السحر الفرنسي

تحتوي مدينة نانت في فرنسا على منشآت فنية وفيرة تنتشر في جميع أنحائها، الجميل فيها أن الجميع يتمتع بها بغض النظر عن عمره، واستطاعت المدينة أن تجدد نفسها في العقد الماضي، وتعد "إيل دي نانت" مركز العمل في المدينة، وهي جزيرة في نهر اللوار استخدمت في السابق لصنع السفن، وهي حاليا موطن مؤسسة فنية تسمى "لي ماشين" صنعت تماثيل لفيل مذهلة يستطيع نحو 50 شخص ركوبها مرة واحدة.

وتحتوي الجزيرة أيضا على دوار ألعاب بطول 25 م مستوحى من حكايات جول فيرن الذي ولد في المدينة، ويضم في طوابقه الثلاث مجموعة من الحيوانات البحرية المخيفة التي يمكن ركوبها، وتحتفل "لي ماشين" بذكراها السنوية العاشرة لهذا العام، وتعرض لهذه المناسبة مخططات ومشاريع مبهرة أحدثها العنكبوت العملاق الذي يمكن أن يمتطيه 3 أشخاص.

وتمتلك المدينة أيضا منشآت للفن والجذب السياحي منها قلعة "ديه دكس بيرتان" للقصص الخيالية، التي تحكي قصة المدينة من خلال البسكويت في معرض تفاعلي، بجانب كاتدرائيات القديس بطرس والقديس بولس التي تضم سراديب تحكي قصة إعادة الإعمار لما بعد الحرب العالمية الثانية وحريق 1972.

يعد برج دي بريتان أعلى برج في المدينة، وللحصول على نظرة أفقية عليه ينصح بالتوجه إليه، وهو يحتوي على بار اسمه "لو نيد" (أي العش) على شكل بجعة ضخمة ومقاعدها من البيوض، وأفضل مكان للإقامة هو فندق سوزو ذو الأربع نجوم الأبيض الذي تبدأ أسعار الغرف فيه من 127 يورو.

وتقدم مدينة مينتون جرعة من أشعة الشمس فهي تقع جنوب كوت دازور بصفته مكان مثالي لاستقبال الربيع، وتقع بالقرب من الحدود الإيطالية، وتعد موطنا لكثير من الفيلات الأنيقة المحاطة بالحدائق الغريبة، من بينها حديقة سيري دي لا مادون التي أنشأت في العشرينات على يد الرائد لورانس جونستون، التي أصبحت واحدة من المساحات الخضراء الجميلة من حيث الأسلوب والحرفة، وأقام فيها صيفا هيدوكت مانور، وتضم مجموعة من النباتات من جميع أنحاء العالم فضلا عن الفراشات والطيور النادرة.

وتقع حديقة ماريا يرسينا على بعد خطوات من البحر وإيطاليا، التي تعد أكثر المناطق اعتدالا في فرنسا وتطل على البحر، وتمتلئ بأشجار النخيل والنباتات الغريبة الملونة وتقام فيها جولات كل يوم ثلاثاء وجمعة.

وتحوي المدينة أيضا حديقة دي أرغوم دو بالاس كارنولس التي تمتلك أكبر مجموعة من أشجار الحمضيات في العالم، وهي مكان مناسب لمهرجان الليمون الذي يقام في المدينة بين شهري شباط/ فبراير وآذار/ مارس، بينما تتشابك في حديقة فونتانا روزا العرائش مع النوافير والفسيفساء التي تقدم ملاذا للكتاب المسرحي الإسباني غريب الأطوار مانور.

وتعد المدينة أيضا مكانا مثاليا للتجول في الشوارع الخلفية الضيفة قبل الوصول إلى السوق وزيارة المتحف المذهل " كوكتو" المخصص لسان كوكتو الكاتب والمصمم الفنان والمخرج الذي جعل من كوت دازور ملعبا له في الخمسينات، وأفضل مكان للإقامة هو فندق الأمير دي جالاس ذو الثلاث نجور الذي يبدأ سعره من 69 يورو.

