أوتاوا- خليل شمس الدين
تعتبر كندا واجهة متميزة إذ أنها بمثابة واحة بها مساحة من الهدوء والسكينة، كما أنها وجهة النبلاء الأولى، ويحتفل الكنديون هذا العام بعيد الميلاد150 لبلدهم. إذ يجب أن تكون ذات أولوية في قائمة السفر لدى المسافرين، فهناك العديد من عوامل الجذب في كندا ومنها جبال الروكي والتي تعد واحدة من أعظم سلاسل جبال الكوكب حيث تتميز بالبرية وقممها المتلآلئة الوديان المخفية، والغابات الشاسعة، ويوجد بها الكثير من الحيوانات الرائعة التي تشمل الذئاب، الإلك والدببة فكل ما عليك القيام به هو العثور على وسيلة لرؤية هذه العجائب.
وتعتبر أفضل وسيلة لرؤية الجمال الكندي هي السكك الحديدية والتي تم نحتها بعناية في جوانب الجبال المنحدرة وعلى حواف وطرق ضيقة جدًا. وتم ذلك في أواخر القرن 19 كما يمكنها الوصول غربًا. وعلى الرغم من وجود قطارات الشحن السريعة والتي تملك أكثر من 100عربة، فإنها لا تزال تتغلب عليها، فاليوم هناك قطارات روكي ماونتينير الأنيقة ذات الطابقين والتي تنقل الزوار لأكثر من 25 عامًا عبر غرب كندا. هذه هي الطريقة الأنيقة لرؤية الجبال.
ويتميز قطار روكي ماونتن بعدم وجود أي اتصالات أو تغيرات يمكنك القيام بها ويمكنك الجلوس في الطوابق لرؤية المناظر الخلابة خلال النهار والاستمتاع بالعجائب من حولك. وعند غروب الشمس يمكنك أن تنزل إلى سرير في فندق قريب. فالقطار ليس مزودًا للسفر ليلا وهذا هو تجربة الاسترخاء العميق.
وتبدا الرحلة لمدة يومين في فانكوفر. حيث الشواطئ الجميلة، والمطاعم الجيدة والمناخ اللطيف، والجمع بين المكان لإعطاء شعور أوروبي واسترخاء. فليس هناك أية صخب، ويسير القطار شرقا من فانكوفر متبعا نهر فريزر ثم طومسون حيث تتواجد على ضفافه مزارع التوت والماشية، ويصعد القطار في الطريق المنحدر في ممر مغطى بالنباتات الخضراء، وخلال الرحلة تمت مشاهدة بعض الأدخنة والضباب المتصاعد على سفوح الجبال، وقد اتضح أن الحريق يأتي من الغابات في كولومبيا البريطانية حيث اجبر الحريق عشرات الآلاف من الناس على الفرار من ديارهم، وأضفى الحريق على الجبال نوعًا من الغموض على المناظر الطبيعية.
وتعد الحياة البرية في المنطقة الجبيلة هي أيضا لافتة للنظر حيث تتواجد أعشاش النسور بأنواعها على ضفاف النهر ويمكن رؤية الأغنام ذات القرن كبير، والأيائل، وغزلان موس والدببة، ومع ذلك فهناك تحذير بأن تلك الرحلة من الرحلات المترفة فهي ليست مناسبة لبدء نظام غذائي وبعيدًا عن الجلوس في المقاعد الفاخرة، فإن الشيء الآخر الوحيد الذي يجب القيام به هو تناول الطعام.
وينقسم الطعام على متن القطار إلى فئتين مختلفتين من الخدمات: الذهبي، الذي تجلس فيها على قمة قطار مكون من طابقين وتناول وجبات الطعام في الطابق السفلي، والفضي الذي تجلس فيه وتتناول الطعام في عربة من طابق واحد. كلاهما ممتاز. في فئه الذهب، هناك وجبة إفطار مزدوجة: القهوة والكعك، ثم وجبة كاملة تشمل كوكتيلات الفاكهة، البيض بينيديكت أو سمك السلمون المدخن مع البيض المخفوق. يتبع بالغداء، المكون من سمك السلمون المشوي مباشرة أو لحم الخنزير المشوي، أو البرغر مع الفطر المدخن مع وجود بعض المشروبات والوجبات الخفيفة طوال اليوم. ويعد هذا القطار من أفضل الوسائل بعيدًا عن الطيران للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة في أحضان المناطق الجبيلة.