لندن كاتيا حداد
سجلت أوروبا 142 ألف حالة إصابة جديدة بمرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" خلال العام الماضي فقط، ويؤكد الخبراء أن هذا الرقم هو الأعلى على الإطلاق منذ بدء التسجيلات العام 1980.
وتمتلك روسيا وأوكرانيا أعلى نسبة إصابة؛ حيث يوجد بهما ضعف العدد من المرضى المعديين خلال هذا العقد، ويقول الخبراء إن انتقال العدوى يرجع لممارسة الجنس وتعاطي المواد المخدرة.
ويزحف مرض الإيدز أو فيروس نقص المناعة المكتسبة في أوروبا بتسجيل رقم غير مسبوق لعدد الحالات التي تم تشخيصها وفقًا لبحث جديد، وقد وصف خبير منظمة الصحة العالمية تفشي المرض بأنه يشكل "قلقًا بالغًا" لأكثر من 142 ألف حالة جديدة العام الماضي وحده، وهي أكبر نسبة منذ بدء تسجيل الحالات العام 1980.
وأوضح التقرير، الذي أعده مسؤولو منظمة الصحة العالمية (WHO) الإقليمي بأوروبا بالتعاون مع المركز الأوروبي لمنع العدوى وتحجيمها (ECDC)، أن انتقال العدوى عبر ممارسة الجنس هي السبب الأول لزيادة أعداد المصابين وكذلك انتقاله من خلال تعاطي المواد المخدرة بالحقن الذي لايزال كبيرًا.
ويأتي ذلك مدفوعًا من خلال ارتفاع أعداد في روسيا وأوكرانيا حيث أن أعداد المرضى الذين أصيبوا بالعدوى ارتفع أكثر من الضعف خلال العقد الماضي، كما يعتبر حق المواد المخدرة واحدًا من الأسباب الرئيسية لارتفاع أعداد المصابين بالإيدز الذي ينتشر من خلال مشاركة الإبر الملوثة.
وبالرغم من ذلك، فإن الدولة الروسية لا تمول عمال الصحة لتبديل الإبر الملوثة بأخرى نظيفة، معتبرة أن هذا من شأنه التشجيع على تعاطي المواد المخدرة، كما أن انتشار "الهيروين" الرخيص بدلاً لنوع (التمساح أو Krokodil) في دول الاتحاد السوفيتي، يمثل فرصة قوية لانتشار الإيدز (HIV) وتم تسجيل ارتفاعات في العقد الماضي في بلغاريا وأرمينيا وبلاروسيا وتركيا.
وهناك اثنين من بين كل ثلاث مصابين جدد بعدوى الإيدز من أصل أوروبي، بينما يسجل الأشخاص المولودين من أصل أجنبي والمهاجرين المصاب الثالث.
ونشر بيان أخيرًا حول استنتاجات برنامج مساعدات الأمم المتحدة، والذي أوضح أن مصابي عدوى الإيدز الجدد يمثلون نسبة 35% من بين جميع المصابين منذ ذروة الوباء في الثلاثة عقود قبل 2000.
وصرَّحت المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، الدكتور سوزانا جاكاب، بأنه بالرغم من الجهود المبذولة لمحاربة مرض الإيدز أو فيروس نقص المناعة المكتسبة هذا العام، إلا أن الأوروبيين وصلوا لأكثر من 142 ألف حالة جديدة مصابة بالإيدز، وهو أعلى رقم على الإطلاق.
وبكل السبل الواضحة لمحاربة مرض الإيدز أو نقص المناعة البشرية المكتسبة والسطرة عليه، بما في ذلك المبادئ التوجيهية للعلاج، فإن المنظمة تهيب بالدول الأوروبية أن تتخذ موقفًا جريئًا وكبح جماح هذا الوباء مرة واحدة وإلى الأبد، وأن المعدلات يمكن وقفها عن طريق إعطاء متعاطي المواد المخدرة القدرة على الحصول على الإبر المعقمة؛ لوقف تشارك الإبر التي تحتوي على الدم الملوث بالفيروس المعدي، وكذلك السماح لمتعاطي الهيروين بتبديل المواد المخدرة والميثادون لوقف انتشار المرض.
وذكرت القائم بأعمال مدير التعاون الاقتصادي، الدكتور أندريه عمون، أنه منذ 2004 فإن معدلات التشخيص الجديدة وصلت لأكثر من الضعف في بعض البلدان، وتضاعفت بنسبة 25% في بلدان أخرى، ولكن استمر الوباء الشامل "دون أي حد من التغيير، وهذا يعني أن استجابة للإيدز في المنطقة الاقتصادية الأوروبية (الاتحاد الأوروبي) لم تكن فعالة بالشكل المطلوب، بما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في العقد الأخير، كما أن الاستبعاد الاجتماعي يضع اللاجئين والمهاجرين في خطر أكبر.
وأثناء العقد الماضي تراجعت أعداد التشخيصات للإيدز بين المهاجرين في أوروبا بشكل حاد، والأدلة تؤكد أن نسبة كبيرة اكتسبته بعدما وصلوا أوروبا، وأضافت جاكاب: يبقى المهاجرين واللاجئين مقربين للعناية بهم والتحفظ عليهم، ولا يجب أن تؤثر النزاعات والكوارث على الخدمات التي يتلقاها مرضى الإيدز.
وعندما يكون المهاجرين واللاجئين ضحايا للاستبعاد الاجتماعي في البلدان المستقبلة، فهم أكثر عرضة لخطر العدوى بالإيدز، وربما يقود هذا إلى التورط في سلوكيات الخطر التي تزيد من خطر العدوى لديهم.
وأشارت إلى أن تفاقم هذه المخاطر بسبب عدم الحصول على فرص العلاج للمرض والخوف من الوصمة الاجتماعية، والمنظمة تحث البلدان الأوروبية على تقديم حماية من العدوى بمرض الإيدز وتقديم خدمات الاختبارات والعلاج للاجئين والمهاجرين بغض النظر عن وضعهم القانوني؛ لأن هذه الطريقة الآمنة لحماية السكان المقيمين من العدوى بمرض الإيدز، كما ارتفعت نسبة التشخيصات بين مثليي الجنس إلى معدلات الخطر، من 30% العام 2005 إلى 42% العام 2014 في جميع الدول الست دون استثناء.
وأكد الدكتور عمون: على أوروبا أن توازن جهودها للوصول إلى هذه المجموعة، حيث يتضمن ذلك النظر لاستراتيجيات جديدة مثل الوقاية قبل التعرض للإصابة بمرض الإيدز وزيادة العناية بمواطني الاتحاد الأوروبي المقيمين في دول اتحاد أوروبي أخرى.
وكشف التقرير الذي تم الكشف عنه منذ أيام قليلة قبل اليوم العالمي لمرض الإيدز، أن معظم نصف العدوى تم تشخيصها متأخرًا، مما زاد خطر اعتلال الصحة والموت وانتقال فيروس الايدز.
وتعتمد طريقة روسيا للتعامل مع انتشار مرض الإيدز على أيديولوجية مطلقة بشأن متعاطي المواد المخدرة، وهي: توقف أولاً وبعدها تتلقى الخدمات العلاجية، كما تحظر الدولة وصفات الميثادون التي تسمح للمتعاطين بسحب أنفسهم من مجتمعات المواد المخدرة، وإعادة الدخول إلى المجتمع المدني وتنظيم حياتهم.