تقنية تسمح للباحثين بتغيير الحمض النووي للأجنة

تخطى علماء بريطانيون العقبة التنظيمية النهائية أثناء محاولتهم تعديل الأجنة البشرية وراثيا للمرة الأولى، ووافقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية على هذه التقنية التي تسمح للباحثين بتغيير الحمض النووي للأجنة عندما يكون عمرهم يوما واحدا فقط. ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، يبدأ علماء معهد "فرانسيس كريك" في لندن حاليا في التحضير للمشروع مع الأجنة الأولى التي سيتم تعديلها في وقت لاحق هذا العام.

وقال الخبراء إن هذه التقنية توفر معلومات حيوية عن سبب معاناة بعض النساء من العقم أو إجهاض، وذلك يساعد المزيد من الأزواج ليصبحوا آباء، إلا أن منتقدين يقولون إن تعديل الجينات قبل ولادة الطفل تفتح الباب إلي مسألة وجود طفل مُخلق، وسيكون مسموحا للعلماء استخدام هذه التقنية للبحث، على الأقل في البداية. وقال معارضون إن المعرفة المكتسبة من هذه التجارب الأولى يمكن أن تستخدم ذات يوم في تغيير الأجنة لخلق أطفال "تحت الطلب"؛ إذ يقدر أباؤهم نظريا أن يقرروا لون عينين أو شعر  طفلهما.

وتصدر فريق البحث عناوين الصحف عندما حصل مشروعه على موافقة جمعية الخصوبة البشرية وعلم الأجنة في شباط/ فبراير، لكنهم لم يستطيعوا بدء العمل في البرنامج حتى ينالوا الموافقة الأخلاقية من الهيئة العامة للبحوث الصحية "إن إتش إس" التي حصلوا عليها الجمعة 27 أيار/ مايو الجاري. وتسمح الموافقة للعلماء بـ"تغيير" الجينات في الأجنة باستخدام تقنية التحرير الوراثي المتطورة التي تعرف باسم "كريسبر"؛ إذ يأملون في أن تغيير الجينات واحدا تلو الآخر سيكشف عن مفتاح جنين سليم.

وحسب الصحيفة، يمكن أن تساعد المعلومات المكتسبة على تفسير كيفية تحول البويضات المخصبة إلى زيجوت ثم طفل. وآخرا تعيش أقل من نصف البويضات لمدة أسبوع بعد الإخصاب، وتؤدي واحدة من أصل 8 بويضات إلى الحمل الذي يستمر 3 أشهر على الأقل. فإذا عرف العلماء المزيد عما يجري خطأ أثناء التخصيب، فإن هذا يمكن أن يؤدي إلى تحسين تقنيات التلقيح الاصطناعي. وقال الباحث الدكتور كاثي نيكان في شباط/ فبراير الماضي "نعتقد أن هذا البحث يمكن أن يؤدي إلى تحسينات في علاج العقم، وتوفير البصيرة الأساسية لبعض أسباب الإجهاض، وفهم أعمق بكثير لطبيعة المراحل المبكرة من حياة الإنسان.

وعدلت الأجنة وراثيا فقط مرة واحدة قبل ذلك في الصين العام الماضي، في عملية قوبلت بإدانة واسعة النطاق. ويعد القرار البريطاني الأول الذي وافق على هذه المسألة من خلال نظام تنظيمي مناسب. وقالت متحدث باسم معهد "فرانسيس كريك" إن نيكان حصل على موافقة من لجنة الأخلاق الرئيسية في جمعية البحوث الصحية في كامبريدج. وأضاف "نيكان بدأت الأعمال التحضيرية لبرنامج أبحاثها، لكن بدء إجراء الأبحاث ربما يستغرق بعض الأشهر لأن الحصول على الأجنة الكافية يتطلب مزيدا من الوقت". والأجنة المستخدمة في التجارب ستتبرع بها النساء اللاتي فقدنها بعد التلقيح الاصطناعي. وسيسمح بنموهم لمدة أسبوع فقط قبل تدميرها. وسيتم استخدام نحو 120 جنينا لدارسة 4 جينات في البداية، في حال نجاحها، ويمكن توسيع نطاق المشروع. وقال مدير المنظمة الجينات البشرية ديفيد كينغ، في وقت سابق من هذا العام: هذه هي الخطوة الأولى في عملية مخطط لها جيدا تقود إلى أطفال سليمين، وتفتح بابا لمستقبل تحسين نسل الأشخاص.