الفياغرا

ساهمت حبة "الفياغرا" الزرقاء، في تغيير الحياة الحميمية لملايين من الرجال على مدار العشرين عاماً الماضية، ولكن هل تنجح هذه الرقعة اللاصقة سهلة الإستخدام في أن تحل محل الأقراص الزرقاء ؟ فقد طور العلماء وسيلة جديدة  لتعزيز الرغبة الجنسية يتم وضعها على الجلد بدلاً من تناولها عن طريق الفم.

وبإمكان هذه الوسيلة الجديدة تقليل الوقت المستغرق إلي حين سريان المفعول بحيث يصبح بضع دقائق بعد أن كان يقترب من ساعة، فضلاً عن إستمرار المفعول لفترةٍ أطول تتجاوز العشر ساعات. كما أن اللاصقة التي يمكن وضعها على الجانب العلوي من الذراع أو البطن قد تحدُّ من الآثار الجانبية الناجمة عن تناول الدواء، مثل الصداع والصداع النصفي وعسر الهضم، إضافةً إلى إضطراب الرؤية والشعور بآلامٍ في العضلات.

وأظهرت الإختبارات التي أجريت مؤخراً بأنه من الممكن تقليل "سترات السيلدينافيل" sildenafil citrate  التي تستخدم في صناعة الفياغرا إلى جسيمات ثانوية صغيرة بما يكفي لإختراق الجلد والدخول في مجرى الدم. فيما تشير التقديرات إلى أن الرجال بمعدل 1,5 كل عام في بريطانيـا يحصلون علي الفياغرا من خلال الخدمات الصحية الوطنية NHS، والذي ساعد علي تغييرالحياة الجنسية للعديد من الرجال الذي يعانون من العجز الجنسي - أو عدم القدرة على الإنتصاب.

ولكن الأقراص 25 ملغ،  كان يتعين أن تؤخذ عادةً قبل الدخول في علاقة حميمية بنحو 30 دقيقة على الأقل وحتى ساعة. ومع ظهور الأقراص التي تؤدي إلى الإنتصاب بشكلٍ أسرع مثل سياليس Cialis، إلا أنها تزيد من مخاطر المعاناة من الآثار الجانبية، في الوقت الذي لم يعاني من هذه الآثار سوى حوالي رجل من بين ثلاثةٍ آخرين تناولوا أقراص الفياغرا.
 
 
وهناك وسائل أخرى لعلاج الضعف الجنسي مثل الحقن المباشر للعضو الذكري أو إستخدام مضخة تزيد يدوياً من ضخ الدم إلى العضو، ولكنها لا تحظي بشعبيةٍ كبيرة. وقد حاول العلماء لعدة سنوات تطوير وسيلة جديدة لوصول المادة الفعالة للأدوية مثل الفياغرا إلى الدم من دون تناولها عبر المعدة للحد من الآثار الخطيرة، إلا أن هذه المحاولات لم يكلل لها النجاح بسبب صناعة الأدوية من جزيئاتٍ كبيرة غير قادرة على القيام بإختراقٍ كامل للجلد.

ومع إجراء الإختبارات، فقد نجح فريق من جامعة الملك عبد العزيز في جدة Jeddah في المملكة العربية السعودية إلى جانب علماء من جامعة القاهرة، في التوصل إلى إكتشاف قد نرى معه الفياغرا على شكل لاصق خلال بضع سنوات. حيث إستخدموا وسيلة جديدة لوصول الى مفعول الدواء تسمي تكنولوجيـا transferome من خلال رقعة مربعة صغيرة بحجم 1 سنتيمتر تتشكل كل منها من وعاء رقيق يحتوي على جزيئات دقيقة من الدواء الفعال مغلفة بطبقة رقيقة من الدهون للمساعدة في إمتصاصها عبر الجلد.

وجرى إختبار هذه الرقعة اللاصقة التجريبية على الفئران لمعرفة مدى سريان الدواء عبر الجلد، وقد إحتوت على ملليغرام واحد فقط من الفياغرا، وبالتالي سوف يكون البشر بحاجة إلى رقعة أكبر لإستيعاب من 25 إلى 50 ملليغرام حيث الجرعة القياسية.

وذكر العلماء في التقرير المنشور بمجلة تصميم الدواء والتطوير والعلاج أوDrug Design  Development and Therapy  بأن النتائج أظهرت إمتصاص الفياغرا بنجاح من خلال الطبقات الخارجية والداخلية للجلد. وفي تقرير حول النتائج  فقد قالوا بأن ذلك يمكن أن يكون نظاما واعدا في إمتصاص الدواء، حيث أن الجلد يعد مساراً بديلاً لتناول الأدوية عن طريق الفم، فضلاً عن طول فترة سريان المفعول وعدم المعاناة من الآثار الجانبية.

وأوضح الدكتور جيف هاكيت، رئيس الجمعية البريطانية للطب الجنسي بأن الرقعة اللاصقة قد تحظي بشعبية وسط بعض الرجال ممن قد يجدونها أسهل في الإستخدام، ولكنه حذر من أنها قد تكون خياراً بسعر أعلى من الأقراص التي يبلغ سعرها حوالي 30 بنساً فقط عن القرص الواحد.