مشروب كحولي

دحضت خبيرة بريطانية، الدراسة الأخيرة التي زعمت أن تناول الكحول يسبب الخرف، ودعت جميع سكان بريطانيا إلى أن يتوقفوا عن شرب الكحول فورًا.

ولجأت الخبيرة إلى أرشيف المجلات الطبية على مدار الـ 150 عاما الماضية، ووجدت أن واحدة من أولى الدراسات التي بحثت في تأثير تناول الكحول المعتدل على الخرف، كانت في التسعينات.

واعتمد الباحثون الأميركيون في تلك الدراسة على 6000 امرأة تتراوح أعمارهن من 65 فيما فوق، وأبقوهن داخل دور الرعاية، وكانت بعض هؤلاء النساء شاربات منتظمات للكحول، كما حرص الباحثون أن يكن في كامل قواهن العقلية، وبعد 6 أعوام لوحظ أن اللاتي لم تتناولن الكحول، شخصن بالخرف مبكرا، من تلك اللاتي يشربن بانتظام.
وأثبت العلماء أن النساء اللاتي يتناولن ما يصل إلى 14 غرامًا من الكحول يوميا، يحصلن على بعض الحماية ضد الخرف، ولكن أولئك اللاتي شربن أكثر من ذلك ترتفع لديهم نسبة الإصابة بالمرض إلى النصف مقارنة باللاتي لا يتناولنه.

وهناك دراسة ألمانية استمرت لمدة ثلاثة أعوام، وضع فيها خبراء الصحة النفسية في مانهايم 3200 شخص فوق سن ال75، نصفهم تقريبا كانوا يشربون بانتظام، فكان هؤلاء الذين لا يشربون أول المصابين بالخرف، وليس هذا فحسب، بل أولئك الذين تناولوا كمية كحول تتراوح بين 20 غرامًا و29 غرامًا من الكحول يوميا، انخفضت فرصهم في الإصابة بالخرف الشامل والزهايمر بمقدار الثلثين.

ونشر باحثون في إمبريال كوليدج لندن أول تحليل تجميعي عام 2008، واستنتجوا أن نسبة البالغين الذين يشربون نسبة كحول منخفضة إلى معتدلة، تقل نسب الإصابة بالخرف لديهم بنسبة 38%، ومن المثير للاهتمام، أنهم لاحظوا أن شرب نصف لتر من النبيذ يوميا، يقلل بشكل ملحوظ من خطر الإصابة بمرض الزهايمر على وجه الخصوص.
وهاجمت الخبيرة البريطانية تلك الدراسة التي أرادت أن تغير عادة يومية عند البريطانيين بناء على أدلة هزيلة، وأشارت إلى أن الخرف مرض قاسٍ من شأنه أن يدمر حياة الشخص، لذلك ينبغي على الصحافة أن تكون أكثر وعيا كي تقوم بدورها في توعية القارئين لتجنب أي شيء يعرض حياتهم للخطر.

وأضافت إن الإفراط في شرب الكحول قد يتسبب في الكثير من الأمراض، مثل مشاكل الكبد وبعض أنواع السرطان، وفي آخر القائمة يأتي الخرف، كل هذا معروف وغير قابل للنقاش، ولكن القليل منه قد يفيد الصحة ولا ضرر فيه.