العمارة الجورجية، صورة جوية من مدينة تبليسي

يبدو أن جورجيا كانت هدية بالنسبة الى الروائي كريس مورغان جونس والتي يقول عنها, " تبليسي والجبال في الشمال الشرقي كانت الأماكن التي استخدمتها في كتابي الجديد والتي أعتبرها غنية بشكل خاص، فمن المهم بالنسبة لي اختيار موقع أجنبي على معظم القراء تماما مثل الشخصية الرئيسية في الكتاب التي ستجد نفسها في مكان بعيد عن الوطن، وأضافت العلاقة الروسية الجورجية المتداخلة المزيد من التوتر للرواية", وتعطي مدينة تبليسي شعور اوروبي للقرون الوسطى ويراها المرء بطريقة مختلفة كل مرة، وهناك شيآن يميزانها هما جغرافيتها وجمال المدينة القديمة المتداعية، فيما يقع على ضفاف نهر كورا الى الجنوب من البلدة القديمة التلال العالية، والتي يجلس فوقها قلعة بركيلا وبرج التلفزيون ومحطة التلفريك,

ويتابع, " بعد دقائق من وصول المرء اليها يعرف بالضبط كيف تكونت الاماكن مع بضعها، ففي البلدة القديمة تبدو كل المباني وكأنها تأوي عشرات القصص، وتبدو وكأنها متداعية، فيما الزهور تنمو من صدوع الجدران."

وأحرقت المدينة القديمة على مدى الأزمة التي تعد ولا تحصي فتاريخ جورجيا ملئ بالغزوات، ومع ذلك استطاعت البلد أن تحافظ على لغتها الخاصة ودانيها وثقافتها، وهو ما يستشعره الانسان في كل خطوة في عاصمتها تبليسي والتي تبدو لأسباب كثيرة مألوفة مثل أي مكان أخر، فهي مثل أي مدينة اوروبية ولكنها نمت على مدى قرون في كون مختلف قليلا.

وتأتي على الالسن كلمة سوفيت في كثير من الاحيان عندما يتحدث الناس عن تبليسي فقط كان جزء من الاتحاد السوفيتي، ولكن بغض النظر عن بعض المباني من الحقبة الشيوعية في ضواحي المدينة الا أن الانسان لا يشعر انها مثل أي من المدن السوفيتية الاخرى، فهي تبلغ من العمر 2000 عام ولديها الكثير من مميزاتها الخاصة، وترك الحكم السوفيتي فيها انطباع أخف وزنا أكثر من العديد من المدن الاخرى, وتشير كل العلامات على أبواب الكنائس الى عدم وجود بنادق في الداخل، والشيء المدهش الآخر هو العمارة الحديثة في كل زوايا المدينة وخاصة مراكز الشرطة التي صممت عمدا كي تكون شفافة.

وتعتبر أسهل طريقة للوصول الى القلعة عن طريق التلفريك من ريل بارك، لرؤية المدينة التي تمتد حول النهر، والتمتع بمنظر أبراج الكنائس المخروطية في البلاد، ويطل دير غفاري المقبل من القرن السادس على العاصمة القديمة للبلد، وحولها الاودية العميقة التي تلتقي في مكان جميل.

ويمكن للزوار قضاء الليل في تبليسي في زيارة بيت الشاعر الجورجي الكسندر شافشافادزي الذي يضم ايضا منع للنبيذ وتذوق النبيذ هناك، وتناول الطعام التقليدي مثل طبق السوبرا الذي يتميز بالخبز المحمص المغموس بالنبيذ الابيض, وتشتهر جورجيا أيضا بشراب تشاتشا الذي يصنعه الناس في المنزل والذي يأتي في زجاجات مياه قديمة، ويعتبر مطعم بور بور في تبليسي الأجمل فهو مكان هادئ في البلدة القديمة مغطى بالأقمشة والتحف واللوحات الجدارية، ويقدم مشروبا جيدا وطعام في جو رائع ويتميز بشراب منهتنس، وهناك ايضا مطعم باستورالي المناسب للمساء والذي يمكن الجلوس فيه ومشاهدة المدينة، ويقدم مطعم خاشابوري البيتزا الجورجية مع صوص الجوز.

وبرز في السنوات القليلة الماضية عدد من الفنادق الصغيرة في جميع أنحاء تبليسي مثل فندق كوبالا الذي لديه منظر رائع على القلعة والنهر، وهو يلعب دورا مهما في كتاب كريس، وينصح كريس الناس بعدم تفويت حمامات ينابيع الكبريت في المدينة القديمة، وقد تبقى خمسة منها، وبعضها يمتلك غرف خاصة مثل جلو حيث يرتشف الناس الشاي التركي وينقع نفسه في الماء, ولا يبعد مسقط رأس جوزيف ستالين غروي كثيرا عن تبليسي، وتحول المنزل الذي ترعرع فيه الرجل الى متحف بجانبه عربة سكة الحديد الخاصة به، وأسسه زميله الجورجي افرنتي بيريا الذي كان يخشى الشرطة السرية في الحرب العالمية الثانية، وهناك خطط لتحويله الى مكان أكثر أهمية الارث ستالين.

ويحب الجورجيون الطعام الأرمني، ويوجد خارج تبليسي مقهي أرمني يدعى دوكاني شيليكا الذي يقدم الطعام مثل الكباب على طاولات بلاستيكية وكراسي، ويقع في أقصى الشمال من جورجيا قرية توشيتي التي يمكن الوصول اليها من خلال سلسلة طريق تعتبر الاكثر خطورة في العالم، والتي تقع ضمن جبال شاهقة وأنهار واضحة تركض فيها الخيول البرية والذئاب والدببة.