لندن ـ كاتيا حداد
أكدت دراسة علمية جديدة أن مشاهدة مرضى القلب للصور المقطعية لشرايينهم المريضة، يشجعهم على تبني نمط حياة صحي، وكشفت أن المرضى الذين شاهدوا صور الشرايين التاجية المتكلسة، كانوا أكثر عرضة للتوقف عن التدخين، وفقدان الوزن، وتناول عقار "الستاتين" لخفض نسبة الكولسترول في الدم.
وأجرى الباحثون دراستهم على الأشخاص الذي يعانون من مستويات مفرطة من الدهون في الدم، وهي حالة تعرف باسم "الأورام الشحمية"، الذين تم تشخيصهم أخيرًا بالإصابة بمرض الشريان التاجي غير الانسدادي، وهو مرض يشكو فيه المريض من ألم في الصدر بسبب تراكم الدهون والكوليسترول، وتشكل الكالسيوم في جدران الشرايين، التي تكون هياكل صلبة تدعي "اللويحات"، ما يجعل جدار الشريان أكثر ضيقًا وسمكًا.
ولا ينطوي هذا المرض على تشكل المزيد من التكتلات الصلبة التي تعرقل مسار الدم في الشرايين، وهو الأمر الذي يحدث في أمراض القلب، ولكنه يزيد من احتمال حدوث أزمات صحية خطيرة في المستقبل مثل النوبات القلبية.
ويحتاج المرضى المصابون حديثا بالمرض لتحسين أنماط حياتهم وتناول الأدوية لخفض مستوى الدهون في الدم، للحد من خطر تعرضهم لأزمات القلب الأكثر خطورة، في حين أراد الباحثون بهذه الدراسة، معرفة ما إذا كانت رؤية المرضى لصور الشرايين المريضة، تحفزهم على إتباع نظام غذائي صحي.
وذكرت مؤلفة الدراسة، ريكي إيلموس، وهي طالبة الدكتوراه في مستشفي "شيجبي" التابعة لجامعة "أرهوس" في الدانمارك "اكتشفنا أن المرضى الذين شاهدوا صور الشرايين التاجية المتكلسة، كانوا أكثر عرضة للتوقف عن التدخين، وفقدان الوزن، واتباع نظام غذائي صحي، وتناول عقار الاستاتين وخفض مستويات الكوليسترول في بلازما الدم".
وأضافت إيلموس "عندما فعلنا ذلك علق المرضى قائلين، أعاني من شريان تاجي متكلس، وأنا أواجه خطرا حقيقيا وتحديا كبيرًا"، مردفة "قد تكون هذه الصور بمثابة دعوة لتنبيه المرضى وإيقاظهم من غفلتهم، الذين يحتاجون إلى تناول الأدوية، وتعديل سلوكه الصحي للحد من خطر انسداد الشريان التاجي".
وشملت الدراسة 189 مريض تم تقسيمهم إلى مجموعتين، حيث تلقت المجموعة الأولى المتابعة الصحية التي يتلقونها في عيادات الممارس العام، حيث زودهم الباحثون بمعلومات كافية، حول مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتعديل نمط الحياة، ثم تم قياس عوامل الخطر بعد ذلك بستة أشهر.
وحضرت المجموعة الأخرى جلسة استشارة لمدة 25 دقيقة مع الممرضة إيلموس، والتي تركزت في أول 15 دقيقة على التوعية بمخاطر مشاكل في القلب في المستقبل، وبعد ذلك، عرض على المرضى صورة مقطعية لشرايين التاجية المتكلسة، وأكدت الممرضة وجود علاقة بين تكلس الشرايين التاجية، وزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية في المستقبل.
ووصفت الممرضة أيضًا العلاقة بين عوامل الخطر القلبية الوعائية، مثل التدخين والوزن، وتطور تكلس الشريان التاجي، ثم خصصت إيلموس 10 دقائق فيما بعد لتقديم المشورة الطبية اللازمة والتي تضمنت تناول الأدوية مثل الستاتين، والأسبرين، وأدوية ضغط الدم، فضلاً عن إتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني والإقلاع عن التدخين.