الولادة

يولد الملايين من الأطفال في جميع أنحاء العالم كل عام، وتشعر النساء بسعادة كبيرة عندما تعرف أنها حامل للمرة الأولى ولكن سرعان ما يحل الخوف من الولادة محل هذا الشعور، ويعلم الجميع أن الولادة مؤلمة، ولكن ما مدى سوء هذا الألم؟ وإلى متى سوف يستمر؟ ماذا يحدث في غرفة الولادة؟ وما هي طرق تخفيف الألم المتاحة؟، يكشف كبار الخبراء ما يحدث حقا بداية من الذهاب إلى غرفة الولادة حتى ظهور طفلك.
كيف تعرفين أنك في حالة مخاض؟

يبدأ الخوف لدى المرأة بحلول الموعد المحدد للولادة، ويجب عليك أن تعلمي أن الأمر سينتهي بوجود طفلك بين ذراعيك وأن الأمر في الحقيقة مؤلم، ويصعب على الأمهات للمرة الأولى تحديد موعد المخاض في ظل حدوث إنذارات كاذبة أحيانا.

وأوضحت المستشارة البارزة في "NCT" إليزابيث داف، أنَّ "سؤال كيف أعرف أنني في المخاض ليس سؤالا سخيفا لكنه ربما يكون سؤالا صعبا للأمهات للمرة الأولى التي ربما يكون لديها جميع أنواع الأغراض في الأسابيع الأخيرة، ومن بين هذه الأعراض ما يعرف ب Braxton Hicks وهي تقلصات تحدث نتيجة تشديد عضلة الرحم، ويجب على المرأة ألا تقلق فهذه أعراض طبيعية وعادة ما يحدث المخاض ببطء للمرة الأولى".

وأضافت داف: "إذا شعرتي بتقلصات متكررة يجب عليك ملاحظتها إذا حدثت التقلصات كل 10 دقائق أو أقل فمن المحتمل أنك في حالة مخاض، ولكن إذا كانت التقلصات بسيطة ولا تتكرر كثيرا فعلى الأغلب أنك لست في حالة مخاض".

وكشفت أنه يجب على المرأة إذا شعرت أنها في حالة مخاض ألا يصيبها الذعر أو الخوف، وتنصح المرأة بالمشي والوقوف واستكمال حياتها بشكل طبيعي طالما أن لديها طاقة، كما يجب عليها أن تستمر في الحركة، ومن المهم أيضا للمرأة في حالة المخاض أن تأكل شيء خفيف سهل الهضم يمنحك الطاقة فقط، وعليك أن تتذكري أنك ستحتاجين هذه الطاقة، وبمجرد تقدم حالة المخاض من المحتمل أن تشعري بعدم الرغبة في الأكل.

وذكرت أنابيل أثيل من عيادة Kensington Midwives: "قد يبدأ المخاض في وقت مبكرة قبل أن تحتاجين إلى الذهاب إلى المستشفي فيما يعرف بالمخاض المبكر، وفي هذه الحالة ربما تستمر التقلصات لمدة ساعات أو يوم كامل قبل مرحلة توسيع عنق الرحم، وفي كثير من الأحيان يعود الأزواج إلى المنزل مرة أخرى بعد الذهاب إلى المستشفي في حالة المخاض المبكر، وربما يكون وقتا مؤلما خاصة لدى النساء التي تلد للمرة الأولى حيث يحدث المخاض ببطء".

وشددت أثيل على أنه "يجب عليك ملاحظة مدى تكرار التقلصات للتأكد من استمرارها ويمكنك الاتصال بالقابلة إذا شاهدتي بعض نقاط حمراء من الدم أو إذا شعرتي بنزول الماء أو إذا أصبحت حركة الطفل بطيئة أو إذا شعرتي بالحمى أو الصداع الشديد، ويمكن أن يبدأ المخاض في أي وقت وإذا لم تكوني متأكدة يفضل الاتصال بالقابلة حيث يمكنها منحط بعض النصائح لما يجب أن تفعلين حتى تذهبي إلى المستشفي أو وحدة الولادة".

