القاهرة- مينا جرجس
في الوقت الذي ما زالت الحكومة البريطانية تطبِّق قرار حظر الرحلات الجوية إلى مصر، إلا أنها باتت تواجه ضغوطًا من قبل شركات الطيران والرحلات الكبرى في بريطانيا، مثل "توماس كوك"، لرفع حظر الرحلات الجوية إلى مصر، بعدما نجحت الحكومة المصرية في تطبيق إجراءات شديدة تترك ارتياحًا كبيرًا لدى الزوار والسياح.
وكشفت صحيفة "إيفينيغ ستاندرد" البريطانية، تزايد مطالب رفع حظر السفر إلى مصر، فقد أقدمت شركة "توماس كوك" على وضع مدينة شرم الشيخ كوجهة للمصطافين رغم حظر السفر البريطاني، الذي يؤثر بالسلب وفقا لتقرير "ستاندرد" على وضع العمالة السياحية في منطقة الشرق الأوسط.
وقال مسؤول من شركة "توماس كوك"، إن عدد طلبات الحجز التى تلقتها الشركة منذ وضعها "شرم الشيخ" كوجهة للمصطافين الإنجليز فى شتاء 2017-2018، وصل إلى 150 ألف تذكرة حتى الآن، في إشارة إلى عزوف المواطن البريطاني عن تحذيرات حكومته.
ويقول "إدريان سوين" وهو مدرس بريطاني محال إلى المعاش، إنه سيتوجه إلى مصر في الشتاء المقبل، واصفًا قرار الحظر البريطانى بالمنافق، نظرًا لأن الدول الأوروبية المتعرضة لخطر الإرهاب تقلل من قيمة العمليات الإرهابية التي تتعرض لها، ولكنها تهوِّل وتضخم من شأن تلك العمليات حال حدوثها في دولة شرق أوسطية مثل مصر.
بدوره، أعلن المستثمر السياحي مودي الشاعر، الوكيل المصري لشركة "توماس كوك" العالمية، عن تسيير الشركة رحلتين أسبوعيًا من بريطانيا إلى "مرسى علم" اعتبارًا من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لافتا إلى أن الشركة لديها رغبة في زيادة رحلاتها في حال انخفاض رسوم الهبوط والمغادرة في مطار مرسى علم.
وقال مودي الشاعر، في تصريحات صحافية، إن شركة "توماس كوك" العالمية ضاعفت من طاقتها الناقلة من السوق الإنجليزي بنسبة 50% خلال فترة الصيف الجاري لمدينة الغردقة، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مشيرًا إلى أن الشركة تسير عدد رحلات بمعدل 9 رحلات أسبوعيا، بخلاف عدد من الرحلات الأخرى.
وأضاف، أنه حال تخفيض قيمة ضريبة المغادرة المفروضة على السائحين الإنجليز الوافدين إلى مصر، ومساواتها بنفس قيمة الضريبة على المسافر لأسواق أخرى منافسة في أوروبا أو في منطقة الشرق الأوسط مثل تركيا وقبرص والمغرب وتونس، سيساهم في زيادة التدفقات السياحية الوافدة من السوق البريطاني إلى المدن السياحية المصرية، ماعدا شرم الشيخ لحين إلغاء الحظر المفروض من الحكومة البريطانية على خلفية حادث سقوط الطائرة الروسية بسيناء نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2015.
وطالب الشاعر بتكثيف الحملات الترويجية لمصر بالسوق الإنجليزى، لتنشيط الحركة السياحية الوافدة إلى الغردقة ومرسى علم والأقصر وأسوان، مؤكدا أن استمرار الحملات سيدفع ببقاء مدينة الغردقة في استقطاب السياح البريطانيين، لحين عودة شرم الشيخ للخريطة السياحية.
ورحّب حسن النحلة، نقيب المرشدين السياحيين بمصر، بخطوة فتح المجال للسياحة البريطانية من جديد، مؤكدًا في تصريحات لـ"مصر اليوم"، أن السياحة البريطانية من أفضل أنواع السياحة المُصدرة لمصر، خاصة وأنهم تُدر على مصر دخلاً كبيرًا. وقال، إن عودة السياحة البريطانية ستسهم في قيام دول أخرى بفتح سوقها السياحي لمصر من جديد، بعدما أغلقته كأول دولة عقب حادث الطائرة الروسية.
يأتي ذلك، بعدما اتخذت مصر خطوات موسعة في إطار تكثيف الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية، وأكد وزير الطيران المصري شريف فتحي، أن الدولة المصرية، استثمرت فوق الـ43 مليون جنيه في مجال أمن المطارات، مؤكدًا أن الأمن والسلامة ثقافة، والثقافة تكتسب عبر السنوات، موضحاً أن الشركة حققت أعلى بـ20% من معدلات السلامة العالمية.
وأضاف وزير الطيران، أنه لن يتم الصرف بشكل كبير على مطار القاهرة، لأن أغلب استثمارات الوزارة ستنفق على المطار الجديد الخاص بالعاصمة الإدارية وهو مطار القطامية، كاشفًا عن رفع كفاءة مطار شرم الشيخ لمليوني راكب، بجانب إقامة مطار جديد في رأس سدر بنظام خاص يؤول بعدها بفترة للدولة.