القاهرة ـ محمود حماد
يقع فندق "مينا هاوس" أوبروي سابقًا، في آخر شارع الهرم، على بعد خطوات من أهرامات الجيزة الثلاثة، وذلك على قاعدة مرتفعة متصلة بالمنخفض الذي توجد فيه الأهرامات، وكأنه يحتضن الأهرامات، كما يتميز موقع الفندق بقربه من الطريق الدائري المؤدي إلى مطار القاهرة الدولي.
ويُطل هذا الفندق على أهرامات الجيزة، وتحيط به
حدائق خضراء، تبلغ مساحتها 40 فدانًا، ويضم "سبا"، ومركز لياقة بدنية، وحمام سباحة، وتتميز الغرف بأثاث مصنوع يدويًّا.
ويُعد فندق "مينا هاوس" منتجعًا فخمًا ذو خمسة نجوم، تملكها وتديرها حاليًا سلسلة مجموعة "أوبيروي"، ولعب الفندق دورًا مهمًا في تاريخ مصر، وأقام به عددٌ من الشخصيات العالمية ذات التأثير، مثل: ونستون تشرشل، وريتشارد نيكسون، وأغاثا كريستي، وفرانك سيناترا، وغيرهم.
ويعود بناء فندق "مينا هاوس" إلى الخديوي إسماعيل باشا، في العام 1869 على مساحة 40 فدانًا ليكون استراحة خاصة، يقضي فيها أوقاته، بعد عودته من رحلات الصيد الطويلة حتى يتثنى له مقابلة ضيوفه فيه، وتلك الاستراحة تطل على هضبة الأهرامات، ومحاطة بحدائق الياسمين، لتبدو أشبه بواحة خضراء في قلب الصحراء، ثم وسَّع الخديوي إسماعيل الاستراحة، وتهيئة شارع الهرم المؤدي له، وحوَّل البناء إلى قصر لضيوف حفل افتتاح قناة السويس.
وفي العام 1883 زادت الديون على الخديوي إسماعيل، فاضطر ابنه الخديوي توفيق لبيع القصر لثري بريطاني وزوجته، وهما "فريدريك وجيسي هيد"، وأصبح القصر مسكنًا خاصًا لهما، وقضيا فيه شهر العسل، ووسَّعا بناءه، وأطلقا عليه اسم "مينا" نسبة للملك مينا، الملك الفرعوني الذي وحد القطرين.
وأضاف فردريك لمسات إنكليزية من خلال المواقد الكبرى في الأركان، التي كانت غير عادية في مصر في ذلك الوقت، ولكنها أعطت إيحاءً رائعًا للمكان عندما اختلطت بالمشربيات والبلاط الأزرق اليدوي والفسيفساء والأبواب الخشبية المنقوشة يدويًّا والمطعمة بالنحاس والصدف.
وفي العام 1885 باعا القصر لرجل إنكليزي وزوجته، وهما "إيثيل وهيوز لوكيه كينج"، وهي عائلة اشتهرت بعشقها للآثار المصرية القديمة، وقرَّرت تحويل القصر إلى فندق "مينا هاوس"، والذي افتتح للعامة في العام 1886.
وبدأ الفندق بعدد 80 غرفة وجناح مميز، وفي العام 1920 أضيفت للفندق 30 غرفة أخرى، وفي العام 1964 تم شراء الفندق من قِبل مجموعة "أوبيروي"، وبدأ تجديده في العام 1972، وانتهى في العام 1975، ثم في العام 1978 بدأ العمل في جناح الحدائق، حيث أضيفت 200 غرفة جديدة، وفي العام 2007 و 2008 جُدِّد الفندق مرة أخرى.
وتصل عدد غرف الفندق إلى 486 غرفة وجناح، منها 7 أجنحة صغيرة، و4 أجنحة رئيسة، في كل واحدة شرفة خاصة واسعة تطل على الأهرامات، ويتكون الفندق من أربعة طوابق تمتاز بسلالم من الرخام الفخم مع طراز العمارة الإسلامية التي شيدت بها الاستراحة، ويحتوي على عدد من الثريات المصنوعة يدويًّا من الزجاج الملون، والتي يصل طولها إلى ثلاث طوابق، وتتنوع مستويات الغرف؛ فهناك 96 غرفة في المبنى الرئيس للفندق، و390 غرفة في المبنى الملحق به، وجميع الغرف فُرشت بسجاد فارسي يدوي الصنع، ويزينها جداريات قديمة، بالإضافة إلى الإبقاء على النوافذ الخشبية القديمة، وجميع الغرف تُطل على أول وأكبر حمام سباحة، تم بناؤه في مصر، بالإضافة إلى ملعب للجولف، يحتوي على 18 حفرة، وملعب للتنس، وملعب للجري، ومركز للياقة البدنية، وأكثر من قاعة لإقامة الحفلات والمؤتمرات.