تناول الحلويات

كشفت دراسة غريبة من نوعها، عن أنّ التعامل بطريقة مهذبة وممتنة، تدفع إلى تناول المزيد من الحلويات، وبالتالي زيادة الوزن، كما أوضحت كيف يمكن ترجمة تناول الطعام الحلو إلى نتائج ملموسة في العالم الحقيقي، وتوصل أستاذة التسويق في جامعة "واشنطن" لإدارة الأعمال آن شلوسر التي قدمتها في ورقة تحمل عنوان: "المذاق الحلو للإمتنان" التي نشرت في مجلة "كونسومير بسيشولوجي".

وأوضحت شلوسر، يتميز الشعور بالامتنان والفضل، في أنّ له آثارًا جانبية من حيث تناول الحلويات، حيث وجدت هذه الدراسة أدلة على أنّ الشعور بالامتنان لتصرفات الآخرين الجيدة، تزيد من تفضيل واستهلاك الحلويات، وأجرت الباحثة، الدراسة لمعرفة ما إذا كانت تصنيفات النكهة التي نستخدمها كدلالات عاطفية، ترتبط على نحو ما بنكهات الطعام الفعلية.

وتوجد عدد من نكهات الطعام المستخدمة لوصف المشاعر السلبية، على سبيل المثال المالح والحامض أو المر، أما الطعم الحلو فيرتبط دائما بالتصرفات الإيجابية التي تنطوي على العطف، وفي سبيل اكتشاف المزيد، أجرت شلوسر سلسلة من الدراسات التي فجرت مشاعر الامتنان وغيرها من المشاعر في المشاركين، ثم قياس اتجاهاتهم لاختيار بعض الأطعمة، التي كشفت عن وجود علاقة بين الشعور بالامتنان واختيار تناول الطعام الحلو؛ إلا أنّ الشعور بالعرفان والفضل لم يمتد ليشمل أنواع أخرى من المواد الغذائية؛ لكنه جعل الناس تعزف عن الأطعمة الحامضة والمالحة والمرة.

وأبرزت أنّ "الشعور بالفضل والعرفان، يتضمن الاعتراف بالفوائد التي نحصلها من الآخرين، ما يجعلنا نصنف تصرفاتهم على أنهم يستحقون المذاق الحلو، وعندها يفضل تناول الأطعمة ذات الطعم الحلو"، مضيفة: "إلا أنّ الشعور الآخر الذي يوحي بالاستحقاق والافتخار، لا يتمتع بالتأثير نفسه، ولذلك لا تحمل المشاعر الدلالة نفسها التي تؤدي إلى تناول الطعام ذا المذاق الحلو".

وفي تطور آخر، وجدت أنّ تأثير الامتنان على الرغبة في تناول الحلويات كان أقوى بين أولئك الذين يشعرون بالتواصل مع الآخرين، مبينة أنّ الأشخاص الذين يرتبطون مع بعضهم البعض من الناحية النفسية؛ عادة ما يكونون أكثر تقبلًا للمساعدة، وعلى الأرجح يرون أنفسهم وكأنهم يلعبون دورًا مهمًا في تنفيذ أعمال خير.