ماذا يحدث عند نزول الماء؟
تذكرنا مشاهد الأفلام بمشهد انشغال إحدى السيدات بالتسوق بينما تنهمر مياهها على الأرض، ولكن في الواقع ربما لا تشعر النساء بتدفق الماء بشكل كبير، وتقول داف: "ستشعرين بانفجار كيس داخلي يشبه البالون مملوءًا بالماء، وربما تشعر بعض النساء بنزول مياه كثيرة وهو شيء محرج لكنه أمر نادرا ما يحدث، وغالبا لا تلاحظ معظم النساء تدفق المياه بغزارة، ويجب على السيدة ملاحظة وقت نزول الماء، وإذا استمر المخاض وقتا طويلا تساعد هذه المعلومات القابلات في الحكم على مدى خطورة الموقف".

الشعور بالمادة المخاطية
وأشارت مستشار التعليم المهني في الكلية الملكية للقابلات ميشيل لين، إلى أن هذه المادة المخاطية تعرف أيضا بـ"الغطاء الخيشومي" وتستقر مكونات هذا الغشاء المخاطي في عنق الرحم، وتتمثل وظيفته في ضمان عدم وصول أي عدوى إلى الرحم، وتمر المادة المخاطية من خلال المهبل مع السوائل عندما ينفجر كيس الماء لدى المرأة.
وأضافت لين أن "هذه تكون علامة بداية المخاض وربما تكون المادة المخاطية صغيرة لا تزيد عن 1 سم وأحيانا تكون غير واضحة، وأحيانا يكون هناك بقع من الدم وفي حالة وجود الكثير من الدم عليك إخبار القابلة ".

ما مدى شدة الألم؟
لا شك أن عملية الولادة هي عملية مؤلمة ولكن تتوقف شدة الألم على عدة عوامل وعلى وضع الطفل، وبيّنت داف أن "وضع الطفل يمكن أن يجعل الأمر مختلف تماما، والوضع الأكثر شيوعا هو وجود رأس الطفل في الأسفل في مواجهة العمود الفقري، ويعنى هذا حدوث المخاض بسرعة إلى حد ما مع وجود ألم معقول بشكل يمكن احتماله، وفي ظل اعتماد بعض النساء على الولادة الطبيعية بدون ألم إلا أن البعض الأخر من النساء ربما تعتمد على المواد المخدرة حتى تساعدهم على تحمل الأمر".

وأشارت إلى أن طول فترة المخاض يحدد ما إذا كانت المرأة ستحتاج إلى مخدر لأن طول فترة المخاض يعني احتياج مزيد من الطاقة، وتابعت: "ويؤثر الخوف والتوتر أيضا على مستويات الألم لدى المرأة، ويساعد الاسترخاء في حالة التقلصات، وتعتبر استجابة الناس للألم ليست عملية سهلة ولكن يختلف الأمر إذا ما أدركت المرأة أن هذا الألم يمثل العضلات التي تدعم الطفل عند مروره في قناة الولادة".

وأفادت بأنَّ "الألم يصبح قويًا لأن الكثير من هذه العضلات لم تستخدم من قبل، وتعنى هذا الألم أنك ستحصلين على طفلك قريبا، وأنصح النساء بالاسترخاء والتفكير في أنها على وشك الحصول على طفلها بين ذراعيها".

وأبرزت لين من منظمة الصليب الأحمر RCM، أنَّ "ألام المخاض تعتبر مثل ألام الدورة الشهرية، ولدى بعض النساء قد يشعرن بالثقل في عمق الحوض والساقين"، لكنها أوضحت أن تحديد حجم الألم يعتبر عملية صعبة حيث يختلف من شخص إلى أخر المخدر الموضعي ليس الشكل الوحيد لتخفيف الألم يتم حقن مجموعة من الأدوية المسكنة كمخدر موضعي في ظهر المرأة، وتدخل هذه المسكنات إلى النخاع الشوكي وتعمل على تخدير الألم، وتشيد الكثير من الأمهات الحوامل بهذا النوع من المخدر في تخفيف الألم، وبرغم فعالية هذا المخدر في تخفيف آلام النصف السفلى من جسم المرأة إلا أن هناك طرق أخرى للتخفيف آلام المخاض.

واستدركت داف: "يمكن أن تساعد مياه الولادة في استرخاء الأم وكذلك الحصول على حمام ساخن، ويعتبر تدليك الظهر لبعض النساء من الأمور المفيدة أيضا، ويقال أيضا أن الوخز بالإبر يساعد في تخفيف الألم إلا أنه لا توجد أدلة كافية حول ذلك".

