حملة تطعيم الأطفال ضد مرض الحصبة

أكد أطباء أطفال وأخصائيون في الصحة العامة، أنَّ حملة تطعيم الأطفال ضد مرض الحصبة التي من المقرر بدء فعاليتها نهاية الشهر الجاري "آمنة تماما على صحة الأطفال"، مشددين على ضرورة تطعيم الأطفال ضد مرض الحصبة نظرًا إلى انتشاره في الآونة الأخيرة.

وكشف أخصائي أمراض الأطفال الدكتور رفعت الجابري، أنَّ "مرض الحصبة انتشر بشكل كبير في الآونة الأخيرة لذا كنا في حاجة إلى حملة تطعيم ضد مرض الحصبة وبالفعل كان من المقرر بدء تلك الحملة بداية من اليوم الثالث من الشهر الجاري، إلا أنه تم تأجيلها حتى يتم الإعلان عنها بشكل كاف ويكون الأطفال قد ذهبوا إلى مدارسهم بانتظام حتى تلف تلك الحملة على جميع المدارس في كل المحافظات".

وأضاف الجابري: "فوجئنا بتداول العديد من الأقاويل على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأنَّ أمصال التطعيم الخاصة بتلك الحملة فاسدة بل تحتوي على فيروس قد يتسبب في الموت المفاجئ للأطفال وهو ما سبب تشويشا لدى الأمهات وأدى إلى منع أطفالهن من التعاطي مع الحملة".

وأشار إلى أنَّ "البعض الآخر حدث لديه قلق تجاه تلك الأمصال وقالوا إن الامتناع عنها أفضل من أخذها لأنهم لا يعرفون مدة صلاحية هذه الأمصال الخاصة بالتطعيم؛ ولكننا نؤكد على جميع الأمهات أن حملة التطعيم ضد مرض الحصبة آمنة تماما على صحة الأطفال وأن تلك الحملة لا يمكن إطلاقها إلا بعد مرورها على مجموعة من الأطباء ومندوبين من وزارة الصحة وبعد التأكد من صلاحيتها يتم توزيعها على الأطفال وحفظها بشكل ملائم بمعنى إذا كانت تحتاج لبرودة يتم توزيعها داخل علب ثلاجة محمولة بها ثلج حتى يتناولها الطفل وهي صالحة تماما".

وأوضحت أخصائية الأطفال الدكتورة نها أبو الوفا، أنَّ "التحذير من الحملة مجرد أقاويل تداولها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي ومن الممكن أن تضر بأطفالنا لأن امتناع الطفل عن تناول تطعيم الحصبة يكون معرضا للإصابة بالمرض مما يعرضه للخطر وليس هو فقط بل من الممكن أن ينقل هذا الطفل العدوى إلى العديد من الأطفال الآخرين".

وتساءلت أبو الوفا: "لماذا تم التصديق بأن أمصال تطعيم مرض الحصبة تشكل خطرا على الأطفال دون أن تكون على لسان شخص اختصاصي مسؤول، فمن يقول إن حملة التطعيم تسبب الموت للأطفال عليه أن يكون أولا طبيبا مختصا يثبت بالدليل القاطع صحة هذا الحديث، ولماذا لم يأخذ البعض الأمر بشكل عكسي فربما تلك الأقاويل وانتشارها تكون هي السبب الرئيسي لموت الطفل وليس الأمصال كما يدعون".

وشدَّدت على أنَه "لابد أن يعرف الجميع أن إطلاق أي حملات تطعيم داخل مصر سواء ضد مرض شلل الأطفال أو ضد مرض الحصبة تمر على مجموعة من الخبراء والاختصاصيين والذين يؤكدون مدى صحتها أو عدم صحتها، ومرض الحصبة وانتشاره في الفترة الأخيرة سبب العديد من المشاكل للأطفال وحملة التطعيم مفيدة جدا للحد من انتشار هذا المرض في مصر".

وأكد وزير الصحة والسكان الدكتور أحمد عماد راضي، سلامة التطعيمات التي سيتم استخدامها في الحملة القومية ضد الحصبة، والتي ستبدأ فعالياتها يوم 31 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

وصرَّح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان الدكتور خالد مجاهد، بأنَّ "تطعيمات الحصبة والحصبة الألمانية التي سيتم استخدامها في الحملة القومية دخلت مصر تحت إشراف منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف، وهي آمنة تماما"، نافيًا صحة ما نشر في مختلف المواقع الالكترونية وعلى صفحات التواصل الاجتماعي والتي تشكك في سلامة هذه التطعيمات.

وأشار مجاهد إلى أنَّ "الأحاديث المتداولة حول خوف الأمهات من تطعيم أطفالهن ليس لها أساس من الصحة، وإذا كان هناك مشكلة في التطعيمات، كانت “فاكسيرا” أصدرت منشور بذلك، ومندوبو وزارة الصحة يقومون بإبلاغ الأطباء في حالة وجود أي مخالفة بصحة الدواء".