القاهرة ـ محمود حماد
حذّر خبراء السياحة في مصر، من تراجع السياحة الروسية الوافدة إلى مصر، باعتبارها السوق الرئيسي خلال الفترة الحالية، مُطالبين بضرورة استهداف أسواق جديدة في أسرع وقت وعدم الاقتصار على سوق واحدة، لاسيما بعد موافقة دول الاتحاد الأوروبي، خلال الاجتماع الطارئ الذي عقد الاثنين الماضي، على فرض عقوبات جديدة على روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية.
وسجّلت السياحة الروسية الوافدة إلى مصر نحو 2.4 مليون سائح في العام 2013، و23.7 مليون ليلة سياحية، مُحققة بذلك المركز الأول في قائمة الدول المُصدّرة للسياحة إلى مصر، كما توقّع وزير السياحة هشام زعزوع، أنّ تصل أعداد السائحين الروس الوافدين إلى مصر إلى 3 ملايين سائح بنهاية العام الجاري 2014 بزيادة 600 ألف سائح عن العام الماضي.
وأوضح الخبير السياحي، ريمون نجيب، في تصريح إلى "مصر اليوم"، أننا حذرنا مرارًا وتكرارًا من الاعتماد على سوق سياحي واحد والآن يدقّ ناقوس الخطر, فالسياحة الروسية من أهم مصادر السياحة الوافدة إلى مصر فهي تمثل نحو 25% من السياحة الواردة ومعظم الفنادق تعتمد عليها، وللآسف سوف تواجه روسيا العديد من المخاطر الاقتصادية نتيجة لإصدار الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية جديدة ضدها، مما سيؤثر سلبًا على العُملة الرسمية حيث تراجعت العملة الروسية إلى 37.026 روبل للدولار الواحد، وبهذا زادت قيمة الرحلات بنسبة 25-30% بسبب انخفاض قيمة الروبل مما سيؤثر على السفر والسياحة الروسية.
وأوضح أنه في حال ازدياد الوضع الاقتصادى سوءً في روسيا، سوف نواجه أزمة مُستقبلية في السياحة المصرية، وبالتالي يجب أنّ نبدأ في دراسة بدائل ووضع استراتيجيات لجذب أسواق أوروبية أخرى في حالة تؤثر هذا السوق السياحي, ويجب أنّ ننتبه لما يحدث دوليًا وأنّ نبدأ حركة سريعة لتنشيط أسواق أوروبيىة أخرى لتنشط السياحة المصرية في حالة تدهور السياحة الروسية.
ويقول الخبير السياحي مصطفلى خليل في تصريح إلى"مصر اليوم"، أنه يجب على السياحة المصرية أنّ تدرس أسواق جديدة في أسرع وقت، وأنّ تستفيد من الأحوال في روسيا حتى وإنّ لم تتأثر السياحة الروسية الوافدة، وأنّ تتحرك هيئة التنشيط على أساس خطط لتفادي أي ظروف تحدّ من صعوبة توافد السياح، مُطالبًا بضرورة وجود جهة أو خطط لإدارة الأزمات خاصة أننا نعيش في أزمات داخلية وإقليمية ودولية منذ فترة كبيرة.
وأشار إلى أنّ السياحة في مصر تعتمد على أسواق لا تتعدى أصابع اليدين وشركات لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، ولا تتبنى خطط حقيقية لتنمية صناعة السياحة، وهو ما قد يجعل تعافي القطاع أمرًا صعبًا خلال الوقت الراهن.