الطائرات صديقة للبيئة

غطى النقاش حول مستقبل الطيران وسبل المحافظة على البيئة على الضجة السياسية هذا الأسبوع التي تبعت توصية لجنة المطارات من أجل القيام بأعمال توسع في مطار "هيثرو".

ويعتبر إنشاء مدرج ثالث من شأنه زيادة الرحلات الجوية في المطار الأكثر ازدحامًا في أوروبا بواقع ألفي رحلة في اليوم بدلًا من ألف و300، ولكن التقرير النهائي للجنة تطرق إلى تأثير الكربون على البيئة والذي تخلفه رحلات الطيران، بحيث أشارت إلى أن رحلة أحد الركاب من لندن إلى نيويورك تعادل في انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون استخدام الشخص المتوسط في أوروبا وسائل التسخين في المنزل على مدار عام كامل.

وأوضح مدير حملات "أصدقاء الأرض" أندرو بندلتون، "إذا كنا بصدد السيطرة على ظاهرة الاحتباس الحراري فيجب التخلي عن مقترحات إنشاء مدرج جديد للطائرات، إلا أن اللجنة تصر حاليًا على أن زيادة عدد مدارج الطائرات متوافق مع التقدم المستمر  في سبيل تقليل انبعاثات الكربون".

وأفاد رئيس اللجنة هوارد ديفيس، خلال مؤتمر صحافي أن المزيد من الطائرات الأكثر كفاءة ستعوض زيادة عدد الرحلات.

وأضاف لإثبات صحة نظريته أن هناك الكثير من التغييرات لابد من تطبيقها خصوصًا فيما يتعلق بالمحرك والتصميم، كما أجبر ارتفاع سعر النفط خطوط الطيران على التركيز فيما يتعلق بكفاءة استهلاك الوقود على أن متوسط انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون سينخفض بشكل كبير بعد استبدال الطائرات التي تعمل بأربعة محركات مثل "بوينغ 747" خلال العقد المقبل إلى طائرات تعمل بمحركين فقط، كما تم تقييم استخدام الغاز الطبيعي المسال كبديل للكيروسين.

ويزيد الوقود من الكفاءة ويخفض من الانبعاثات، ولكنه سيتطلب إعادة هيكلة ضخمة من الناحية الهندسية، وتدرس وكالة "ناسا" استخدام محركات هجينة تستخدم الكهرباء، ولكن هذه التكنولوجيا بعيدة كثيرًا عن كونها ممكن استخدامها في طائرات للركاب.

وتعتبر أسهل طريقة لخفض استهلاك الوقود هي تقليل وزن الطائرة بحيث يكون تصميم الطائرة غير تقليدي وإدخال عنصر البلاستيك ضمن مكونات الطائرة وهي الخطوة التي من شأنها التقليل من الانبعاثات عالميًا بما يقرب من 15%.

ويعد الهدف المقبل هو شكل الطائرة بحيث سيتم تحسين الديناميكية الهوائية، فتطوير الطائرات مثل تلك الطائرة من طراز "بوينغ 737" جرى قبل نصف قرن من الزمان ولكن الشكل الأساسي لم يتغير.

ويحاول مصنعي الطائرات إدخال بعض التحسينات مثل تقليل حجم الأجنحة وجعلها أخف وزنًا، أو إلغاء قمرة القيادة أو الاستغناء عن سطح الطائرة من أجل تحسين الديناميكية الهوائية، وكذلك إدخال فكرة استخدام الكاميرات وغيرها من المعدات بدلًا من الإطلال عبر النافذة.

ويشار إلى أن هناك تدابير أخرى يتم النظر بشأنها مثل تلك المقترحات بأن تكون القاطرات التي تستخدم في سحب الطائرات تعمل بالطاقة الكهربائية.