لندن ـ ماريا طبراني
أثبتت دراسة حديثة أن الزَّواج يقلِّل من خطر الإصابة بأمراض القلب، بحيث شملت الأبحاث المقارنة بين 3.5 مليون شخص، والمقارنة بين المتزوِّجين والعُزَّاب، المُطلَّقين والأرامل. ووجد الباحثون أن الزواج يعد بمثابة وقاية لصحة القلب لدى كل من الرجال والنساء، ويقلل من فرصة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة
5%، وخصوصا أمراض الشرايين الطرفية، التي تؤثر على إمداد الساقين بالدم بنسبة 19%.
بالإضافة إلى أن الزواج يقلل من احتمال الإصابة بأمراض الأوعية الدماغية، التي تعطل تدفق الدم إلى الدماغ، مما يسبب السكتة الدماغية بنسبة 9%، ويحافظ بنسبة 8% من خطر الإصابة بتمدد الشريان الأورطي الباطني، الذي يمكن أن يسبب تمزق الأوعية الدموية الرئيسية في الجسم.
وأشار العلماء إلى أن "تلك الفوائد تكون أكبر فائدة للذين يتزوجون وهم أقل من 50 عاما، لأنهم أقل عرضه للمخاطر بنسبة 12%".
وقال طبيب القلب في المركز الطبي في جامعة نيويورك جيفري بيرجر: قد يكمن السبب في أن يكون الشخص المتزوج لديه الذي يشجعه على الرعاية بنفسه، إذا كان أحد مرضاي مطلقا أو أرملا حديثا، أجري فحوصات عن علامات على أي نوع من أمراض القلب والشرايين والاكتئاب.
وتطلع الباحثون على استبيانات صحية من الناس الذين حصلوا على فحص طبي أو بالأشعة من عام 2003 حتى عام 2008، وكان متوسط أعمارهم 64 عاما، وكان ما يقرب من ثلثي الإناث و80% كانوا من ذوات البشرة البيضاء.
وتوصلوا إلى معلومات عن التدخين، ومرض السكري، والتاريخ العائلي، والسمنة، وممارسة الرياضة وغيرها من العوامل لهؤلاء المرضى، فوجدوا أن 3% من الأرامل معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب، كان التدخين أعلى بين الأشخاص المطلقين وبحد أدنى عند الأرامل، أما البدانة كانت الأكثر شيوعاً بين العازبات أو المطلقات، بالإضافة إلى أن كان الأرامل الأكثر عرضه للإصابة بارتفاع في ضغط الدم، ومرض السكري وقلة التمارين الرياضية.
وعقدت نتائج الدراسة أن النساء والرجال في أي سن عرضه للإصابة بأمراض القلب، مثل ارتفاع الكوليسترول في الدم أو مرض السكري.
وقال طبيب القلب الشارك في الدراسة الدكتور كارلوس ألفيار: العلاقة بين الزواج واحتمال الإصابة بأمراض الأوعية الدموية، هو أقوى بين الأشخاص الأصغر سنا، وهذا لم نكن نتوقعه".
بينما طبيبة القلب في جامعة ألاباما في برمنغهام فيرا بتنر، أن "نتائج الدراسة ترمي إلى أن الأشياء المادية مثل العوامل الاجتماعية والإجهاد وما إلى ذلك هم السبب في الإصابة بأمراض القلب"، وقالت: إنه لا يوجد تفسير واضح لدور الزواج في هذا الموضوع، فبعد ضبط عوامل السن والجنس والعرق وغيرها من عوامل الخطر القلبية الوعائية، فيتبين أن الحالة الاجتماعية تكون مرتبطة بشكل مستقل مع أمراض القلب والشرايين".
وأوضحت الدراسة أن "المُطلقين أو الأرامل معرضون لاحتمال الإصابة بأمراض الأوعية الدموية مقارنة بالعزاب أو المتزوجين، فالأرامل معرضون لخطر الإصابة بنسبة 3%، ولخطر الإصابة بالشريان التاجي بنسبة 7%، أما المُطلقين معرضين للإصابة بأي من أمراض الأوعية الدموية".
وأضاف الدكتور ألفيار "بالتأكيد لا ينبغي أن تدفع هذه النتائج الناس إلى الزواج، لكن من المهم أن نعرف أن القرارات المتعلقة بهذا الموضوع لها انعكاسات مهمة على صحة الأوعية الدموية".
وحلل الباحثون السجلات من قاعدة بيانات المشاركين في أنحاء الولايات المتحدة، الذين تتراوح أعمارهم بين 21 حتى 102 ويعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، ووجدوا أن عوامل الإصابة بهذا المرض ترجع إلى ارتفاع ضغط الدم والتدخين، جنبا إلى جنب مع حالتها الاجتماعية. وكان متوسط أعمارهم 64 و63% منهم من النساء، 69.1% (2.4 مليون) متزوجين، و13% (477,577) أرامل، 8.3 %(292,670) عُزاب، و9% (319,921) مُطلقين.