القاهرة – محمود حماد
حذَّر خبراء السياحة في مصر من التدهور الكبير الذي شهدته مستويات العاملين في القطاع خلال الأربعة أعوام الماضية، خاصة بعد هروب الكفاءات إلى الخارج خلال هذه الفترة، وترك البعض لمهنته والتحول إلى قطاعات أخرى.
ويؤكِّد الخبير السياحي ريمون نجيب في تصريح إلى "مصر اليوم"، أن القطاع السياحي في "أزمة" عمالة، فبعد أربع سنوات من المعاناة هربت العمالة المدربة إلى الخليج أو اتجهوا للعمل في أنشطة أخرى واعتمد القطاع على عمالة رخيصة للتوفير وبالتالي دخل إلى القطاع فئة جديدة من العمالة بلا خبرة أو إمكانيات وغير مؤهلين للتعامل مع السائحين، وللأسف لم يهتم أحد بتدريب هذه العمالة.
وأوضح أنه ازدادت الأمور سوءًا، حينما اهتم أصحاب العمل بالسعي إلى طرد والتخلص من العمالة المصرية والإبقاء على عمالة أجنبية لا توصف إلا أن معظمهم "فشلة" لا يرقون للعمل في بلادهم، على حد قوله، وتحدى أن يكون أي منهم لديه شهادات تعليمية أو تخصصية في السياحة.
ولفت إلى أنه السياحة المصرية أصبحت في خطر لغياب العامل الإنساني وهو عماد الخدمة، فلا شك أن سياحة بلا خدمة مثل النهر بلا ماء.
وأكد أن ظواهر غريبة على السياحة انتشرت في الآونة الأخيرة، مثل قيام عامل بسرقة هاتف عميل وهروبه لأنه لم يتقاض مرتبه من الفندق عقابًا للفندق، وكذلك التسول من السائحين، وغير ذلك من الظواهر السلبية.
واتفق معه في الرأي الخبير السياحي أحمد أبوالسعد، حيث أوضح في تصريح لـ"مصر اليوم"، أن السياحة فقدت بريقها اللامع الذي اكتسبته في فترة قبل الثورة، وأصبح تعافيها ليس مرهونًا بعودة الأمن فقط، بل بوجود كفاءات تعمل في القطاع، خاصة بعد هروب أصحاب الخبرات إلى الخارج خلال الفترة الماضية.
وأشار إلى أنه يقع على كاهل وزارة السياحة ووزارة القوى العاملة وغرفة المنشآت الفندقية، مسؤولية عودة العمالة المدربة، والتي لن تأتي إلا بعد تهيئة تربة خاصة للسياحة في مصر، تعمل على تعافي القطاع وتساعده على عودة بريقه مرة ثانية.