ويعتبر الغاز والهواء أحد الأشكال الشائعة لتخفيف الألم التي ربما تسمع عنها الحوامل، وتأتي هذه الطريقة بتأثيرها بعد ما ، يتراوح بين 20 إلى 30 ثانية وهناك مجموعة من الأدوية المختلفة التي تستخدم لتسكين الألم أثناء المخاض مثل pethidine و diamorphine و meptid عن طريق حقنها في العضل، ويمكن أيضا استخدام آلة "TENS" التي تنقل نبضات كهربائية خفيفة إلى الظهر وتساعد في منع إشارات الألم كما تساعد الجسم على إنتاج الاندورفين.

كوني مستعدة بالمزيد من الخطط

تحتفظ كل أم حامل في عقلها بتصور عن كيفية إتمام إجراءات الولادة، فالكثير من السيدات يبدأن في المخاض دون الحاجة إلى أدوية، إلا أن السيدة داف أوضحت أنه يجب على كل أم حامل تجهيز مجموعة من الخطط البديلة، كما يجب ألا تشعر الأم بالفشل إذا ما لجأت لخطة بديلة، مضيفة " إنها ليست نهاية العالم إذا خططتِ للولادة الطبيعية وأصبح من الضروري استخدام بعض الأدوية، فهناك العديد من الطرق لتصبحي أما بخلاف فترة الولادة، عليك وضع خطة ولكن لا تتمسكي بها بشكل صارم، ولكن الأفضل التواصل مع القابلة لاتخاذ أفضل القرارات".

القابلة ربما تترك الغرفة
أفادت متحدثة باسم جمعية Birth Trauma Association أنه "من المحتمل أثناء المخاض ألا تحصلي على رعاية القابلة، فربما يكون معك في الغرفة عدد من القابلات لكنهم ربما يغادرون الغرفة لمساعدة شخص آخر، وإذا ما شعرت بالخطر ليس هناك حاجة للذعر فهناك من سيساعدك عند الحاجة".
وذكرت داف أن خروج القابلة وإعادة دخولها إلى الغرفة مرة أخرى ربما يسبب إما تشتيت أو إطالة لعملية المخاض.

لا تخاف فيمكنك تحدي القابلة
عندما تكونين تحت رعاية القابلة لا تخافي من تحدى القابلة أو الطبيب الخاص بك، وأضاف المتحدث باسم BTA: " إذا شعرت بألم وتحتاجين إلى مخدر موضع يجب عليك إخبار الأطباء والقابلات دون مماطلة، وافعلي نفس الشيء إذا كنت تريدين منهم أن يتوقفوا عن عمل الفحوصات التدخلية".

طفلك ربما يفتح أحشاءه أثناء المخاض
إذا شعرك طفلك الذي لم يولد بالأسى أثناء المخاض فإنه يمكن أن يفتح أحشائه، وأشارت لين إلى أن مادة "Meconium " اللزجة الخضراء الداكنة التي تشكل لون براز الطفل حديث الولادة ربما تلطخ لون السائل الذي يحيط بالجنين ويتكون هذا السائل منذ حوالي 16 أسبوع ويضم بعض المواد الهامة للطفل والتي يبتلعها أثناء الحمل، وعادة ما تخرج السوائل من أمعاء الطفل في أول يومين له على قيد الحياة ، ويعتبر هذا مؤشر جيد على عمل أمعائه بشكل سليم.
وتشعر عادة معظم الأمهات بالرغبة في التبرز أثناء الولادة وهى ظاهرة طبيعية، ويرجع سبب ذلك إلى محاولة دفع طفلك، ويمكن تقليل هذا الشعور لدى النساء من خلال ضمان تفريغ أمعائها في المراحل الأولى من المخاض.

الحبل السري يمكن أن يلتف حول عنق طفلك
عندما تتلقى القابلة رأس الطفل فإنها ربما تطلب منك التوقف عن الدفع لفترة من الوقت ويرجع ذلك إلى شعور القابلة بالتفاف الحبل السري حول عنق طفلك، وعلى الرغم من أن الأمر يبدو خطيرا توضح داف أن الأمر لن يؤدي إلى خنق الطفل لأنه لم يتنفس بعد، مضيفة " إنه تنبيه للتحذير ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الحبل السري سيخنق الطفل، لأن الطفل قبل الولادة لا يتنفس عن طريق الفم أو الأنف، ولكن ربما يحدث نوع من الضغط على الحبل السري وهو ما يقلل نسبة الأكسجين الذي يصل للطفل".

