الرحلات الجوية

طالب خبراء السياحة بضرورة اهتمام وزارة السياحة بالدول الإسكندنافية، والعمل على اجتذاب مواطنيها؛ حيث توقف سياحها عن التوافد إلى مصر منذ ثورة كانون الثاني/ يناير 2011.

واقترح الخبراء إعادة تفعيل مقترح "سياحة الإقامة" وكذا تسيير رحلات شارتر وطيران منخفض التكاليف؛ نظرًا إلى قدرة الإنفاق العالية التي يمتاز بها سياح تلك الدول.

ويذكر عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية، سيف العماري، أنَّ الدول الإسكندنافية من أهم الأسواق المشجِّعة للسياحة المصرية، وجميع السياح من تلك الدول ولاسيما كبار السن، يعتبرون أنَّ مصر هي أهم منطقة يلجأون إليها، لأن هذه الدول تسطع فيها الشمس شهرين في السنة فقط، وبالتالي يتم إصابتهم بأمراض جلدية وروماتيزم، وعلاجها يكون في سفاجا ورمالها والبحر الأحمر.

وأضاف العماري لـ"مصر اليوم" أنه كان هناك مقترحًا خاصًا بالدول الإسكندنافية بأنَّ يأتي سياحها إلى مصر وتقيم في مصر، وهو المقترح الخاص بسياحة الإقامة والذي كان مخططًا لسياح تلك الدول بأنَّ يقيموا في الغردقة والقصير وسفاجا، وأنَّ يعيشون بشكل كامل بمبلغ تأميني محدَّد تحدده الحكومة المصرية ولكن هذا المقترح لم يتم.

وأكد العماري أنَّ وزارة السياحة لم تكمل الموضوع بسبب المعوقات الخاصة بمنح تراخيص سياحة الإقامة وكذا تأهيل الوحدات السياحية الفندقية الموجودة في هذه الفنادق، وبالتالي يجب تفعيل هذا المقترح والخاص بتفعيل "سياحة الإقامة".

كما لفت إلى أنَّ المشكلة الكبرى في الموضوع كله هي الطيران، فلا يوجد طيران منخفض التكاليف أو طيران شارتر على مناطق الدول الإسكندنافية فسعر التذاكر مرتفع جدًا، وبالتالي يجب تفعيل التذاكر منخفضة التكاليف لتلك الدول، لافتًا إلى أنه لا توجد أي مساعي من قِبل المسؤولين خلال الوقت الراهن لتفعيل رحلات شارتر أو وجود طيران منخفض التكاليف تجاه تلك الدول، وهو ما يمثل عقبة أمام تعافي السياحة.

من جانبه، ذكر الخبير السياحي ومدير التسويق في إحدى الشركات، ريمون نجيب، أنه انخفضت الأعداد الواردة من الأسواق الإسكندنافية "فنلندا والسويد والنرويج والدنمارك" بنسبة 70% أو يزيد منذ ثورة 25 كانون الثاني، وذلك لأن معظم الشركات المستجلبة للسياحة الإسكندنافية ألغت رحلاتها وبعضهم قام بتحويل رحلات الطيران إلى دول أخرى مثل الإمارات وتايلاند.

وأضاف لـ"مصر اليوم"، أنَّ قدرة السياح من تلك الدول عالية من ناحية الإنفاق، وذلك لارتفاع المستوى الاقتصادي للدول الإسكندنافية.

ولفت إلى أنه التقى أحد مديري كبرى الشركات الدنمركية، الأسبوع الماضي، وعبرت عن استيائها مما يحدث في مصر، وكيف تتم معالجة الإعلام الخارجي من تهويل وتخويف وتطرُّف، فلقد تم إذاعة ريبورتاج منذ أسبوعين عن السياحة من خلال واحد من أهم البرامج وأعلن أنَّ مصر من أخطر الوجهات السياحية فى العالم، ومن ثم أثر سلبًا على البقية المتبقية من الطلب الضعيف.

وتساءل: "أين وزارة الخارجية والسفارة المصرية في الدنمرك ووزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة، فإلى متى تعبث الأيدي الخفية في تشويه سمعة مصر دون حراك من الجهات الحكومية، وإلى متى لن ندافع ونحاسب كل من تسول له نفسه في إضرار السياحة عصب الاقتصاد المصري".