الكعب العالي

أثار منظمو مهرجان "كان" السينمائي جدلًا كبيرً، حينما منعوا ظهور مجموعة من أبرز النجمات على السجادة الحمراء نظرًا إلى ارتدائهن أحذية الكعب العالي، الأمر الذي أغضب بعض ممثلات "هوليود" في مقدمتهن إيميلي بلنت.

وصرَّح الخبير الطبي من جامعة سالفورد الدكتور ستيف بروس، بأنَّ النساء اللواتي يرتدين أحذية الكعب العالي يخالفن القواعد المتعارف عليها فيما يتعلق بالملابس.

وأكد بروس أنَّ ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي بصورة منتظمة لفترات طويلة يمكن أن يغير طريقة المشي ما ينتج بالتبعية آلام ومشاكل في الظهر، فضلًا عن الأوجاع المعتادة من الأورام والتقرحات الناتجة عن ذلك والتي تعتبر أكثر خطورة على هؤلاء ممن يعانون من مرض السكري.

وأوضح أنَّ أول الأشياء التي ستلاحظها معظم النساء عند ارتداء هذه الأحذية ذات الكعب العالي هو أنَّ وزن الجسم يتجه نحو الجزء الأمامي من القدم بعيدًا عن اتجاه الكعب، مشيرًا إلى أنَّ هذا التحول له تأثير قوي على أداء القدم ما يجعلها أكثر جمودًا.

وأضاف أنَّ قدرتها تقل فيما يخص استيعاب الصدمة المرتبطة باتصال القدم بالأرض، موضحًا: "إذا تركت القدم التي كان للكعب العالي تأثير سلبي عليها فإنَّ ذلك من شأنه أن يحدث مضاعفات خطيرة مثل تلف الأعصاب وفي بعض الحالات فإن بتر القدم يكون أمرًا ضروريًا".

وتابع بروس: "فالتغييرات إذًا التي يحدثها ارتداء كعب عالٍ تؤدي إلى كفاءة أقل في السير وبدورها تقود إلى مشكلات أخرى عند التغيير، والأفضل ارتداء أحذية مستوية ومسطحة وخصوصًا في حال المشاركة في ألعاب رياضية".

واستدرك: "التغييرات الطفيفة التي تحدث في وضعية القدم ممكن أن تتبعها عواقب وخيمة على طريقة عمل الجسم، كحدوث انحناء في أسفل الظهر أو تغيير في طريقة حركة الحوض وهو ما يؤدي في النهاية لحدوث آلام في الظهر".

واسترسل: "فالكثير من النساء سيجدن أنفسهن يشعرن بالتعب بعد ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي لفترات طويلة ويكمن هذا جزئيًا بسبب الوضعية الخطأ للجسم حيث تبذل العضلات جهودًا أكبر لدفع الجسم إلى الأمام، بيد أن الأحذية المستوية أيضًا إذا لم تكن ملائمة للقدم فقد تؤدي إلى حدوث مشكلات لمن يرتديها ومن ثم عند اختيار إحداها لابد من مراعاة أن تكون ملائمة للقدم وليست ضيقة".