الفودوا


بادرت وزارتا الصحة والداخلية برصد عقار "الفودوا" في جدول المواد المخدرة، بعد أن ثبت خطورته على صحة من يتناوله لدرجة تدمير أجهزة الجسم، وهو في الأصل نبات يشبه أوراق "البانغو"، وينتشر بيعه وتعاطيه في المناطق الراقية ويشتهر فيها باسم (اسبايسي)، ويتعاطاه الشباب عن طريق التدخين مثل الحشيش، إلا أنه أكثر خطورة منه لدوره في تدمير الجهاز العصبي.

 

وبالرغم من دخوله مصر منذ نحو سبع سنوات تحت مسمى "نبات عطري" فإن آخر التقارير الطبية كشفت ظهور حالات إدمان خطيرة منه تسببت في نسبة عالية من الوفيات.

 

وأكد زميل جمعية الحساسية والمناعة، الدكتور مجدي بدران، أنَّ هذا النبات غير مصنف من المواد المخدرة لعدم احتوائه على العناصر المعتادة ما جعل دولة مثل الولايات المتحدة وهي أكبر منتج ومصدر له لا تضعه على القائمة، وتعتبره مجرد مادة عطرية وأنه يستخدم لرائحته المنعشة.

 

وأمكن من خلال باحث في معامل أميركا تحويل تركيبة مادته الكيميائية إلى مخدرة، ونتيجة أخطاره وظهور حالات بإدمانه، أثبتت الأبحاث في مصر احتواءه على مواد الأتروبين والهيوسين و"الهيوسامين"، وهي مواد كيماوية تسيطر على الجهاز العصبي وتؤدي إلى تخديره تمامًا وتضخمًا في الكبد ويعرض للذبحة الصدرية وجلطات بالمخ، ومضاعفات بالجهاز الهضمي، ويسبب اختلالًا في توازن الشخص واحتقانًا شديدًا واحمرارًا في الوجه وحشرجة بالصوت، واتساع في حدقة العينين، إضافة إلى إصابة المدمن بالهلاوس السمعية والبصرية في أثناء تأثير المخدر وبعده، كما تسبب فقدان الشهية تمامًا وضعفًا في الجسد ونحافة مرضية قد تؤدى للوفاة، كما أن إدمانه لمدة طويلة يؤدي إلى أو يسبب الوفاة.

 

وأوضح بدران أن الخطورة تكون في اعتقاد البعض بأنه من المعطرات أو الأعشاب الطبيعية، ولكن الفحص كشف عن أن "الفودوا" تزيد خطورته على "الحشيش" و"البانغو" لصعوبة العلاج من إصاباته وأعراضه، لذلك بادرت وزارة الصحة لوضعه على جدول المواد المخدرة المحظورة، وأصبحت عقوبته تصل إلى المؤبد لأضراره شديدة الخطورة على صحة الإنسان.

 

وأضاف استشاري الأمراض النفسية والعصبية، الدكتور حسين زهدي، أنَّ هذا النبات يسمى "الفودوا" بمعنى "التعويذة" والذي يستخدم في دول غرب أفريقيات والكاريبي ضمن معتقد لعمل سحر للانتقام من الأعداء بغرس دبابيس في دمية تمثل العدو ثم حرقها مع نبات "الفودوا" ضمن التعويذة على أمل أن تصيب اللعنة الأعداء.

 

ثم انتقل النبات إلى أميركا وتبناه عالم كيميائي أميركي فأدخل على تركيبته الجينية مواد مخدرة، وتحت دعوى أنه نبات عطري لم تجرمه أميركا أو أوربا، لعدم احتوائه على العناصر المخدرة المعروفة، ولكن الأجهزة المصرية تنبهت إلى دوره في ارتفاع نسبة المدمنين في مصر التي تعدت 7% من السكان أغلبهم من الشباب المحبط، وهو معدل يفوق المتوسط العالمي الذي يقل عن 5%.

 

وأكد مدير إدارة مكافحة المواد المخدرة، اللواء محمد الخولي، أنَّ مخدر "الفودوا" هو أصلًا من شجرة القنب ويتم من خلال الكيماويين تهجينها والتلاعب في جيناتها الوراثية، في الوقت الذي يباع فيه في السوق باسم عشب طبي أو عطري، وهو ما خدع الكثيرين من العاملين في مواجهة أخطار المخدر والإدمان الناتج عنه حتى الدول المتقدمة، فلم تجرمه، بينما تمكنت الأجهزة في مصر من اكتشاف أخطاره باعتباره مخدرًا تنطبق عليه أحكام جرائم التجارة والتعاطي للمواد المخدرة في أشكال الاستخدام غير القانوني.