ويشهد هذا العام الطبعة الثالثة من مهرجان نورماندي الانطباعي وستجري أحداثه بين نيسان/ أبريل، وأيلول/ سبتمبر، وتعد مدينة أونفلور قاعدة كبرى لعمل هذا المهرجان مع مرفئها الملون الذي ألهم العديد من الفنانين من بينهم مونيه، ويحيط بالميناء خط من المباني التي ترتفع 8 طوابق على الأكثر، يشكل كل مبنى قسمين، القسم السفلي مطاعم وحانات تمتد على طول الرصيف، والقسم العلوى صالات عرض ومحلات يصل إليها الشارع الخلفي.

وتعد البلدة مكانا رائعا للتجول واستكشاف المعالم مثل سانت كاترين أكبر كنيسة خشبية في فرنسا، التي بنيت كهيكل مؤقت قبل 500 سنة بعد تدمير الإنجليز للكنيسة الحجرية الأصلية في حرب المائة عام، ويستحق متحف أوجين بودان المخصص لهذا الفنان الانطباعي الذي ولد في المدينة الزيارة، وتقع بالقرب منه المنحدرات الدراماتيكية في لو هافر التي ألهمت مونيه ومعاصريه، وجعلت الهندسة المعمارية في لوهافر من محمية اليونسكو لفترة ما بعد الحرب، ويعد فندق لا بيتيت فولي إقامة مثالية فهو لا يبعد كثيرا عن الميناء، ويقدم الغرفة المزدوجة بسعر 150 يورو شاملة الفطور.

وستستضيف مدينة بوردو عددا من مباريات بطولة اليورو 2016 بين 10 حزيران/ يونيو و10 تموز/ يوليو، وسيكشف النقاب عن أكبر متحف في المدينة وهو متحف دو فين في حزيران/ يونيو، وسيحتوي مبناه الزجاجي على برج المراقبة العالي للتمتع بمنظر المدينة، ويحاكي المتحف قصة علاقة الإنسان مع النبيذ في جميع أنحاء العالم.

وسيضم شهر حزيران/ يونيو أيضا المهرجان نصف السنوي بوردو فيت لو فان على شواطئ ضفاف نهر غارون، وتكلف تذكرته 21 يورو، وتذوق النبيذ 12 يورو لتجربة 13 علامة تجارية مختلفة، وحتى قبل الصيف يصل الكثير من الزوار للمدينة للاستمتاع بالنبيذ الخاص به في حي شارترون الذي يمتلئ بالحانات الصغيرة التي تقدم أفضل الماركات التي تملكها، ويمكن للزوار الاستمتاع بتذوق النبيذ بينما يتمتعون برحلة في قارب نهري يأخذهم إلى العديد من الكروم المحيطة والقرية الساحرة سانت إيميليو.

وأدرجت شوارع المدينة ضمن قائمة اليونسكو، وهي رائعة بالفل، بالإضافة إلى محلاتها ومطاعهما الرفيعة التي تتوسطها كاتدرائية أندريه سان ومتاحف مختلفة وصالات عرض تعكس ثقافة المدينة، ويعد مأوا ماما مكانا مثاليا لفندق افتتح في عام 2013 وقع في قلب المدينة ويقدم الغرفة بسعر 60 يورو.

تجذب مدينة لو بيرش السياح بسبب التحف، وتعرف هذه المدينة الصغيرة التي تقع شمال فرنسا بصفتها مكان للباريسيين للبحث عن السلام والهدوء، وهو مكان يحتوي على الكثير من الفنون والحب والسلام داخل ريفها الذي يتميز بالخيول ومزارع التفاح والزهر الأبيض الذي سيتفتح خلال الأسابيع المقبلة في البساتين، وتتميز قراها مثل مورتانج وبيليم وبيرش بالعديد من المتاجر المعروفة باسم بروكانت التي تقدم العديد من الأثاث القديم وإطارات الصور والمرايا، ويجلب الربيع معه مبيعات تسمى غرانيريس التي يعلن عنها في يوم محلي في الأسواق والشوارع، كيوم للتسوق الذي تجتمع فيه العديد من مزارع التفاح لبيع منتجاتها، وربما أفضل مكان للإقامة في فندن لو تريبنونا في مورتانج الذي يبدأ سعرغرفه بنحو 74 يورو.