الدار البيضاء ـ جميلة عمر
تعدّ السياحة الصحراوية في المغرب، المنافس الأول لسياحة المدن العتيقة. وإذا كانت باقي المدن المغربية تتميز بشلالاتها وبشواطئها فإن الصحراء تميزت بسياحة من نوع خاص وهي السياحة الاستشفائية الصحية التي باتت تجلب أعلى نسب السائحين. وتعتبر منطقة الراشدية من أبرز مناطق الاستشفاء الصحي، خصوصًا في الفترة الصيفية التي تعرف انتعاشا سياحيا كبيرا بفضل كثرة الوافدين عليها، حيث يقبل السياح عليها، من أجل الاستمتاع بمؤهلاتها السياحية وبكثبانها الرملية الساحرة، كما يتوافد عليها البعض من أجل التداوي برمالها لعلاج مرض "الروماتيزم".
وتجذب منطقة مرزوكة كذلك السياح، الذين يقبلون عليها من كل صوب وحدب٬ حيث تمنحهم هذه المنطقة٬ على امتداد فصل الصيف٬ فرصة للتداوي من أمراض استعصى علاجها٬ فضلا عن الاستفادة من رحلة استكشافية عبر كثبانها الرملية لمراقبة شروق الشمس أو غروبها وهي تلتقي بالرمال في مشهد طبيعي قل نظيره.
وتشهد مرزوكة، إقبالا كبيرًا خصوصًا خلال فترة الصيف، من السياح الذي يأتون للتداوي بحمامات الرمال أو ما يصطلح عليه بـ"الدفن".وتستغرق مدة "الدفن في الرمال من 10 إلى 20 دقيقة، ليتلقى بعدها حمامًا ساخنًا في مكان معد سلفًا، في عملية تستغرق من يوم واحد وحتى 3 أيام.
إلا أنه ليس كل السواح يتوافدون عليها من أجل العلاج ، فبحكم روعة مناظرها الخلابة وصفاء رمالها الأخاذ المتناغم مع أشعة الشمس، إذ تنعكس هذه الأخيرة على الرمال لتزيد لونها الذهبي جمالا وكأن الشمس والرمال، كلتيهما تعلنان عن سعادتهما بالتلاقي في مستهل يوم جديد لن يقل بهجة عن سابقيه من الأيام، لتصلا إلى أوج ألفتهما وانسجامهما مع توسط النهار، قبل أن يشرع في تنفيذ الحكم الأزلي الذي يصر على أن يفرقهما مع زحف الغروب، ورغم مرارة الفراق، فإن الشمس والرمال، اللتين تصنعان مجد السياحة في مرزوكة، تأبيان من جهتهما إلا أن تجعلا من لحظة الغروب أجمل المشاهد التي يمكن أن ترى في الصحراء، إن لم نقل في العالم كله، حين يصعب التمييز بين الشمس والرمال. وازدهر الاقتصاد في مرزوكة، بعد ازدهار السياحة، حيث كثرت المقاهي، وتزايدت محال بيع الملابس الصحراوية، خصوصًا التي يستهلكها السائح في عملية الردم في الرمال.