القاهرة ـ محمود حماد
دعّم وزير السياحة المصريّ هشام زعزوع، محافظة أسوان بقيمة مليون جنيه، باعتبارها من المحافظات الأكثر تضرّرًا من الأحداث التي مرّت بها البلاد أخيرًا، وذلك على هامش فعاليات الندوة التي عقدتها الوزارة، الثلاثاء، بالتنسيق مع مُنظّمة السياحة العالميّة تحت عنوان "المياه كأداة للتواصل السياحيّ".
وشارك في الندوة، كل من وزيرة الدولة لشؤون البيئة الدكتورة ليلى إسكندر، ومحافظ الأقصر اللواء طارق سعد الدين، ومحافظ أسوان اللواء مصطفى يسري، وعدد من سفراء دول حوض النيل، وممثلون عن وزارة الخارجيّة، إلى جانب نخبة من خبراء من عدد من الجهات ذات الصلة، ومن بينها وزارة البيئة والأكاديميّة العربيّة للعلوم والتكنولوجيا، والنقل البحريّ، ووزارة التعاون الدوليّ، وجامعة الدول العربيّة، إلى جانب ممثل عن الاتحاد الأوروبيّ.
وأكّدت وزارة السياحة، في بيان لها صباح الأربعاء، حصل "مصر اليوم" على نسخة منه، أن هذه الندوة هي أول فعالية ضمن أربعة فعاليات تعتزم الوزارة إقامتها على مدار العام، وذلك في ضوء شعار الاحتفال بـ"يوم السياحة"، الذي أُقيم في السابع والعشرين من أيلول/سبتمبر الماضيتحت عنوان "السياحة والموارد المائيّة من أجل مستقبلنا المشترك"، وأن الندوة تضمنت ثلاثة جلسات الأولى عن النقل السياحىّ المائيّ.. المشكلات والإمكانات، والثانية الموانئ السياحيّة.. الخدمات والتسهيلات، والثالثة عن المواقع المائية السياحيّة.. آليات الترابط السياحيّ الإقليميّ.
وشارك وزير السياحة، بعرضٍ تقديمي استهلّه بمعلومات عن السياحة والاقتصاد القوميّ، حيث أوضح أن السياحة تسهم بـ3.11% من إجمالي الناتج المحليّ، و40% من إجمالي الصادرات غير السلعيّة، إلى جانب 3.19% من النقد الأجنبيّ، مشيرًا إلى العوائد الاقتصادية لتنفيذ إستراتيجية التنمية السياحية، وأن كل مليون جنيه يتم استثماره يؤدي إلى خلق 5.2 وظيفة بشكل مباشر، و6.1 وظيفة بشكل غير مباشر، إلى جانب 1.1 وظيفة في قطاعات أخرى، فضلاً عن زيادة النقد الأجنبيّ بـ104 مليار جنيه، وزيادة حصيلة الضرائب بقيمة 490.24 مليون جنيه.
واستعرض زعزوع، قائمة الدول العشر المُصدّرة للسياحة إلى مصر، وهي (روسيا- إنكلترا- ألمانيا- إيطاليا- فرنسا- بولندا- ليبيا- السعودية- الولايات المتحدة الأميركية)، وأوضح أن السياحة الوافدة إلى مصر تبعًا لطريقة الوصول، حيث يُمثّل الطيران نسبة 86%، وعن طريق البحر 2%، وبرًا 8%، وأن هذه الندوة تهدف إلى تحقيق التواصل السياحي عن طريق المحاور المائية، وإمكان أن تلعب السياحة عبر المصادر المائية دور القوى الناعمة في التوافق بين الدول وشعوبها بشأن العديد من القضايا، إلى جانب العمل على توحيد المواصفات الفنية في الموانئ، وفقًا للمعايير الدولية، وبحث آليات تنفيذ التعاون الدوليّ المشترك لتحقيق التواصل السياحيّ المائيّ.
وعن المحاور السياحية المائية، أكّد وزير السياحة، أن موانئ البحر المتوسط في الشمال تحتل أربع عشرة مركز من موانئ القمة المائية على العالم، هذا إلى جانب البحر الأحمر الذي تقع عليه كل من مصر والأردن والسعودية والسودان وإريتريا واليمن وفلسطين وجيبوتي، أما بالنسبة لنهر النيل فتوجد عشرة دول أفريقية يمر بها نهر النيل، كما أنه يغطي مساحة 4.3 مليون كيلو متر مربع من المنبع في بحيرة فيكتوريا وحتى المصبّ، كما أنه يُشكّل تنوعًا جغرافيًا وثقافيًا وتاريخيًا من الجنوب إلى الشمال، وتمثل السدود به نقاط توقف سياحيّ، مشيرًا إلى التجربة المصرية في تطوير المراسي، حيث تم الإنتهاء من المرحلة الأولى والتي شملت مرسى النيل في بني سويف، ومرسى أخناتون في المنيا، ومرسى أسيوط في أسيوط، ومرسى ناصر في سوهاج، فيما اختتم عرضه التقديمي، بتوضيح أطر التعاون الدولي المحتملة، ومن بينها الاتحاد الأفريقيّ والكوميسا (السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا)، إلى جانب اتفاقات التعاون مع الاتحاد الأوروبيّ، واتفاقات تعاون فنيّ مع دول أوروبا، واتفاقات مع دول حوض النيل.
ورحّب محافظ أسوان بالحضور، مشيراً إلى الطبيعة الخلابة التي تتميز بها أسوان، مؤكدّا على أن اختيار أسوان لعقد هذه الندوة المهمة يعكس أهمية هذه المدينة، وأن موقعها المتميز يمكن استغلاله لتعزيز العلاقات مع دول حوض النيل، وأن أسوان تُعدّ مثالاً حقيقيًّا لحضارة وادي النيل، وأن المحافظة في طريقها لإتمام تصوّر إستراتيجيّ حتى العام 2050، والذي يشمل كأحد محاور تنفيذه عددًا من المشروعات الضخمة، من بينها طريق أسوان/ حلفا الشرقيّ، وطريق توشكا/ دنقله الغربيّ.
وأفاد المحافظ، أن أسوان تتمتع بالعديد من الأنماط السياحية، على رأسها السياحة النيلية، إلى جانب سياحة السفاري والصيد والسياحة العلاجيّة، مشيرًا إلى توافر بينية أساسية متميزة بها، وأنه تم بالفعل تشغيل رحلتين أسبوعيًا أسوان/ السعودية لتنشيط الحركة السياحية إليها.