هناك احتمال لإصابتك بالتمزق
تعاني معظم النساء أثناء الولادة من التمزيق وتمدد المهبل وهو ما يضغط على منطقة "العجان" التي تقع بين فتحة الشرج والفرج وهو ما يؤدي إلى الإصابة بالبواسير لدى الكثير من النساء، وفي كثير من الحالات حتى يتجنب الأطباء حدوث مزيد من التمزق فإنهم يقومون بتوسيع الفرج من خلال عمل شق صغير بغرض التوسيع لتخفيف الضغط.

وتشير الإرشادات التوجيهية إلى ضرورة إجراء عملية توسيع الفرج في حالة وجود الطفل في أزمة ويمكن استخدام جفت أو ملقط للمساعدة، أو إذا كان طفلك يتخذ وضع المؤخرة ولم يولد في الوضع الطبيعي برأسه أولا، أو إذا كنت تعانين من حالة مخاض طويلة، أو في حالة كبر حجم الطفل، أو إذا كنت تعانين من حالة صحية حرجة وتحتاجين إلى تسريع عملية المخاض.

ويصنف التمزق الذي يحدث إلى درجات وفقا لحجمه وتأثيره كما يلي:
الدرجة الأولى: وتنطوي على جلد منطقة العجان والجزء الخلفي من المهبل وعادة ما يكون التمزق صغير لدرجة أنه لا يحتاج للخياطة ويفضل أن يشفي بشكل طبيعي.

الدرجة الثانية: وذلك عندما يتمزق الجلد والجزء الخلفي من المهبل وعضلات منطقة العجان أيضا، وهنا يحتاج الأمر إلى خياطة

الدرجة الثالثة: ويحدث عندما يمتد التمزق إلى الجلد والجزء الخلفي من المهبل وعضلات العجان ويصل إلى العضلة الشرجية أيضا، ويتطلب الأمر الخياطة.

الدرجة الرابعة: وتتشابه مع الدرجة الثالثة وتزيد عليها في امتداد التمزق إلى المستقيم

إذا كنت تعانين من التمزق أو توسيع الفرج فربما تشعرين بآلام خفيفة إلى معتدلة لبعض الوقت أثناء الولادة، وذكرت لين: " كلما زاد التمزق كلما زاد الوقت الذي يحتاجه للشفاء، ويمكنك بعد الخياطة وضع كيس من الثلج للمساعدة في تخفيف التورم، ولكنى عليك مراعاة تغطية الثلج نشئ لا يلتصق بالغرز مثل اللاتكس على سبيل المثال، كما يمكن استخدام مضاد للالتهابات في تخفيف الألم بشكل منتظم".
مرحلة إخراج المشيمة

عند ولادة طفلك يحتوي الحبل السري والمشيمة على حوالي ثلث دم الطفل بينما يبقى الثلثين الآخرين في الطفل، وينبض حبل المشيمة من أجل دفع الدم إلى الطفل ويتميز الحبل بسمكه وكونه مطاطا، وبعد بضع دقائق يتوقف النبض وعادة ما تشعر الأم بالحاجة إلى الدفع وتنزلق المشيمة للتو في معظم الحالات ويمكن أن تكون التقلصات مؤلمة لكنها عادة ما تكون أكثر سرعة.
إذا كان طفلك في محنة فربما تحتاجين إلى طوارئ القسم c

تحتاج المرأة في بعض الحالات الطارئة إلى إجراء عملية قيصرية للولادة وخاصة إذا كان الطفل في وضع المؤخرة ونزلت ساقيه أولا، وكذلك إذا كانت المرأة في عملية مخاض بطيئة جدا بما يجعل الطفل في محنة فإنها تحتاج إلى الدخول إلى قسم الطوارئ C، وتنفذ معظم عمليات الولادة القيصرية مع التخدير الشوكي وحقن في أسفل العمود الفقري، ويحتاج قسم الطوارئ إلى إجراء اختبارات دقيقة للدم أجريت في اليوم السابق، وعادة ما تتم إجراءات الطوارئ في الحالات الحرجة جدا، وسيخرج طفلك للوجود خلال خمس دقائق وتليه المشيمة، ويستغرق الأمر نصف ساعة حتى يتم تخييط الجرح.

