ونقدمه على نطاق واسع"، موضحًا أنَّ "مرضى الإيدز كانوا هم أنفسهم النشطاء، ولكن في حال مرض الخرف فالموضوع مختلف، لذلك نحتاج المجتمعات والأسر للتنشيط بالنيابة عنهم".
واستطرد "مازال هناك الكثير مما ينبغي فعله قبل اختيار المرضى لتجارب جماعية للعلاجات المحتملة"، لافتًا إلى أنّ "الكثير من الخبراء يعتقدون أنّ النجاح محتمل، إذا اتيحت الفرصة لتجربة الأدوية بين هؤلاء المرضى، في مراحل مبكرة جدًا من المرض، أو لدى أولئك الذين يتوقع أن يتطور المرض لديهم".
وبيّن أنّه "طوّر العلماء اختبار دم، يمكنه التنبأ بمرض الزهايمر، أو الضعف الإدراكي المعتدل، خلال الثلاثة أعوام المقبلة، بنسبة دقة 90%، ولكن من الصعب أن تحصل التجارب السريرية على موافقات لاختبار الأدوية على المرضى بعلامات قليلة للمرض".
ودعا دكتور غيلينغز المجتمع إلى "بذل المزيد من الجهد للفئات الأكثر ضعفًا، بغية زيادة الاستثمار في البحث، وتحسين خدمات الرعاية للمرضى"، لافتًا إلى أنَّ "هناك حاجة لدراسات أكبر، بسبب تكرار التجارب الصغيرة، حيث باتت المشكلة عاجلة، مع شيخوخة السكان في بريطانيا، لاسيما أنّه من المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من الزهايمر في غضون 20 عامًا".
واعتبر أنَّ "قواعد تعيّين المرضى للتجارب بيروقراطية جدًا"، لافتًا إلى أنَّ "المريض لا يمكن أن يتحمل هذا الوقت"، مشيرًا إلى أنَّ "الإرادة السياسية واجهت المرض، ولكن الدور الجديد قد يكون السعي إلى زيادة الاستثمارات بشكل كبير في البحث من طرف الصناعات الداوئية".
وأوضح في ختام حديثه "لقد أصبحت العلاجات التي يمكن أن تأخر ظهور أعراض المرض في مراحله المبكرة متوفرة، ولكن هذه الأدوية لا تؤخر التطور النهائي للمرض"، مؤكّدًا أنَّ "واحد من 3 أشخاص سيتطور لديه مرض الزهايمر، ولكن تقديرات الحكومة تشير إلى أنه تمَّ تشخيص نصف 670,000 من الأشخاص الذين يعانون من المرض في إنكلترا".