الحدائق العامة

تجاوز عمرها قرنًا ونصف القرن، حديقة الأسماك أو حديقة الجبلاية، توجد في الزمالك في شارع الجبلاية بالقاهرة، أنشأها الخديوي إسماعيل في سنة 1867، فمنذ أكثر من 150 عامًا فكر الخديوي إسماعيل في إنشاء حديقة فريدة من نوعها يجعل بها منطقة الجبلاية من أجمل الأماكن في العالم ولذلك قام باستدعاء مدير الحدائق العامة بفرنسا «مسيو ألفوندو»رليصمم الحديقة، لتكون واحدة من أروع المنشأت التي بناها في تلك الحقبة.

وتشهد حديقة الأسماك في هذه الفترة تطورًا عظيمًا، حيث يتم تطوير مرافقها وأسلوب النظافة وتطوير نباتاتها كى تعود لكفائتها كما كانت في السابق.
حديقة الأسماك أحد الملتقيات المحببة للشباب والعشاق، ارتبطت دومًا في الأذهان بقصص الحب في تلك الفترة، فنجدها تظهر في العديد من الأفلام المصرية ذات الطابع الرومانسي، ولعل أشهر هذه الأفلام فيلم «موعد غرام» بطولة عبدالحليم حافظ وفاتن حمامة 1956، و«عش الغرام» بطولة شادية وكمال الشناوي 1959.

وشهدت قصة حب فيلم «القلب له أحكام» 1959 بطولة فاتن حمامة وأحمد رمزي، وفيلم «السبع بنات»1961، كما صور فيها عبدالمطلب أغنية يا أهل المحبة، وتعتبر هذه الأغنية من أوائل أغاني الفيديو كليب، كما يوجد فيها أيضًا جسر من الخشب، ظهر في أكثر من مشهد غنائي في السينما المصرية، فغنت عليه شادية وصباح ومحرم فؤاد وإسماعيل ياسين وغيرهم من فناني الزمن الجميل.

كما ظهرت الحديقة في عديد من الأعمال الحديثة منها مسلسل «عيون القلب» بطولة رانيا يوسف وماجد المصري، وكذلك في بعض مشاهد من مسلسل «ونوس» بطولة يحى الفخراني، ومن أحدث الأفلام التي صورت في الحديقة فيلم «جنينة الأسماك»، وكانت شقة عبد الحليم حافظ مقرًا لتصوير الفيلم، فطلب المخرج المصري يسري نصرالله من أسرة العندليب الراحل السماح له بتصوير مجموعة مشاهد من الفيلم من داخل الشقة، والذي تم عرضه عام 2008، حيث تقع الشقة في عمارة الزهراء بضاحية الزمالك، فاختارها الفنان الراحل عبدالحليم حافظ لتقع أمام الحديقة، فقد كان جمالها يبهره، فصورت السينما المصرية أجمل أفلامها الرومانسية بين أحضان حديقة الأسماك.

يبدو أن ارتباط الحديقة بقصص الحب قديم قدم نشأتها، فيقال في إحدى الروايات أن الخديوي إسماعيل بنى كل ذلك من أجل الملكة «أوجيني» ملكة فرنسا، فشيدها «الخديوي» لاستقبال إمبراطورة فرنسا، والتي كانت حبه الأول في الصغر حتى قبل أن تصبح ملكة لفرنسا، بمناسبة افتتاح قناة السويس، فقد قام الخديوي إسماعيل بافتتاح الحديقة وقصر الجزيرة «فندق الماريوت حاليًا» في نفس وقت احتفالات افتتاح قناة السويس؛ ليستقبل فيه الضيوف البارزين الذين كان قد دعاهم إلى حضور احتفالات القناة.

حديقة الأسماك تعتبر إحدى العلامات التاريخية البارزة، كانت ولا تزال من أجمل الأماكن للتنزه بالقاهرة، وحققت الحديقة شهرة عالمية وقد تم تسجيلها من قبل وزارة الآثار المصرية ضمن الآثار الإسلامية والقبطية، حيث يعتبر تصميم الحديقة من أروع التصاميم التي صممت حينها، وجمالها ليس فقط في التصميم الرائع لها، بل في استخدام مواد لبناء التصاميم المبنية من الطمي الأسوانلى المخلوط بمادة الأسروميل والمواد الداعمة الصلبة لإنشاء تكوينات معمارية على هيئة خياشيم الأسماك، فتدخل الإبداع والفن من معماريين أوروبا أخرج لنا هذه التحفة الفريدة.

وتخضع الحديقة في هذه الفترة لعمليات تطويرية، وأكد وزير الزراعة أنه في إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، سيتم رفع كفاءتها وتجميلها ونظافتها وزيادة وسائل الترفيه فيها من أجل جذب الزائرين وعودة الحديقة لسابق عهدها.

وأوضح حسن النحلة، الخبير السياحي ، أن عمليات تطوير حديقة الأسماك مهمة لتنشيط وتحفيز حركة السياحة الداخلية، وأن استعداد الحديقة لاستقبال الرحلات المدرسية والجامعية يؤدي إلى النهوض بالمستوى الفكري والثقافي للطلاب وغرس روح الحب والانتماء لبلدهم والمحافظة عليها من التخريب والتدمير.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وزارة السياحة المصرية تناشد الشركات بتركيب جهاز G.P.S في عربات النقل الخاصة بها

وزارة السياحة المصرية تنظم زيارة تعريفية لوفد إعلامي روسي إلى مدن سياحية عدة