وأوضحت داف من NCT أن المرأة التي تلد طفلها في حالات الطوارئ يجب ألا تشعر بالفشل، مضيفة " أكثر من ربع النساء الآن يلدن ولادة قيصرية، ولكن لا تفضل معظم النساء الولادة القيصرية إلا عند الضروري لذلك، ولا يعنى الخضوع إلى ولادة قيصرية حتمية تكرار الأمر في كل ولادة".
الألم حقا يتبخر عندما تحملين طفلك

من الطبيعي أن تشعرين بالتعب بعد تحمل آلام المخاض والولادة ولكن سيتبدل الأمر إلى شعورك بالسعادة، ومن المهم حدوث تلامس جلدي بين الطفل ووالديه في أقرب وقت ممكن، ويكون هناك حالات ولادة متعسرة وصعبة حيث يؤخذ الطفل إلى العناية الخاصة، وتوضح السيدة داف أن هذا يكون لفترة قصيرة لتنفيذ بعض الفحوصات، مضيفة "إنه وقت لطيف بعد الولادة حيث يذهب الألم بعيدا على الفور، إنها تجربة مدهشة حقا ستجعل جسمك يفرز هرمون الأوكسيتوسين الذي يعزز إنتاج الحليب من الثدي".

وأوضحت عيادة The Kensington Midwives أن "الوقت الذي يلي عملية الولادة يعتبر وقتا هادئا نطلق عليه الساعة الذهبية حيث نرحب بكل طفل جديد يولد في العالم، هذه هي الساعة التي ينتظرها كل رجل وامرأة وتعزز الترابط بينهما، حيث يحدث تلامس بين جلد الطفل ووالديه من دون أن يرتدى شيء، وبعدها تأخذه والدته إلى الرضاعة حتى يعرف طريق ثديها".
ماذا يحدث إذا حدث خطأ ما؟

إذا حدث شيء خطا بعد مجهودات الفريق الطبي فمن المهم ألا تلومين نفسك، وذكر خبراء الولادة أن هناك عدة عوامل خارجة عن نطاق السيطرة للأم الحامل والتي يمكن أن تؤثر على المخاض، مضيفين " في حالة حدوث أي شيء خاطئ عليك ألا تلومين نفسك، فربما يكون حجم الطفل كبير أو أن عنق رحمك يحتاج إلى وقت كبير للتمدد، وليس هناك ما يمكن فعله طالما أنك تمارسين تمارين التنفس بشكل صحيح".
ويطلق ذوو الخبرة اسم " صدمة الولادة" (PTSD) على الاضطراب الذي يحدث بعد الولادة، وذكرت المتحدثة باسم جمعية صدمة الولادة أن " عادة ما تحدث هذه الصدمة إذا عانت المرأة من ولادة صعبة أو تعرضت حياة طفلها إلى الخطورة، ولا يشترط أن تصاب كل النساء بهذه الحالة بعد تعرضها لولادة صعبة".

وتساهم إصابة المرأة بصدمة الولادة في كون الزوج أيضا عرضة للإصابة بالصدمة بعد مشاهدته عملية الولادة الصعبة، ويختلط الأمر على الأطباء أحيانا في تشخيص صدمة الولادة PTSD واكتئاب ما بعد الولادة، ولكن الحالتين مختلفتين، وغالبا ما يذكر من يعانون من صدمة الولادة ذكريات الماضي وهو ما يخفف حدة هذه الصدمة، وتكون الأم هنا قلقة باستمرار من حدوث شيء سيء لطفلها، وعادة ما تتجنب الأم التي تعانى من هذه الحالة ما يذكرها بالولادة بما في ذلك الأمهات الجدد أو الحوامل.

وتقدم جمعية صدمة الولادة The Birth Trauma Association العديد من المعلومات على موقعها ومجموعات الفيسبوك لمساعدة النساء التي تحتاج إلى دعم من الآخرين الذين مروا بنفس الحالة.