الإسكندرية ـ أحمد خالد
"مغلق حتى إشعار آخر" شعار رفعته أغلب المزارات والمتاحف السياحية في مدينة الإسكندرية, إما لأنه تحت الترميم, أو لدواعٍ أمنية.فعلى مدار العامين الماضيين توقف العمل في أغلب الأماكن السياحية في "عروس البحر المتوسط" أهمها قصر المجوهرات الملكية والمتحف اليوناني الروماني ومتحف الموزاييك, إلا أن هناك بعض الأماكن التي تفتح أبوابها لاستقبال الزائرين على استحياء أهمها قلعة قايتباي والمتحف القومي في الإسكندرية, والذي يفد إليه أعداد قليلة من السائحين التي تنزل على المدينة كـ"ترانزيت" في طريقها لرحلة بحرية تجوب خلالها أغلب مدن البحر المتوسط. والمتعمق في أحوال السياحة في مدينة الإسكندرية سيجد أن الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد في أعقاب ثورة الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير 2011 وحتى الآن, كان لها دور مؤثر وكبير في قلة الإقبال, وهذا ما أكده حديث المسؤولين عن تلك الأماكن.وتقول المشرف العام على الإدارة المركزية لمتاحف الإسكندرية سهير أمين, إن مستوى إقبال السياح على الإسكندرية ضعف بشكل كبير بعد الثورة، بسبب الاضطرابات السياسية والتي تشهدها البلاد.وتشير إلى اقتصار زيارات السائحين الأجانب الوافدين إلى الإسكندرية، عن طريق الميناء على المتاحف الأثرية التي تستغرق يوماً واحداً أو اثنين على الأكثر، لافتة إلى أن قلة الموارد المالية في وزارة الآثار التي تعتمد على التمويل الذاتي في الأصل قد تسبب في إغلاق معظم المتاحف في الإسكندرية وتعطيل أعمال ومشروعات التطوير والترميم فلم يتبق إلا المتحف القومي فقط مفتوحاً للجمهور.وأضافت "لقد تم إغلاق متحف المجوهرات بسبب الأوضاع الأمنية ولاستكمال بعض أعمال التطوير، وكذلك المتحف اليوناني الروماني، وتوقفت أعمال متحف الموازييك وغيرها"، وأكدت أن الاستقرار السياسي سيلعب دوراً أساسياً في جذب السياح في الإسكندرية وإعادتهم مرة أخرى، مشيرة إلى أن معدل إقبال السائحين شهد انتعاشة خلال الأشهر الماضية.وقال مدير عام المتحف اليوناني الروماني محمد فريد، إن المتحف مغلق منذ أكثر من 10 أشهر بعد توقف عملية الترميم بسبب عدم دفع مستحقات الشركة المنفذة للمشروع التي قامت برفع الآلات وتركت المتحف خالياً بعد أن هدمت أجزاءً منه في إطار خطة الترميم.وأوضح أن المتحف هو واحد من أهم متاحف الإسكندرية، وأقدم متحف في حوض البحر المتوسط متخصص في آثار اليونانية والرومانية، حتى أن جدران المتحف نفسها مسجلة أثرياً، وكان يستقبل آلاف الزائرين يومياً، وكان يحقق إيرادات تقدر بالملايين كل عام.وأضاف "أن مشروع الترميم كان من المفترض أن يتكلف ما يقارب 80 مليون جنيه، لترميم المتحف الذي يمتد على مساحة تقارب ألفي متر وبناء دور إضافي يتضمن مكتبة وقاعة عرض، مشيرا إلى أن المتحف يضم 190 ألف قطعة، والمعروض منهم فقط 25 ألف قطعة بينما توجد باقي القطع في المخازن ويستخدم أغلبه للدراسات.وتابع أنه بعد غلق المتحف فقد تم توزيع القطع على 3 مخازن مختلفة لحفظها, لافتاً إلى أن الأثريين لديهم حلم كبير بإعادة افتتاح المتحف المهم وضم أرض محافظة الإسكندرية إليه ليشكل بانورما أثرية مميزة ولكن هذه الأحلام جميعها معطلة حتى الآن.وقال "رغم رداءة المناخ العام في مصر، فيجب أن يتسارع الإيقاع في إنقاذ وخدمة الآثار دون أي اعتبار لأي ظروف وسلوك عام غير واعٍ".