منطقة "آثار الهرم"

حصَل "مصر اليوم" على صور تظهر نقل تماثيل أحد المقابر في منطقة آثار الهرم، حيث تظهر الصور عملية رفع التماثيل من قِبل عدد من العمال والأثريين باستخدام الحبال والخراطيم، وهي تحتك احتكاكًا مباشر بسور المقبر أثناء الخروج منه.
وأشار منسق حركة الدفاع عن الآثار، الأثري أسامة كرار، إلى أن هذه المقبرة تُدعى " نيثوت بونتر" في الطريق الصاعد في منطقة ابو الهول والاهرامات، وتعرضت للعديد من الانتهاكات منها أن أحد المرممين حاول نقل الرسوم الموجودة على جدرانها باستخدام الشفاف والقلم الرصاص مما تسبب في تشويه آثار الرصاص للجدران وسقوط الألوان من عليها، بعد أن كانت هذه المقبرة واحدة من أجمل المقابر، حيث انها تشبه في تصميمها المعبد.
وأوضح، أن المقبرة كانت تحتوي على 14 تمثالاً تم نقلهم بطريقة غير مسؤولة تُعد بمثابة الجريمة في حق الآثار، حيث تم رفعهم بالحبال وخراطيم المياه من دون تأمينهم بالشكل الكامل الذي يحميهم من الاحتكاك أو الانزلاق، مشيراً إلى أنه تقدم ببلاغ إلى شرطة السياحة والاثار في الهرم حمل رقم 2 لسنة 2014 أحوال الهرم، اتهم فيه مدير اثار الهرم، محمد شيحة، بالتستر على تدمير المقبرة وتماثيلها.
وأعلن الخبير الدولي في ترميم وصيانة الآثار والرئيس السابق للجنة الدولية للترميم في المجلس الدولي للمتاحف، الدكتور هاني حنا، أن نقل الآثار والتماثيل له قواعد وأصول أولها أن يتم لف التمثال بالفوم أو الاسفنج عالي الكثافة، ووضعه على لوح خشبي مبطن ايضاً بالأسفنج والفوم لحمايتها من الاحتكاك، الذي قد ينتج عن التصاقها المباشر بالحامل الخشبي أو الحبال المربوطة بها.
وأوضح أن احتكاك التماثيل في سور المقبرة هو أمر يُشكِّل خطورة على التمثال، وكذلك على السور إن كان بالفعل أثرياً، وبالتالي فكان لا بد من تأمين وعزل التماثيل، وكذلك السور قبل نقل الآثار بهذه الطريقة، مشيراً إلى انه في بعض المواقع التي تسمح بوجود رافعة يتم استخدامها في نقل الآثار بعد تأمينها بالطريقة السابقة.
من جانبه، أعلن رئيس قطاع الاثار المصرية، علي الاصفر، أن هذه الصور تعود إلى فترة الانفلات الامني عقب "ثورة 25 يناير"، أثناء نقل الآثار لحمايتها من السرقة إلى المخزن المتحفي في الهرم.
وأوضح، أنه منذ العام 1955 وهناك 14 مقبرة صخرية لا تحمل أي نقوش، ولا يتم فتحها للزيارة تستخدم كمخازن متحفية، من بينها مقبرة " نيثوت بونتر"، وانه خلال فترة الانفلات الأمني عقب "ثورة يناير" تعرضت الآثار للسرقة والنهب فكان على الاثريين هم نقل هذه الاثار بسرعة إلى أماكن آمنة حفاظًا عليها، لدرجة أنهم كمسؤولين كانوا يحملوا بعض القطع على ظهورهم لإنقاذها من السرقة والدمار، لافتاً إلى أنهم كانوا يعملون في ظروف صعبة والرصاص موجه لظهورهم في أي لحظة، واصفاً ما قاموا به بأنه عمل جدير بالاحترام وليس موضع انتقاد وبلاغات"، على حد قوله.