الزهايمر يؤثر على النساء أكثر من الرجال في المرحلة ذاتها من المرض

كشفت البحوث الطبية الحديثة أن مرض الزهايمر يؤثر على النساء أكثر من الرجال، ووفقًا لاستعراض رئيسي لبحوث الخرف بدا أن النساء لديهن ذاكرة أضعف ويعانين من ضعف التفكير والوعي المكاني أقل من الرجال في مرحلة مماثلة من المرض.

وأشار الفريق الطبي، الذي أجرى الدراسة، إلى أن النتائج تؤدي إلى إعادة التفكير في الطريقة التي يفحص بها مرض الزهايمر ويشخص ويعالج، ففي العام 2015، كان هناك ما يقرب من 46.8 مليون شخص مصابين بالزهايمر حول العالم بناءً على بيانات المؤسسة الدولية لمرض الزهايمر، ويعرف الخبراء أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بهذا المرض، واليوم اكتشفوا أنه يؤثر عليهن أكثر من الرجال، ووجد العلماء من جامعة هيرتفوردشاير أن الرجال المصابين بمرض الزهايمر يتفوقون في أدائهم عن النساء في عدد من المجالات.

وجاء في هذا الاستعراض الذي نشر في مجلة عالم الطب النفسي، أن النساء المصابات بمرض الزهايمر لديهن ذاكرة ضعيفة على المدى الطويل مقارنة بالرجال، ولديهن سوء الذاكرة العرضية عن تجاربهن الخاصة، وسوء ذاكرة الدلالات حول المفاهيم الأكثر عمومية مثل الأسماء والألوان وأيام الأسبوع.


ووجد الباحثون أن النساء المصابات بهذا المرض يمتلكنّ أداءً أقل جودة من حيث القدرة البصرية والمهارات اللفظية، وأشارت البروفيسور من جامعة هيرتفوردشاير كيت لوز، بقولها "الاختلافات بين الجنسين في وظيفة الأعصاب معروفة جدًا، مثل التوحد والفصام والاكتئاب وعسر القراءة، ورغم وجود أدلة واضحة لم نعرف أن النساء أكثر عرضة لمرض الزهايمر إلا منذ وقت قصير، فالأبحاث في الآونة الأخير ركزت على الخلافات العصبية بين النساء والرجال الذين يعانون من هذا المرض".

وبدأ الفريق جمع نتائج 15 دراسة سابقة شارك فيها أكثر من 2000 مريض يعانون من مرض الزهايمر، وأظهرت النتائج أن الرجال قدموا أداءً أفضل من النساء في جميع المجالات، وكتب مؤلفو الدراسة "على الرغم من عدم الموافقة لم تأتِ بالاجماع، تظهر النتائج بالاستعراض والمقارنة بين القدرات المعرفية المتعددة التي تتضرر بسبب الزهايمر أن النساء يتأثرن بالمرض أكثر من الرجال، فالرجال يتفوقون على النساء في تقييم المجالات المعرفية، ولم تؤثر فروق السن ولا شدة الخرف على كفّة الرجال".

ويضرب الزهايمر الخلايا العصبية مما يؤدي إلى انخفاض الوظائف الإدراكية والذاكرة، ولم يعرف الفريق لماذا تتأثر النساء بشدة أكثر من الرجال، ولكنهم يعتقدون أن الأمر يعود إلى انخفاض هرمون الاستروجين بعد سن اليأس والذي يقل الوظائف الإدراكية مثل الذاكرة مؤديًا إلى تفاقم المرض.

وجاء احتمال آخر يتعلق بحقيقة أن الرجال يقضون ساعات أطول في العمل ويمنحهم هذا النشاط المزيد من الاحتياط الإدراكي ويمكنهم من الصمود في وجه المرض، ويعمل الاحتياط الإدراكي على الحد من ضرر الدماغ، فالأشخاص الذين لديهم احتياطي قوي يخوضون مواجهة أفضل مع تقدم المرض، وتحمل النساء جينات معينة مثل جين "أيه.بي.أو.إيه 4" المرتبط بمرض الزهايمر، وتابعت البروفيسور لوز "قد يكون لنتائجنا انعكاسات على تباين عوامل الخطر وربما التقدم في علاج المرض لدى الرجال والنساء، فعلى سبيل المثال، من الصعب تغيير علم الوراثة، ولكن من السهل تتبعه ويمكن لتعزيز الاحتياط الإدراكي أن يمنح الجيل القادم معاناة أقل".

وأضافت لوز "لذلك من الأساسي أن نستمر في التعرف على الفروق بين الجنسين لنتمكن من تشخيص أكثر دقة وفتح الأبواب أمام علاج جديد للظهور"، بينما أوضح رئيس الأبحاث في جمعية ألزهايمر جيمس بيكيت "نحن نعرف بالفعل أن ثلثي الأشخاص المصابين بألزهايمر هم من النساء ويمكن أن يكون ذلك بسبب أن النساء يعشن لفترة أطول، ولكن بالتأكيد هناك أسباب لا نعرفها بعد، هذا الاستعراض يعطي الكثير من الأدلة لتكوين فكرة واضحة عن تأثير مرض ألزهايمر على النساء، فاستطاع الباحثون مراجعة نظريات مثيرة للاهتمام بشأن تأثير مرض ألزهايمر على النساء أكثر من الرجال، بما في ذلك علم الوراثة والهرمونات، وهذا يحتاج إلى استكشاف أعمق حتى نتمكن من الفهم أكثر ونلبي حاجات النساء".

وأكد بيكيت "ومع ذلك فإنه من المهم أن نتذكر أنه وبغض النظر عن الجنس فإن المصابين بالمرض تظهر عليهم الأعراض والعلامات ذاتها"، بينما تابعت الدكتورة لورا فيبس من مركز ألزهايمر للأبحاث "العمر والوراثة ونمط الحياة عوامل تلعب دورًا في التأثير على الذاكرة والتفكير والمهارات وكيف يتطور ذلك في المستقبل، ويناقش هذا الاستعراض أمرًا مهمًا وهو أن النساء لديهن أداء أسوأ من الرجال في مرض ألزهايمر، ويجب أداء المزيد من البحوث، نظرًا إلى أن هذا المرض هو السبب الرئيسي للوفاة بين النساء في بريطانيا".