انتشر مرض استوائي من سورية الى الدول المجاورة لها

ظهر مرض استوائي في سورية وفي طريقه إلى الانتشار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بسبب تشرد الملايين من هذه المنطقة التي مزقتها الحرب، ويسمى هذا المرض الجلدي باسم داء الليمشمانيات وهو مرض طفيلي ينتقل عن طريق لدغات من ذباب الرمل المصاب، ويمكن أن يؤدي إلى ظهور ندوب حادة عادة على الوجه ويذهب بدون تشخيص أو علاج.

وظهر المرض في سورية وخصوصا في المناطق تحت سيطرة داعش مثل الرقة ودير الزور والحسكة، وقد دمرت الحرب الأهلية المرافق الطبية في البلاد فيما قتل أو شرد الالاف من موظفي الصحة، وتدمير العديد من المستشفيات، هذا الى جانب نقص المياه وقصف المباني وهذه كلها عوامل تساهم في انتشار ذباب الرمل الناقل للمرض.

وأوضح الهلال الأحمر الكردي في وقت سابق أن المرض انتشر بسبب القاء داعش للجثث كي تتعفن في الشوارع، وانتقل المرض الى الدول الاخرى مثل تركيا ولبنان والأردن مع تشرد أكثر من أربعة ملايين سورية في هذه المناطق.

وأفيد عن وجود ستة حالات فقط من هذا المرض في لبنان بين عامي 2000 و 2012، ولكن في عام 2013 وحده شهدت المستشفيات 1033 حالة والتي وقع 96% منها بين اللاجئين السوريين كما قالت وزارة الصحة اللبنانية.

وأفادت تركيا والأردن وليبيا واليمين أيضا أنها كشفت المئات من الحالات، ويهاجر اليمنيون الى السعودية مما يثير تخوفات من انتشاره هناك أيضا، ويمكن أن يكون هناك لاجئون وصلوا الى أوروبا وهم مصابون به.

ويزيد الازدحام والمخيمات المؤقتة للاجئين خطر انتشار المرض خصوصا في ظروف من سوء التغذية وسوء المساكن وقلة المرافق الطبية والاكتظاظ، إلى جانب المناخ الملائم للذباب الرمل الذي ينمو في درجة الرطوبة العالية بين 27 و 28 درجة، وعلى سبيل المثال أفيد أن مخيم للاجئين في نيزيب بجنوب تركيا قد شهد مئات الحالات المريضة.

وأوضح أحد واضعي هذا البحث الدكتور ولدي سالم " انها حالة سيئة للغاية، انتشر المرض بشكل كبير في سورية، ولكنه يتجه اليوم الى داخل العراق ولبنان وتركيا وحتى الى جنوب أوروبا مع اللاجئين القادمين من هناك، وهناك آلاف الحالات في المنطقة ولكن يقلل من شأنها نظرا لعدم قدرة أي أحد على احصاء العدد الدقيق للأشخاص المتضررين، مضيفًا: "عندما يعض ذباب الرمل الناس يمكن أن يستغرق الأمر بين شهرين الى ستة اشهر لانتقال العدوى، فالشخص يمكن أن يكون أصيب في سورية وفر الى لبنان أو تركيا أو أوروبا وطلب اللجوء"

وتابع: " قبل اندلاع الحرب كان هناك رقابة جيدة على الامراض والطفيليات التي ينقلها ذباب الرمل ولكن منذ أن بدأ الصراع لم يعد أحد يهتم وساءت الظروف كثيرا، وكسر النظام الصحي وتداعى مما خلق بيئة مثالية لانتشار الامراض"، وشرح عميد المدرسة الوطنية الأميركية للطب الاستوائي بيتر هوتز " نحن متخوفون من انتقال أمراض أخرى مثل الايبولا من مناطق الصراع في غرب أفريقيا منذ عام 2014، ولا نعرف سوي القليل من المعلومات عن أوضاع اللاجئين الفارين من مناطق النزاع والذين يزورون مخيمات لبنان والأردن وتركيا".

ويعتبر داء الليشمانيات مرض جلدي من 17 مرض استوائي تصنفه منظمة الصحة العالمية على أنه "مهمل"، ويؤدي الى ظهور ندوب حادة ويسبب تقرحات على الجلد وصعوبة في التنفس ونزيف في الأنف وصعوبة في البلع، ودعا العلماء لمواجهة المرض من خلال الكشف المبكر عنه وتدريب الاطباء على علاجه وتحسين الأوضاع في مخيمات اللاجئين والاستمرار في مراقبة احتواء تفشي المرض.