الجزائر - سميرة عوام
تعتبر حديقة التجارب في الجزائر من العجائب في الوطن العربي، نظرًا لتميزها السياحي وتوفرها على النباتات الاستوائيّة المختلفة. وأوضح المهندس الفرنسي رينيه، أنّ الحديقة تحتوي على 3000 نوعًا من النبات والمشاتل الزهريّة النادرة في العالم، حيث تحولت الحديقة مؤخرًا إلى قبلة للسياح الأجانب الباحثين عن الورود العطرية لتزيين بيوتهم وتعبيق
مداخلها بعطر نباتات الزينة، والتي تعطي للزائر الراحة والجمال الطبيعي الأخاذ، حيث تتمازج الألوان ويتناغم الأخضر مع زرقة البحر واصفرار الرمال الذهبية النقية، حيث تتزاوج الزهور مع الأشجار الغابية الكثيفة، وتشكل خلال الفصول الأربعة ربيعًا مزدهرًا، يصنع لوحة زيتية يعجز الفنان على نقلها عبر ريشته إلى لوحته الخشبية.
وأمام التميز الطبيعي، خصوصًا مع حلول فصل الربيع ترتفع أسعار دخول الزوار والسياح للحديقة، وتصل إلى 70 دينارًا جزائريًا للبالغين و30 دينارًا للأطفال وتلاميذ المدارس، والذين يفضلون قضاء وقتًا ممتعًا بين أحضان أشجار الدفلة الوافرة الظلال، وأشجار السنديان، حيث تجلب العائلات فطورها من أجل تناوله في الحديقة العامة على طاولات صنعت من الخشب المستخرج من أشجار الصنوبر البحري، والذي يعطي هو الآخر الطمأنينة للزوار ومحبي الطبيعة وزقزقة العصافير ورقصات القردة، والذين يتخذون من جذوع الأشجار مكانًا لهم لتحية المارة ومداعبة الصغار.
وعبر الممرات الطويلة التي تؤدي إلى مدخل الحديقة، تجد مطاعم شعبية مصطفة توفر للزبائن أنواع الأطباق التقليديّة، منها الشخشوخة والبوراك والمحاجب وآكلات أخرى تصنع للجزائر سياحة خصوصًا، تروجها عن طريق هذه المطاعم للأجانب والذين يفضلون البقاء بين أروقة المطاعم الشعبية من أجل الغوص في عادات وتقاليد الجزائريين، إلى جانب ذلك يقدم الشاي المعبق بنباتات النعناع والحبق، والذي يتم تحضيره على الجمر، حيث يزداد التنافس عليه من طرف الزبائن.