لندن - كاتيا حداد
كشف استشاري أمراض النساء البريطاني مايكل دولي، أن العديد من النساء لا يدركن مدى سرعة انخفاض معدلات الخصوبة مع التقدم في السن، لافتاً إلى ضرورة إجراء الفحوصات الطبية الخاصة بالإنجاب عند سن 25 عامًا، وأنه على النساء اللائي بلغن الثلاثين التفكير في تجميد بويضاتهن باعتبارها وسيلة لتأمين الإنجاب.
وأوضح مايكل أن بعض النساء يؤجلن الإنجاب دون قصد حتى يفوت الأوان، وحينها يواجهن واقعًا صادمًا بانعدام فرص الإنجاب وتكوين الأسرة.
وأكد على ضرورة تخصيص دروس للخصوبة في المدارس إلى جانب دروس التربية الجنسية، وهو الأمر الذي من شأنه أن يوعي النساء بشأن كيفية تأثير أنماط حياتهم على فرصهم في الإنجاب، وفرص الحمل بشكل طبيعي في مختلف الأعمار.
ووضع قائمة تضم مجموعة من الخطوات التي يجب تنفيذها، والتي يمكن أن تساعد في تحديد بعض الأشياء التي تخص صحة الزوجين أو نمط الحياة التي تؤثر على خصوبتهم، ويشمل ذلك مستويات التوتر بينهم، وتناول الكحول، والكافيين، والمخدرات والتبغ.
وتأتي تصريحات مايكل بعد أن حذرت دراسة هولندية نشرت الشهر الماضي من أن الأزواج الذين يريدون تكوين عائلة كبيرة يجب أن يبدؤوا محاولة إنجاب طفل من سن 23 عامًا.
وأجرى العلماء دراسة لبيانات الخصوبة على أكثر من 58 ألف امرأة لإنشاء آلة حاسبة للخصوبة، بحيث تكشف عن أفضل سن تتمكن فيه المرأة من إنجاب الأطفال وتكوين الأسرة، وأوضحت الدراسة أن التلقيح الاصطناعي ليس ضمانًا لأولئك الذين يتأخرون في إنجاب الأطفال.
وأظهرت البيانات أن النساء اللاتي يردن إنجاب ثلاثة أطفال يجب عليهن بدء المحاولة في سن الـ 23 عامًا، أما المرأة التي تريد إنجاب طفلين فيجب عليها المحاولة في سن 26 عامًا، وبالنسبة للمرأة التي تريد طفلًا واحدًا بنسبة 90% بشكل طبيعي، فيجب عليها البدء في سن 32 عامًا.
وأفاد الاستشاري دولي الذي يعمل في مستشفى الملك إدوارد السابع: "أشعر ببالغ الأسى عندما أرى الناس وهم يرتادون عيادتي ويعربون عن ندمهم لعدم معرفة جميع المعلومات، ويخبرونني لم نعرف من قبل أن تأخير محاولات الحمل يمكن أن يزيد من خطر إصابة الطفل بمتلازمة داون، وزيادة نسبة الإجهاض، وانخفاض احتمالات المساعدة الطبية، وتراجع فرص حدوث الحمل الطبيعي.
وكانت حبوب منع الحمل وغيرها من أشكال منع الحمل، رائعة من أجل المساواة الاجتماعية، والسماح بالتقدم في المسيرة المهنية وتأخير إنجاب الأسرة، إلا أنه لا توجد فيها أية مساواة بيولوجية.
وتشير بيانات الخصوبة لمدة 300 عام، أن النساء اللاتي يرغبن في الحمل بشكل طبيعي، عليهن البدء في سن 32 عامًا، في حالة الرغبة في إنجاب طفل واحد، والبدء في وقت مبكرة عند الرغبة في إنجاب أكثر من ذلك.
ويتفق دولي مع واضعي الدراسة الهولندية الذين أفادوا بأن جدول الخصوبة ينبغي تدريسه لطلاب المرحلة الثانوية والجامعات للتأكيد على مخاطر تأخير الأمومة.
ووضع دولي قائمة تضم بعض الأسئلة الطبية التي تتعلق بأنماط الحياة التي تؤثر على الخصوبة، والتي تستغرق حوالي عشر دقائق.
وتشمل أسئلة مثل "هل تعاني من ضغوط كبيرة؟، وهل تتناول كميات مفرطة من الكافيين؟، وهل تعاني من ألم أثناء الجماع؟، أو هل تعاني من مرض السكري؟"، وتساعد الإجابة على هذه الأسئلة في توضيح حجم استفادة المريض من فحص الدم أو اختبار السائل المنوي، كما يمكن أن تسلط الضوء على بعض العادات في أنماط حياة الأزواج التي يمكن أن تعيق القدرة على الحمل.