سياح صينيون

يواجه السيّاح الصينيون صدمة نفسيّة عميقة، عند زيارتهم باريس للمرة الأولى، حيث يتوقعون رؤية المدينة الأوروبية الساحرة، وتصميمات الأزياء الأحدث، ومواطنين يرتدون ملابس أنيقة، تفوح منهم عطور "شانيل" العريقة، لاسيّما أنَّ معلوماتهم مبنيّة على تقارير وسائل الإعلام والأفلام، ولكنهم يجدونها غير ذلك تمامًا.

وأوضح رئيس الجمعية الصينية لوكالات السفر في فرنسا فرانسوا تشو أنّه "عوضًا عن ذلك يرى السائح الصيني الوجه القاتم لمدينة باريس، بازدحام المترو فيها، وانتشار السرقة، التي قد تؤدي بهم إلى صدمة نفسية".

وأشار إلى أنّه "بسبب قراءة الصينيين عن جمال الرومانسية في فرنسا، وما هو معروف عن الأدب الفرنسي وقصص الحب الفرنسية، ينهي بعضهم زيارته بالدموع، عازمين على عدم العودة مرة أخرى".

وأضاف "لا زالت فرنسا، على الرغم من ذلك، تجذب السيّاح الصينيين، إذ يبلغ عددهم حوالي المليون سنويًا، ويعدّون السبب الرئيس لإحياء الاقتصاد الفرنسي، الذي شهد ركودًا خلال الربع الثاني من 2014".

ومن جانبه، أبرز السائح الصيني جيانغ هي أنّه "أحبط بمجرد الهبوط في العاصمة الفرنسية، فهو طالب جامعي من شنغهاي، واختار زيارة باريس كرحلته الخارجية الأولى وراء البحار، ولكن ما إن هبطت الطائرة في المطار حتى تمّت سرقة حقائب صديقه".

ولفت إلى أنّه "كان مندهشًا عندما رأى شوارع باريس تتناثر فيها أعقاب السجائر، والقمامة".

وأردف "اعتقدت أنّ أوروبا ستكون مكانًا نظيفًا للغاية، إلا أنَّ الفرنسيين غير مهتمون بالنظافة، ولأنَّ الصينيين دائمًا ما يحملون نقوداً كثيرة، فإنهم أكثر عرضة لاستهداف النشالين".

وفي سياق متّصل، أعلنت وسائل الإعلام الصينية أنَّ 48 سائحًا تمّت سرقتهم في أيار/مايو الماضي، أثناء توجههم للفندق في باريس.

وأوصى دليل سلامة باريس، لتفادي أيّة عمليات سرقة، بألا يضع السائح هتافه المحمول على الطاولة في المقهى، وتجنب ارتداء المجوهرات باهظة الثمن.

ويمثّل الأمن عنصرًا مهمًا للسائح الصيني، ففي 2011 حصلت باريس على تصنيف متميز في كل شيء، من الغذاء والخدمات إلى الأحداث الثقافية، ولكنها فشلت بسبب الأمن والنظافة.

يذكر أنَّ السياحة بلغت 7.2% من الناتج الإجمالي المحلي الفرنسي في عام 2012، ويساعد السيّاح الصينيون في دعم الاقتصاد كمستهلكين، فحوالي 60% منهم ذهبوا للتسوق في باريس.